قالت مصادر في الكونغرس الأمريكي أن تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي الذي أدان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لضعف أدائها في جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها، بأنها «تعتمد بشكل كبير على المنشقين وخدمات الحكومات الأجنبية» إنما كان يشير بشكل رئيسي إلى الكيان الصهيوني باعتباره أكثر الأطراف الرئيسية التي قدمت معلومات استخبارية غير صحيحة حول العراق، استخدمتها حكومة الرئيس جورج بوش ذريعة لغزو واحتلال العراق. وأوضح تقرير اللجنة أن الولاياتالمتحدة كانت تعتمد بالكامل على المصادر الأجنبية في تقييم علاقات نظام الرئيس العراقي صدام حسين مع منظمات المقاومة الفلسطينية وحزب الله، غير أن كافة الإشارات إلى إسرائيل كمصدر للمعلومات الاستخبارية قد جرى شطبها من النسخة المنشورة لتقرير اللجنة مع العلم أن تقريرا كانت نشرته لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي في شهر مارس الماضي أوضح بجلاء أن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية تعملان معا وتتبادلان المعلومات الاستخبارية. فقد انتقد تقرير لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي «خلق قطار من الافتراضات» في إشارة إلى سلسلة الافتراضات المزيفة التي تستند إلى معلومات استخبارية خاطئة لم يجري تمحيصها، وهذا ما كان أكده تقرير لجنة الكنيست الذي قال بأن العديد من تلك الافتراضات كانت من صنع إسرائيل. غير أن تقرير الكنيست في الوقت نفسه انتقد بشدة الاستخبارات الإسرائيلية لاعتمادها في جمع المعلومات حول العراق وخاصة برامج تسلحه على مخابرات صديقة «مشابهة للمخابرات الإسرائيلية».