رغم الانتصار والمحافظة على المرتبة الثالثة برصيد 21 نقطة فقد غادرت بعض جماهير الملعب التونسي ملعب المنزه عشية الأحد محمّلة بأسئلة حارقة تترجم فيما يبدو أداء غير مقنع لفريق عوّدهم هذا الموسم على أحقية المطالبة بالنقاط الكاملة للمباريات من أي ملعب ويكون ذلك مدعوما عادة بمردود يدخل البهجة على قلوب الجميع. ما حصل في مباراة الأحد كان طبيعيا حيث كانت النتيجة أهم من الأداء لذلك كانت الرغبة الملحة من أبناء لويغ في تحقيق الفوز بأية طريقة ممكنة وهو ما أكده وحيد عبد الرزاق المدرب المساعد ل«الشروق» عندما اعتبر أن فريقه لم يتراجع من حيث المستوى لكن ضغط النتيجة كان كبيرا على اللاعبين، كان الفوز همّهم الوحيد لذلك تميز أداءهم بالتسرع والارتباك في بعض الأحيان. مشكل بلا حلّ بعد مرور احدى عشرة جولة من عمر البطولة تمكن الملعب التونسي من تسجيل 13 هدفا وهو أضعف خط هجوم بين خماسي الطليعة وهو أمر يتطلب المزيد من المراجعة والعناية بالمهاجمين خاصة في ظل غياب هداف للفريق قادر على التسجيل في كل الأوقات رغم أن الفريق ينتهج أسلوبا جماعيا مما يعطي الأفضلية للمجموعة على حساب الفرد. هذا المشكل قد يكون سببه عدم جاهزية الثلاثي قلبي والقصداوي وحمزة السلامي على المستوى البدني رغم دخول البطولة مراحل متقدمة إلى جانب غياب صانع ألعاب عن التشكيلة وهو الدور الذي من المنتظر أن يلعبه المالي دومبيا، هذا دون أن ننسى سقوط بعض الأسماء البارزة من حسابات لويغ مثل جميل خمير فيما تنتظر بعض الأسماء الأخرى فرصتها على غرار العياري. هنا لا يجب أن ننسى المردود الذي يقدمه البرازيلي ألفاز في تشكيلة الملعب التونسي وأكد أنه قادر على الإفادة كلما تم إقحامه في التشكيلة. الأكيد أن العمل سيكون كبيرا في قادم الأوقات من أجل إصلاح هذه النقطة بالذات في انتظار ما ستسفر عنه عملية الغربلة وتحديد الأسماء الوافدة التي يمكن أن تحمل معها الجديد وتحديد الأسماء المغادرة ويمكن الحديث هنا عن خمسة أسماء جاهزة في انتظار قادم الأيام. راحة بعشرة أيام للرياحي سوء الحظ رافق اللاعب الشاب بلال الرياحي فعندما أقحمه باتريك لويغ لمساعدة المهاجمين تعرّض إلى إصابة حادة في الشوط الثاني أجبرته على مغادرة الملعب، طبيب الملعب التونسي السيد الحجاج بن يوسف أكد أن راحة الرياحي ستتواصل ما بين 10 إلى 15 يوما قبل أن يعود اللاعب إلى التدرب مع المجموعة وأضاف أن الاصابة لن تتطلب اجراء عملية جراحية وبالتالي قد يجد الفريق مشكلة أخرى على مستوى خط الهجوم بإصابة لاعب شاب له قيمة في الفريق. حركة نبيلة حركة نبيلة وعميقة تحسب لجمعية «أوفياء البقلاوة» التي اتجهت إلى أحد أبرز الأسماء في الملعب التونسي وهو الحارس الدولي السابق عبد اللّه الطرابلسي وقامت بتكريمه ورافقته طيلة يوم كامل وذلك يوم الأحد الماضي وأرجعت له بعضا مما يستحقه خاصة معنويا عندما هضم حقه ولم يعترف له بأبسط جميل بعدما قدّمه للملعب التونسي. هذه المجموعة تقوم بعمل كبير وهي خلية ناشطة بالملعب التونسي بين تونس وفرنسا وتساهم في دعم الملعب التونسي من خلال موقعها على الانترنيت www.stadetunisien.net هذه المجموعة قامت بكل ما تمليه الكرامة والشهامة ولن نخوض كثيرا في التفاصيل لكن ما يحسب لها أنها أعادت الطرابلسي إلى الملعب لمساندة البقلاوة بعد أن غاب منذ 1982 1983 لأسباب سنكتشفها في وقت لاحق. الطرابلسي تحدث إلى «الشروق» قائلا: «أشكر هذه المجموعة على الحركة النبيلة حيث أعادت إليّ نكهة تشجيع الملعب التونسي بعدما ابتعدت قليلا لأسباب لم أكن قادرا على كشفها حيث تمنعني عزّة نفسي عن ذلك لكن لن أطيل كثيرا لأن الجميع يعلمون ظروفي ويعلمون كيف ظلمت وتجاهلني البعض لعدّة أسباب منها أن البقاء أصبح للمتمعشين ولعشاق المادة»..