في رده على استفسارات السادة النواب حول سياسة تونس الخارجية أبرز السيد عبد الوهاب عبد ا&، وزير الشؤون الخارجية أن تونس تبدأ مرحلة جديدة في مسيرتها السياسية والتنموية وكلها ثقة وتفاؤل وعزم على مواصلة نهج الاصلاح والتحديث مستندة في ذلك إلى ثوابتنا الوطنية الراسخة التي يعمل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي دوما على صونها وتعهدها بالقرارات الجريئة والمبادرات الرائدة والمواقف السديدة، مذكرا في هذا السياق بالموقف الثابت والمبدئي الذى عبّر عنه سيادة الرئيس بكل حزم ووضوح من أعلى منبر مجلس النواب للرد على بعض التصريحات والادعاءات المرفوضة والذي أكد فيه ان تونس المتمسكة بسيادتها الوطنية وباستقلالية قرارها وبكرامة شعبها باعتبارها مبادىء مقدسة ترفض بشكل مطلق أي محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية. وبيّن الوزير في هذا الشأن ان تونس بفضل حكمة قيادتها ووعي شعبها وثراء انجازاتها ورصيد الثقة الذي تحظى به أكبر من ان تكون هدفا لمن يحاولون عبثا النيل من صورتها الناصعة والتشكيك في مكاسبها. وأضاف الوزير ان الدبلوماسية التونسية واصلت خلال سنة 2009 بتوجيه من رئيس الجمهورية الاضطلاع بدورها بنفس العزم والمثابرة في الدفاع عن مصالح البلاد والذود عن مكاسبها وتعزيز اشعاعها وحضورها وفق تمش منهجي قوامه الثبات على المبادىء والواقعية في التوجه والنجاعة في التعاطي مع مختلف القضايا والملفات، مؤكدا العزم على مواصلة هذا الجهد والاسهام الفاعل في تنفيذ البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس والمضي قدما بالبلاد على درب التقدم وتعزيز أواصر الإخاء والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة والاسهام في التأسيس لعلاقات دولية اكثر عدلا وتوازنا. خيارات ثابتة وحول مسيرة اتحاد المغرب العربي التي استأثرت بحيز هام من تدخلات النواب أكد الوزير ان اتحاد المغرب العربي يعد من الخيارات الثابتة في سياسة تونس الخارجية موضحا ان تونس في ضوء علاقاتها الممتازة مع كل الدول المغاربية الشقيقة واصلت بذل جهودها من اجل دفع العمل المغاربي المشترك واستكمال مسيرة بناء مؤسسات الاتحاد وتركيز هياكله وتفعيلها. كما ذكّر السيد عبد الوهاب عبدالله بجهود تونس من أجل تعزيز أواصر الاخوة العربية والإسلامية سواء من خلال دفع العمل العربي المشترك وتفعيل التضامن العربي او باعطائها مضمونا اقتصاديا وتنمويا فعليا فضلا عن تعزيز علاقات التعاون الثنائي بكل الدول العربية الشقيقة. وأكد ان نجاح تجربة تونس التنموية عمق ثقة الدول العربية فيها اذ تحظى كافة المبادرات التونسية الرامية إلى الارتقاء بالعمل العربي المشترك بدعمها وتأييدها وتمثل في هذا الاطار رئاسة السيدة الفاضلة ليلى بن علي لمنظمة المرأة العربية مناسبة هامة للاسهام في الارتقاء بواقع المرأة العربية وتوسيع مشاركتها في الحياة العامة وفي المسيرة التنموية للدول العربية. كما بيّن الوزير حرص بلادنا على المشاركة الفاعلة في الجهود العربية والدولية الرامية إلى إيجاد تسوية عادلة وشاملة ودائمة للنزاع العربي الاسرائيلي مشددا على ان القضية الفلسطينية التي بوّأها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي مكانة متميزة في سلم اهتماماته وجعل منها قضيته الشخصية ستمثل محورا بارزا لتحركات الديبلوماسية التونسية خلال المرحلة القادمة من أجل وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وتمكينه من تحقيق تطلعاته المشروعة واقامة دولته المستقلة على أرضه. وتأكيدا للبعد الافريقي في سياسة تونس الخارجية أبرز الوزير جهود الديبلوماسية التونسية من أجل تكثيف التعاون وتطوير المبادلات مع الدول الافريقية الشقيقة وارساء شراكات فاعلة معها من خلال وضع تجاربنا وخبرتنا على ذمتها للاستفادة منها كنموذج للتعاون جنوب/جنوب. وأضاف ان الديبلوماسية التونسية واصلت الاضطلاع بدور فاعل في دفع العمل الافريقي المشترك في اطار الاتحاد الافريقي ومختلف المنظمات الاقليمية والتجمعات الجهوية. علاقات استراتيجية وفي إجابته عن تساؤلات النواب حول العلاقات التونسية الاوروبية اكد الوزير ان تونس ترتبط بعلاقات استراتيجية متميزة بالفضاء الأوروبي تقوم على أساس المصالح المشتركة والتعاون المتكافىء والاحترام المتبادل والحوار البنّاء مبرزا انه في ضوء الاشواط الهامة التي قطعتها بلادنا على درب الاصلاح والتحديث أكد الجانب الأوروبي ان العلاقات التونسية الأوروبية جديرة بأن ترتقي إلى وضعية الشراكة المتقدمة بما من شأنه ان يفتح آفاقا أرحب أمام مزيد دعم التعاون وتوسيع قاعدته. كما بيّن الوزير حرص تونس على ارساء شراكة فاعلة حول مشاريع عملية وملموسة في اطار الاتحاد من أجل المتوسط والحوار 5 +5 تستجيب إلى تطلعات شعوب المنطقة في الرفاه والازدهار والسلم والاستقرار. واضاف ان بلادنا تحرص على تكثيف التشاور والتنسيق مع دول الضفة الشمالية من أجل معالجة مسألة الهجرة وفق مقاربة شاملة تقوم على الأبعاد الإنسانية والتنموية بالأساس. وفي اطار خطة عمل استشرافية تهدف إلى تنويع علاقات بلادنا مع دول القارتين الامريكية والآسيوية ودعم التعاون الاقتصادي والتجاري العلمي مع البلدان الصاعدة بها أكد الوزير حرص بلادنا على تطوير الاطر القانونية للتعاون مع هذه الدول وتكثيف المشاورات السياسية وتدعيم العلاقات البرلمانية وتنشيط عمل جمعيات الصداقة. ومن منطلق تمسكها بالشرعية الدولية وانحيازها الدائم لقيم السلم والعدل بين الوزير أن الديبلوماسية التونسية واصلت مساهماتها الفاعلة والنشيطة في جهود المجموعة الدولية للحد من استفحال بؤر التوتر في العالم ومزيد التعريف بالمبادرات الرئاسية واهدافها لاسيما مبادرة سيادة الرئيس الداعية إلى اعلان سنة 2010 سنة دولية للشباب والتي توفقت البعثات التونسية بالخارج إلى حشد دعم وتأييد الدول الشقيقة والصديقة لها . احاطة كاملة وتأكيدا للمكانة المتميزة التي خصّ بها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ابناء الجالية التونسية بالخارج وحرص سيادته على ايلائهم العناية والرعاية اللازمتين بيّن السيد عبدالوهاب عبدالله سعي تونس إلى توفير كل اشكال الاحاطة بابنائها في الخارج والدفاع عن حقوقهم وصون كرامتهم وتحسين اوضاعهم وايلاء عناية خاصة بالاجيال الجديدة للهجرة وشريحتي الشباب والمرأة فضلا عن تطوير العمل الجمعياتي على نحو يتيح مزيد الاحاطة والعناية بمختلف مكونات الجالية وتأمين تواصلها مع الوطن. وفي ختام مداخلته أبرز وزير الشؤون الخارجية ان انحياز تونس الدائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم «هو عنوان المرحلة القادمة لعمل الديبلوماسية التونسية وهي مرحلة سنقبل عليها بنفس الطموح وصدق العزيمة ووضوح الرؤية خدمة لمصالح بلادنا والذود عن عزتها ومناعتها وتعزيز حضورها ومزيد الإعلاء من شأنها بين الأمم في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي». وقد صادق مجلس النواب على ميزانية وزارة الخارجية.