يسعى ممثّلو المجتمع المدني بالتعاون مع الهياكل الحكومية الى الترفيع في نسبة اقبال المواطن التونسي على التبرع بالأعضاء سيما ان قائمة الانتظار في تزايد وتمكينهم من الحياة أمر ممكن. وفي هذا الاطار نظمت الجمعية التونسية للتحسيس بالتبرع بالأعضاء بالتعاون مع المركز الوطني للنهوض بزرع الأعضاء اليوم الوطني الثاني عشر للتحسيس بالتبرع بالأعضاء حول موضوع دور الصيدلي في التحسيس بالتبرع بالأعضاء»، تحت اشراف السيد محمد قدّيش الرئيس الشرفي للجمعية والسيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية والسيد بوبكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية والسيد جلول الجريبي رئيس المجلس الاسلامي الأعلى والسيد حاتم بن سالم وزير التربية والتكوين. وأفاد الدكتور شكري سطا أخصائي نفساني بالمركز الوطني لزرع النخاع العظمي وعضو بالجمعية أن الصيدلي بامكانه المساهمة في التحسيس بالتبرع بالأعضاء باعتباره مرجعا موثوقا به ويسهل الالتجاء اليه من قبل أفراد مجتمعنا من مرضى ومن يحيطون به وبالتالي يمكنه تبليغ المعلومة بسهولة. وأضاف أن عملية زرع النخاع العظمي انطلقت منذ 1998 بتركيز المركز وانطلقنا ب 20 عملية حتى بلغنا 120 عملية في 2009. وأوضح أن زرع النخاع العظمي ينقذ الشخص المصاب بسرطان الدم من الموت. وحول البرامج المستقبلية للجمعية ذكر الدكتور أنه سيتم التوجه نحو التحسيس أكثر بالتبرع بصفائح الدم لانها ممكنة وليست فيها أية مخاطر على المتبرع. وقال ان الجمعية توفر مأوى للمرضى القادمين من المناطق الداخلية وتمدهم بمصاريف التنقل وتوفر لهم امكانات التحليل والحصول على الأدوية ... متبرعون صغار خلال اليوم التحسيسي أمكن ل «الشروق» الحديث الى بعض المتبرعين والحاصلين على عضو ومنهم الطفل معاذ بن محمد وعمره 12 سنة حيث تعرض الى الاصابة بسرطان الدم وأمكن له النجاة بعد أن تبرع له أخوه مالك بحوالي لتر من النخاع العظمي. ويقول : «معاذ أنا بصحة جيدة وأدرس بالمعهد النموذجي ونتائجي جيدة جدا في الدراسة : وتبتسم والدته قائلة : «ان الحاجة الى الحفاظ على الحالة الصحية لمعاذ لمدة 5 سنوات متتالية بعد العملية جعلته يهتم أكثر بدراسته وألعابه كلها مركزة على الحاسوب». وشكرت الدكتور طارق بن عثمان رئيس قسم المركز الوطني لزرع النخاع العظمي والدكتور معز اللومي وسلوى الأدب على اهتمامهم بطفليهما. وأفاد الدكتور طارق بن عثمان أن التبرع بالنخاع العظمي لا يكون بدرجة أولى الا من الاخوة وبدرجة ثانية من الوالدين وبدرجة ثالثة من بنك متبرعين وبنك الوريد السري الذي نفتقر اليه في تونس. وأضاف لقد قمنا بحوالي 500 عملية زرع من شخص لشخص و 500 عملية بالزرع الذاتي. وحول قائمة الانتظار أُفاد أننا نحتاج في تونس الى ما بين 30 و 40 عملية زرع ولنا 400 اصابة جديدة بسرطان الدم سنويا. تعاون وذكرت السيدة كايي ايفاني اخصائية بعمادة الأطباء بفرنسا ان تونس شهدت تطورا كبيرا في الجانب التنظيمي للتبرع بالأعضاء خلال السنوات الأخيرة وقالت :«انه يوجد تبادل بين هياكل المجتمع المدني الفرنسي والجمعية وسابقا تم تنظيم ملتقى مغاربي فرنسي بتونس ولاحقا سوف يكون بالجزائر» نزيهة بوسعيدي 3500 مريض في حاجة إلى كلية أفاد السيد محمد قديش: «لئن تقلصّت نسبة الاعتراض على التبرّع الى حدود 50٪ فإن الحقيقة تقتضي الاعتراف بأن هذا التطور المسجل مازال دون المطلوب حيث تفوق نسبة الحاجة لزرع كلية 3500 مريض من مجموع 8 آلاف مريض بمراكز تصفية الدم و600 مريض لمرضى القصور النهائي للقلب والكلية والرئتين حيث يبلغ عدد حالات الوفاة 600 مريض ومن بين 120 حالة وفاة دماغي هناك 14 حالة إنقاذ فقط.