رئيس الجمهورية: تونس تعجّ بالخيرات والثروات ،ولن تكون لقمة سائغة للوبيات ولأعوانهم    مفزع/ ارتفاع في عدد قتلى حوادث الطرقات بنسبة 6،08 بالمائة منذ بداية السنة..#خبر_عاجل    موجتهم الأولى من الأمل: هيونداي تونس تُمكّن أطفالاً يتامى من اكتشاف البحر لأول مرة    زلزال بقوة 6.4 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عاجل/ تحطم طائرة مقاتلة بهذه المنطقة..    خزندار : محاصرة بارون ترويج المخدرات    استعادة 6 قطع أثرية تمت إعارتها إلى معهد العالم العربي بباريس منذ سنة 1995..    نجاح أول عمليات منظارية على الأربطة المتقاطعة بالمستشفى الجهوي بقبلي    تنبيه/ تراكم الدهون في الكبد ينذر بأعراض صحية خطيرة..    المدخل الجنوبي لتونس: 370 مليون دينار لتخفيف الازدحام عن أكثر من 200 ألف مركبة يوميًا    بلدية تونس تُعلن عن عفو جبائي لسنة 2025: امتيازات مالية هامة للمواطنين    ''السلامة'' أول شركة أهلية للتاكسي الجماعي: التونسي يستفيد والنقل يتحسّن!    مدفيديف يرد بسخرية على تحذير ترامب له شخصيا ويذكّره ب"اليد الميتة" النووية الروسية    عاجل من الافريقي: متوسط ميدان ليبي يمضي رسميًا    مونديال الألعاب المائية بسنغافورة - الفرنسي مارشان يحطم الرقم القياسي العالمي لسباق 200 متر متنوعة    تونس تحصد 58 ميدالية في دورة الألعاب الإفريقية المدرسية بالجزائر    استعدادًا لبطولة العالم بالفلبين: المنتخب التونسي للكرة الطائرة يدخل في تربص مشترك مع إسبانيا    كل ما تحب تعرف على كرني ادخار في البانكة و لا البوصطة ؟    طقس اليوم : كفاش بش تكون الحرارة ؟    من طبرقة إلى جرجيس: كل الشواطئ مفتوحة أمام التونسيين هذا الويكاند    تونس تخرج من موجة الحر: تراجع الكتل الساخنة والأجواء منعشة    تحب تحلّ حساب؟ البوسطة ولا البنك؟ هاو الفرق!    عاجل - يهم التونسيين : قرطاج تكشف أسرارها باكتشافات أثرية مذهلة في معبد تانيت وبعل حمّون    تطاوين : فرقة "تخت للموسيقى العربية" تحيي حفلا بمشاركة الفنان الليبي علي العبيدي والفنان الصاعد محمد إسلام المهبولي    "لاس ميغاس" تهز ركح الحمامات بإيقاعات الفلامنكو الجديد    العربي بن بوهالي: تضخم مستمر وأرباح مرتفعة للبنوك والشركات... والفقراء يدفعون الثمن    إطلاق مبادرة وطنيّة من أجل إنتاج غذائي بحري مبتكر ومستدام    باحثون يطورون علاجا لهشاشة العظام...تفاصيل لا تفوتها    طرشق في صوابعك تنجم توصل للسبيطار...سّر باش يصدمك    شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة    الترجي الرياضي يفوز وديا على مستقبل سليمان    فضاء سيدي عبد السلام بقليبية ... الفلّ والياسمين... عبق الأصالة والتاريخ    في برج باب تونس بغار الملح: المعرض المغاربي للفنون التشكيلية تحت عنوان «معالم وألوان»    الأيام الثقافيّة الصيفيّة بجبل الجلود: عروض فنيّة ومسرحية في الدورة التّاسعة    ناصيف زيتون يشعل مسرح قرطاج: ليلة عشق وأغنيات بصوت جمهور واحد    مهن صيفية: زهير الجبالي (بائع الذرة بالكريب): نكهة «المستورة»... تستهوي الكبار والصغار    مظلمة وقهر: المرأة العاملة بالحقول: دورها فعال ... وأجرها يطرح اكثر من سؤال ؟    عاجل/ دولة جديدة تعلن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل..    على باب المسؤول .. الازهر حمحوم (لاعب فجر القطار سابقا) .. من شعلة على الميدان.. الى مُقعد يحتاج مساعدة عاجلة    وزير التجهيز والإسكان يتفقد تقدم أشغال القسطين 2 و3 من مشروع المدخل الجنوبي للعاصمة    &1704;ابس: تركيز سكانار جديد وانطلاق خدمة التشخيص الطبي عن بعد في مجال الأشعة    الحوثيون يوجهون تحذيرا للرياض وأبوظبي    إيران: لا مفاوضات نووية قبل تعويض خسائر الحرب    تاريخ الخيانات السياسية (31) البوّاب أخذ ألف دينار    العثور على جثة البطلة الأولمبية الالمانية بعد حادث تسلق مأساوي    ماكرون.. صفقة ترامب مع الاتحاد الأوروبي أفقدت أوروبا هيبتها    سهرة فلكية بمدينة العلوم    عاجل/ فاجعة في الطريق الرابطة بين القصرين وسيدي بوزيد..وهذه حصيلة الضحايا..    الشيا: الحبة الصغيرة التي قد تحارب الكوليسترول وضغط الدم    عاجل/ السجن لمحاسب بشركة استولى على أموال عمومية..وهذه التفاصيل..    أحمد الجوادي يحقق إنجازًا تاريخيًا لتونس في بطولة العالم للألعاب المائية    الترجي الرياضي: الثنائي البرازيلي يلتحق بالمجموعة .. وأهولو يحزم حقائبه    عاجل - نابل : حجز آلاف اللترات من المياه المعروضة تحت الشمس ومواد غذائية فاسدة!    فتح التسجيل في الارساليات القصيرة للحصول على نتائج الدورة الرئيسية للتوجيه الجامعي    تنبيه/ رياح قوية وبحر مضطرب اليوم..#خبر_عاجل    تاريخ الخيانات السياسية (30)...تمرّد المبرقع اليماني بفلسطين    عاجل/ التحقيق مع أستاذة في الفقه بعد اصدار فتوى "إباحة الحشيش"..    يوم غد السبت مفتتح شهر صفر 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    









القيروان: صبرة المنصورية أو عاصمة الفاطميين المعمورة... تحت التراب مطمورة
نشر في الشروق يوم 18 - 12 - 2009

«هي مدوّرة مثل الكأس لا يرى مثلها ودار السلطان وسطها على عمل مدينة السلام والماء يجري وسطها، شديدة العمارة حسنة الأسواق بها جامع السلطان وعرض سورها 12 ذراعا منفصلة عن العمارة بينها وبين المصر عرض الطريق وتجارها يغدون ويروحون اليها من المصر على حمير مصرية والأبواب باب الفتوح باب الزويلة، باب القصارين كلها محددة الحيطان آجر مكحل الجيل»، هذا ما جاء به المقدسي من وصف لمدينة صبرة المنصورية العاصمة الفاطمية الثانية بعد المهدية.
كان المنصور أبا الطاهر اسماعيل هو من أمر ببناء المنصورية التي لا تبعد الا بحوالي نصف ميل جنوب شرق مدينة القيروان في موقع يعرف بصلب الجمل بعد قضائه على ثورة صاحب الحمار أبو يزيد بن كيداد اليفرني.
«وإنه اختط أحسن بلد في أسرع أمد، وانتقل اليها حسب رواية القضاعي عند صلاة الظهر من يوم الخميس لليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة 336ه وقد عمّر المنصور أسواقها واستوطنها، وأصبحت مركز الخلافة الرسمي، منها تصدر الأوامر، وتخرج الجيوش الفاتحة، واليها تأتي الوفود لتقديم فروض الطاعة والولاء.
وقد بنى سورها بالطوابي، وجعل لها أربعة أبواب، بابا قبليا وبابا شرقيا سماه باب زويلة وباب جوفي وبابا غربيا سماه باب الفتوح، ونصب عليها أبوابا ملبسة بالحديد، ثم بنى فيها القصور الشامخات، والأبنية الرفيعة، وغرس فيها الغرس البديعة، وجلبت اليها المياه المنيعة، ومن قصورها مجلس الكافور وحجرة التاج ومجلس الريحان وحجرة الفضة وقصر الخلافة.
وعندما توفي المنصور سنة 341ه / 952م، دفن في قصره بالمنصورية، ثم قام بالأمر بعده ابنه وولي عهده المعز لدين الله فسار على نسق أبيه وأصبحت المنصورية في عهده كعبة العلماء، والطلاب، والمستجيبين، والدعاة بعد أن نقل إليها أسواق القيروان كلها، وجميع الصناعات، ويذكر أنه كان فيها أيام عمارتها ثلاثمائة حمام أكثرها للديار وباقيها مبرز للناس كافة.
كان المعز لدين الله كلفا بالعمارة فبنى كثيرا من القصور، وأنشأ البساتين وأجرى مياه العيون في حاضرة ملكه. ومن القصور التي بناها قصر الإيوان والمعزية. وبنى قناطر ساق الماء عليها، وقصره المعروف بالبحر، وقد ارتاد موضعه وقاس أبعاده ووضع تصميمه بنفسه وأنشأ في وسطه بركة كبيرة أسماها بحرا لاتساع سطحها.
وقد أقام المعز الجسور لتصل القصر الداخلي بالقصر الخارجي، وأنشأ البساتين الغناء في المنصورية وضواحيها، ومن هذه البساتين ذلك البستان الذي أقامه في جهة تعرف «بواد القصارين» على مقربة من المنصورية، وأجرى فيه النهر حتى أينع بأصناف الشجر والرياحين والخضر والنوار وصار أحسن بستان رآه الناس.
تسمية الموقع
تناولت عديد المصادر والمراجع الحديث عن سبب تسمية الموقع. البعض يطلق عليه اسم المنصورية والآخر صبرة وثالث يجمع بين هذه وتلك. القاضي النعمان الذي ولاّه المنصور بن القائم قضاء مدن المنصورية والمهدية والقيروان فلا يذكر في كتابه «المجالس والمسايرات» إلا المنصورية ولم يتعرّض مرة واحدة لذكر صبرة وكذلك الشأن بالنسبة الى المقريزي في «اتعاظ الحنفاء» والقضاعي في «الحلة السيراء» بينما المقدسي في كتابه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم» لا يتحدث بدوره الا عن صبرة ولا يذكر المنصورية فيقول مثلا: «وصبرة بناها الفاطمي أول ما ملك الإقليم واشتق اسمها من صبر عسكره في الحرب»، ويقول أيضا: «وأما افريقية فقصبتها القيروان ومن مدنها صبرة»، ويذهب مذهبه الإدريسي.
ولقد لعبت صبرة المنصورية دورا كبيرا وساهمت في تطور الفنون العربية الإسلامية رغم الفترة القصيرة من حياتها مما جعلها تؤلف لنا صورة عن نشأة الفن الفاطمي الإفريقي قبل رحيله الى الشرق وتجعل منه نموذجا آخر للخلق والإبداع وتشهد بالمقدرة والكفاءة للفنان والصانع الإفريقي كلما سنحت الفرصة بذلك وتهيأت الأسباب المادية والمعنوية.
إعداد: ناجح الزغدودي
المصدر: دائرة المعارف التونسية
الكرّاس 3 / 1992


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.