تعد الصناعات التقليدية احدى الروافد الحضارية التي تطبع كل منطقة بخصوصية تجعلها أكثر تميزا... ولقد تعارفت في تونس عديد الولايات باتقانها لحرف صنعت بدورها شهرتها كالخزف في نابل... إلا أن للفخار التقليدي بسجنان من ولاية بنزرت حضورا ملفتا بالمخيال الاجتماعي لمتساكني هذه المعتمدية. «الشروق» حاولت انطلاقا من هذا «التحقيق» الوقوف عند طبيعة تفاعل هؤلاء مع هذه الحرفة أو بالأحرى المهنة التي دخلت وبعمق تقاليد كل أسرة هناك. حرفيات وجدن من قارعة الطريق أفضل مكان لعرض ما جادت به ملكاتهن البسيطة... هو مشهد طريف يستهوي زائر منطقة سجنان الجميلة والهادئة حيث تحرص ربات البيوت هناك على استمرارية هذه الحرفة رغم الصعوبات المتصلة بها... «الحرفي» مصباح (44 سنة) شدد على أن قرابة 700 عائلة تنتج وتعيش بفضل «الخزف التقليدي» الذي يعد في غالب الأحيان بأحد أركان كل دار بهذه المنطقة... وبخصوص العوامل التي ساهمت في انتشار هذه الحرفة لدى معظم الأسر هناك أفاد المتحدث أن والدته الحاجة: «جميعة السعيداني» (72 سنة) ورثتها عن الأجداد وهي دون 15 سنة وقامت بدورها بتقريب هذه المهارة من كل أفراد عائلتها الممتدة حتى صغير السن منهم... أمّا السيدة صبيحة العياري (46 سنة) فأكدت أنه بالإضافة لعشقها لحرفة الفخار التقليدي فإن ما لمسته من تشبث أسرتها بهذه الصنعة دفعها الى التفكير في بعث مشروع دكان على حافة الطريق لعرض ما تنتج وضمان مورد رزق قار... تقاليد الحاجة «ريم الماي» (54 سنة) أبرزت أنها تتعاطى هذه الحرفة منذ نعومة أظفارها الى اليوم فهي تصنع وتبيع بمنزلها الخاص... وقد أضافت ابنتها «ناجية» بأنها لم تدخل المدرسة بل تلقت دروسا في محو الأمية لتساعد منذ قرابة 11 سنة والدتها في هذه الحرفة. وتعكس أغلب المنتوجات الحرفية ما دأبت عليه ربات البيوت من المحافظة على تقاليد الأجداد في استغلال الأواني من قبيل: البرمة الغناي الطابونة للطهو... وأخرى لتزويق البيت... صعوبات ومثل الطابع الموسمي لهذه الحرفة اضافة الى عدم وجود فضاء قار لعرض المنتوج أو سوق وبرمجة دورات على مدار السنة للتعريف بمثل هذه الإبداعات أبرز الصعوبات التي حدثنا عنها حرفيو سجنان... وتبقى الروايات المتصلة بظروف نشأة فكرة تعاطي الأسر هناك لحرفة الفخار التقليدي أكثر من واحدة ومنها أن كثرة استعمالات الأواني التقليدية في المناسبات والاحتفالات كالأعراس وحفلات الختان بالمدينة أفضى الى إيلاء أهمية كبرى لهذه المنتوجات التي تستغل في الحياة اليومية مع إضفاء زخرفة وزينة زادتها تألقا وجمالا... كذلك تفيد بعض الحكايات التي رواها بعض أهل الميدان بأن سيدة تدعى: «علجية العياري» كانت أول ربة بيت بسجنان عرضت منتوجاتها في أوائل السبعينات في ركن منزلها للمارة والسياح وقد اقتدت بها من بعد كل النساء بهذه المنطقة. ودخلت من ثمة هذه المهارة بنسق أكبر البيوت هناك... «القرية الحرفية»... وعلمت «الشروق» أن هذه المعتمدية تشهد استكمال تنفيذ مكونات المشروع الرئاسي القاضي بجعل «سجنان قرية حرفية» حيث تم انجاز «الأكشاك» التي من المنتظر أن تحسن طرق العرض... كما أن الخطوات القادمة سترمي الى تحديد أفضل المواقع لتركيز مثل هذه الفضاءات. إيمان عبد الستار الرقاب: نقائص عديدة في المستشفى المحلي الرقاب «الشروق»: يستقبل المستشفى المحلي بالرقاب يوميا الكثير من المرضى خاصة في مثل هذه الفترة التي تكثر فيها الإصابات الجرثومية ومرض القريب. ونظرا للنقص الذي يشهده هذا المستشفى على مستوى الإطار الطبي وشبه الطبي فإنه بات عاجزا عن إستيعاب كل تلك الطوابير التي تظهر يوميا أمام عياداته الطبية وأمام المخبر الوحيد للتحاليل بالجهة الذي يستقطب عددا كبيرا من العينات يتم جلبها كل يوم خميس والسؤال المطروح لماذا لا يتم بعث أو تركيز مخبر للتحاليل بمنطقة «السعيدة»؟ إضافة الى النقص الفادح في الأدوية تبقى وضعية إفتقاد هذه المؤسسة الإستشفائية الى مولد كهربائي تؤرق الجميع من أعوان ومرضى مقيمين داخلها للتداوي ليبقى الحل الوحيد في تلافي هذا النقص هو الإعتماد على أضواء الشموع وأحد المصابيح الغازية الذي تعطل أخيرا عن العمل بسبب إنقطاع التيار الكهربائي. مختار كحولي بوعرقوب: مثال التهيئة يعطل انطلاق عديد المشاريع بوعرقوب «الشروق»: شهدت معتمدية بوعرقوب في السنوات الأخيرة نقلة نوعية على مستوى البنية الأساسية شملت مختلف المناطق التابعة لها فالمشاريع التنموية أنجز بعضها بالكامل على غرار تهذيب مناطق «بلي قرية» و«المهاذبة» و«برج القويس» باعتمادات جملية ناهزت مليونا و200 ألف دينار وتمثلت أهم التدخلات في ربط هذه المناطق بشبكة التطهير وتعبيد الطرقات وتبليط الأرصفة وتعميم شبكة التنوير العمومي كما شهد الحي الإداري عديد التحسينات تمثلت في تعبيد الأنهج بالخرسانة الإسفلتية وتبليط الأرصفة وغراسة الأشجار ونباتات الزينة وذلك بكلفة جملية ناهزت 400 ألف دينار ويأمل متساكنو المنطقة البلدية أن تكون التدخلات في باقي الأحياء وخاصة منها «حي الجامع» و«حي الحرية» شبيهة بالتدخل الذي حصل في الحي الإداري. في المقابل مازالت مشاريع أخرى مبرمجة خلال هذا المخطط معطلة رغم رصد الاعتمادات المالية المخصصة لها مثل المركب الرياضي والشبابي بكلفة 520 ألف دينار ومركب الطفولة بكلفة 300 ألف دينار ومستشفى محلي صنف 4 بكلفة 500 ألف دينار للجزء الأول منه الذي يتكون من قسم استعجالي وقسم تحاليل وقسم تصوير بالأشعة ومقر جديد للبلدية بكلفة 250 ألف دينار ويعود سبب هذا التعطيل في إنجاز هذه المشاريع الهامة التي طالما انتظرها أهالي بوعرقوب إلى مثال التهيئة الذي أدخلت عليه بعض التعديلات ومنها إدراج الأراضي المخصصة لهذه المشاريع صلب المثال الجديد الذي مازال في انتظار المصادقة عليه من قبل الجهات المسؤولة. ولئن كانت السلط المحلية حريصة على الاستجابة لكل المطالب وإيجاد حلول لكل الشواغل في حدود الإمكانيات المتوفرة لديها فإن المواطنين بقدر ماهم مقتنعون بالدور الفعال للسلط المحلية والجهوية خاصة يعتبرون أن عديد المشاريع التنموية الهامة لا بد أن تحظى بالأولوية وبسرعة الإنجاز على حساب بعض المشاريع الأخرى إن لزم الأمر ومنها تجديد وتدعيم شبكة الطرقات بكامل جهات المعتمدية وتهذيب أحياء حي حشاد والمشروحة بالكامل.