إذا كانت الخطوط التونسية توفقت خلال السنوات الماضية في الصمود أمام عديد الأزمات العالمية التي عصفت بعديد كبريات الناقلات العالمية نتيجة تراجع حركة المسافرين بعد تنامي الأحداث الإرهابية والحروب في عديد المناطق وكذلك غلاء أسعار محروقات وتراجع المداخيل في عديد البلدان الأوروبية. هذا الصمود جاء نتيجة للاهتمام الرئاسي بالناقلة الوطنية ومختلف الإجراءات التي استفادت منها خلال السنوات الأخيرة إضافة إلى الاستراتيجيات التجارية التي وضعتها الإدارات المتعاقبة ومنها توسيع الشبكة التجارية وتجديد وتطوير الأسطول والضغط على نفقات الاستغلال والتسيير. وإذا كانت الخطوط التونسية مصنفة ضمن أفضل الناقلات في العالم حسب عديد المؤشرات التي تعدها المنظمات الدولية ذات الشأن فإنها في المقابل مازالت تعرف بعض نقاط الضعف التي تعيق مزيد تألقها و تطور قدرتها التنافسية قبل عام من إقرار السماوات المفتوحة أو التحرير الكلي للأجواء وأساسا مع الشريك الأوروبي. وقد تكون ابرز نقاط الضعف التي يمكن ان تؤثر على مستقبل الناقلة الوطنية و حاضرها وأساسا درجة وفاء حرفائها في تونس والخارج مسالة تاخير الرحلات عند الانطلاق و الوصول وهو موضوع بات يشغل كل المسؤولين بما في ذلك اعلى هرم السلطة على خلفية ان هذه التأخيرات تكلف الناقلة الوطنية خطايا وتعويضات ممكنة اضافة الى انها قد تؤثر على سمعتها وفي تصنيفها على المستوى الدولي. وفي الحقيقة فان هذا التأخير الذي يتجاوز المعدلات المسموح بها دوليا ليس مسؤولية الخطوط التونسية وحدها بل انه يعود الى عدة اطراف تتداخل في عملية السفر من التسجيل الى شحن الحقائب وصيانة الطائرات خاصة وان ضعف الاسطول يفرض على الطائرات القيام باعداد كبيرة من الرحلات في اوقات غير متباعدة. ان تضافر جهود كل الاطراف المتدخلة في النقل الجوي وأساسا مجمع الخطوط التونسية بكل وحداتها وديوان الطيران المدني و المطارات بات مطلوبا للتقليص في التاخير الى أدنى المستويات المسموح بها للحفاظ على قدرة الناقلة الوطنية على مزيد استقطاب الحرفاء والزيادة في أرقام معاملاتها خاصة وانها مقبلة على استثمارات عملاقة لتسديد أثمان الطائرات 16 التي اقتنتها من ايرباص لتجديد وتطوير الأسطول والتي بدات تتسلم بعضها. كما ان بقاء عامل التاخير قد يهدد برنامجا وطنيا وضعته السلط الرسمية و يتمثل في تحويل مطار تونسقرطاج الدولي الى منطقة ترابط دولي (HUB) وهو انجاز يقوم بالاساس على دقة مواعيد الرحلات عند الانطلاق والوصول باعتبار ان الحرفاء يكونون مرتبطين برحلات اخرى في عواصم لا تقبل الانتظار والتأخير.