جاءت نتائج شهر جويلية مطمئنة للخطوط التونسية وأعطت آمالا للجميع بتدارك تراجع النشاط واعداد المسافرين المنقولين خلال النصف الاول من العام الحالي. تميز نتائج شهر جويلية والنمو البالغ 21٪ مقارنة بنتائج جويلية 2008 كان نتيجة لثلاثة عوامل مجتمعة تهم ذروة الموسم السياحي وعودة التونسيين بالخارج وموسم العمرة وأيضا انعكاس التخفيضات الرئاسية على أسعار تذاكر الشبان والحصيلة الاجمالية أكثر من 500 ألف مسافر منقول. وفي الحقيقة فإن تراجع النشاط خلال النصف الاول من السنة يبدو مفهوما بل انه كان سمة كل الناقلات في العالم اذ عاد في نسبة كبيرة منه الى تأثير دخان بركان ايزلاندا والاضرابات المتكررة للمراقبين الجويين الفرنسيين التي فرضت إلغاء وتأخير عشرات الرحلات من تونس في اتجاه عديد المطارات الفرنسية. كما لا ننسى ان النصف الاول من العام الماضي شهد حدثين عطلا الرحلات في اتجاه تونس وغيرها من الوجهات ويتمثلان في كأس العالم وأزمة الاورو وتأخر الموسم السياحي. وما لم تستطع الناقلة الوطنية تلافيه يهم تأخير انطلاق الرحلات ووصولها وخسارة 10 نقاط كاملة في نسبة الالتزام بمواعيد الرحلات. وإذا كان صحيحا أن التأخير يمس نسبة هامةتفوق ثلث الرحلات في العالم فان التأخير بتونس يصل في الغالب الى ساعات عديدة والمسؤولية جماعية وحلها كذلك،فالخطوط التونسية فقدت لفترات طويلة طائرتين من اسطولها الذي يعد 30 طائرة نتيجة اعطاب وتأخر الصيانة. كما ان عمليات الشحن واجراءات التسجيل تشهد تعطيلا قد يكون مرتبطا بالاعوان وايضا بعدم توفر تجهيزات الكترونية تمكن الراكب من التسجيل الذاتي مثلما هو متوفر في اغلب مطارات العالم، ويبدو مطلوبا تركيز مثل هذه الاجهزة على الاقل في مرحلة أولى بمطار تونسقرطاج الدولي خاصة وان النية متجهة الى تحويله محطة ترابط دولي. وقد يكون اجراء مطالبة المسافرين بالوصول قبل ثلاث ساعات لإتمام التسجيل دون تأخير حلا مناسبا ولو ان المدة تبدو طويلة وكان من الافضل توفير امكانية التسجيل عن بعد والحصول على بطاقة الصعود الى الطائرة عن بعد وهي خدمة توفرها عديد الناقلات. وفي المقابل فإن الناقلة الوطنية مسؤولة ولوحدها على تجويد خدماتها المسداة داخل الطائرات في ما يخص رفاهة المقاعد ونوعية الأكلات المقدمة وعلاقة المضيفين وطاقم الطائرة بالركاب. ان توسع التنافسية وقرب انطلاق التحرير الكامل للأجواء يفرض على الخطوط التونسية وكافة المتدخلين في مجال الطيران المدني تجاوز العقبات والاشكاليات المطروحة لتحسين مردودية الناقلة الوطنية التي تتجه الى تحقيق ذلك واكتسبت خطوة في هذا المجال تتمثل في تحسين نسبة امتلاء الطائرة وهي خطوة ستتلوها خطوات أخرى.