دخلت أزمة إيران الداخلية أمس منعرجا جديدا بمظاهرات نظمتها ميليشيا « الباسيج» الذراع العسكري للحرس الثوري» أمام مقر المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي للمطالبة بقتال زعماء المعارضة ، فيما كشفت مصادر قريبة من المعارضة أن السلطات الايرانية بدأت بتحريك حشود عسكرية إلى العاصمة طهران لقمع أي احتجاجات للمعارضة فقد تظاهر مئات من عناصر « الباسيج» وهم يرتدون الأكفان قبالة مقر خامنئي لطلب «الإذن» لهم ب « الجهاد ضد زعماء الإصلاح» ويأتي هذا التصعيد فيما نقلت مصادر إصلاحية أن المرشد الأعلى عارض أكثر من مرة طلبات من الأجهزة الأمنية باعتقال زعماء المعارضة الاصلاحية إلا أن هذه المصادر لم تستبعد أن يصدر قرار كهذا قريبا هل يتدخل الجيش ? وفي تطور آخر كشف موقع إلكتروني للمعارضة أمس أن الحكومة الإيرانية بدأت بنقل جنود وعربات مدرعة إلى العاصمة طهران ردا على استعداد أنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي تنظيم مظاهرة وقال موقع الحرس إن «المئات من الجنود وعشرات العربات المدرعة تتحرك صوب طهران وتستخدم بعض العربات في قمع المظاهرات في الشوارع « وأوضح موقع «حرس» أن القوات الأمنية انتشرت بشكل مكثف في عدد من الميادين بطهران قبل المسيرة التي اعتزمت المعارضة تنظيمها وكان رئيس الشرطة الإيرانية حذر أنصار موسوي من أنهم سيلقون معاملة قاسية إذا ما شاركوا في مظاهرات غير شرعية مناهضة للحكومة نفي ...واتهامات وفي سياق متصل ، نفى مقربون من الإصلاحي مير حسين موسوي أمس الأنباء التي ذكرتها وكالة الانباء الرسمية الإيرانية والتي أفادت بأن الزعيمين الإصلاحيين موسوي و مهدي كروبي غادرا طهران ووضعا قيد الإقامة الجبرية ولم يستبعد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن تقوم السلطات باعتقال موسوي موضحا أن ترويج الوكالة الإيرانية الحكومية الرسمية لهذا الخبر يشير الى مخطط تنوي السلطات تنفيذه بحق موسوي وكروبي وكانت السلطات الإيرانية أعلنت في وقت سابق عن نقل الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي إلى قرية تسمى « كلار أباد» بمحافظة مازندران الشمالية ، بدعوى «الحفاظ على حياتهما» وجاءت هذه الأنباء بعد تصريحات نقلت على لسان النائب العام غلام حسين محسني ايجائي أعلن فيها أن القضاء باشر «بملاحقة موسوي وكروبي وقادة آخرين للفتنة» وفق ما نقلته الوكالة الفرنسية وقال النائب حسن نوروزي حسب ما نقلت عنه وكالة «إيلنا» للأنباء إن ايجائي أدلى بهذا التصريح خلال اجتماع مغلق لمجلس الشورى عقد أمس الأول وتابع النائب الإيراني «أن المطلب الأساسي للنواب كان محاكمة قادة الفتنة واعتقال أشخاص مثل موسوي وكروبي وحتى فايزة هاشمي ( ابنة الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني) وأضاف نوروزي « أن النائب العام لم يتكلم عن اعتقالات بل قال إن هؤلاء الأشخاص باتوا ملاحقين قضائيا» ووصلت مضايقات قادة الإصلاح إلى حد التهديد بقتل الشيخ مهدي كروبي ، وهو ما أشارت إليه رسالة زوجته المفتوحة حيث حملت السلطة مسؤولية ما يقع لزوجها رفيق الإمام الخميني الراحل ، وأيضا لباقي أفراد أسرتها، في ضوء ما يقول نجله إن كروبي يخضع تقريبا لإقامة جبرية و إن حراسه المؤتمرين من قبل قيادة الشرطة ولا يكترثون كثيرا لحمايته خارج منزله وحذرت أطراف إيرانية معتدلة من احتمال أن تدخل الأزمة الداخلية في إيران النفق المسدود ، حيث تتجه إلى مزيد من التصعيد .