بعد مضي أكثر من نصف شهر اختتمت مختلف تظاهرات المهرجان العربي للشطرنج التي تواصلت من 12 الى 29 ديسمبر 2009 بتونس. وكانت المرحلة الأولى تشتمل على بطولة العرب للأندية البطلة ثم تلتها مرحلة البطولة العربية الفردية ذكورا واناثا اضافة الى اجراء ولأول مرة دورة في الشطرنج «نصف السريع»، وأخرى للشطرنج «الخاطف» (بليتز). وأجمع الملاحظون والمتابعون لهذا المهرجان على دقة التنظيم واحكامه الأمر الذي جعل منه تظاهرة ناجحة على مختلف المستويات بالرغم من كثافة المشاركين الذين فاق عددهم المائة من لاعبين ولاعبات ورؤساء وفود ومرافقين من أغلب الاتحادات العربية للشطرنج. ويرجع الفضل في هذا النجاح الى كفاءة الشاهدين على تنظيم هذا المهرجان وعلى رأسهم الدكتورة فريال الباجي رئيسة الجامعة التونسية للشطرنج والطاقم الفني وعلى رأسه المدرب الوطني للأكابر الأستاذ الدولي الكبير سليم بوعزيز الذي عاد منذ حوالي سبعة أشهر الى خطته. كما تجدر الاشارة الى أن وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية قدمت دعما هاما الى الجامعة من النواحي المادية واللوجيستية والمعنوية اسهاما منها في تدعيم سمعة تونس كبلد يحسن تنظيم أكبر التظاهرات الاقليمية والدولية. وبالعودة الى النتائج فقد فاز ببطولة الأندية فريق «الدخان» المصري في حين كان النصر في اصناف الذكور والاناث للبطولة الفردية من نصيب المصري عصام الجندي والقطرية- الصينية زو تشان. أما مشاركة العناصر التونسية فقد كانت متوسطة في الجملة ويرجع ذلك الى تغيب الأستاذ الدولي الكبير سليم بلخوجة لأسباب صحية والى مرور العناصر الشابة للنخبة بفترة انتقالية وتكوين حديث وتجدر الاشارة الى أن هذه النخبة الجديدة تشتمل على عدة عناصر واعدة يمكن أن ترقى الى مستويات دولية اذا ما توفرت لها ظروف التكوين العصري مثلما هو الشأن الذي صارت عليه الأمور بالنسبة لهذه الرياضة في مختلف أنحاء العالم. وفي الآخر لا بد من الاشارة الى ان المكتب التنفيذي للاتحاد العربي للشطرنج اجتمع في تونس على هامش فعاليات المهرجان المذكور ورفع عدة توصيات هامة تتمثل بالخصوص في ثلاثة محاور رئيسية وهي تشجيع العنصر النسائي في رياضة الشطرنج العربي والنهوض بمستوى الحكام العرب وتواجد الشطرنج في المدارس.