لا أحد ينكر علينا أننا شعب من أكثر شعوب المعمورة استثمارا في التربية بكل أنواعها، من تربية الناشئة الى تربية الابدان والأذواق حتى وان كانت هزيلة ضعيفة نحيفة. ومن تربية الماشية بقرا وعنزا وأغناما الى تربية الخيل والابل والحمير حتى وإن قل ركوبها. ومن تربية الدجاج بنوعية «العربي» و«الرومي» الى تربية الحجل والترد والسمّان حتى وان طارت اسعارها. ومن تربية الاوز الى تربية البط وحجل «بيشكو» حتى وإن صاح وناح ومن تربية ا لطاووس الى تربية النعام والصقور حتى وإن قل صيدها ومن تربية الأسماك الى تربية الأرانب والحلزون حتى وإن قل عطاؤه وتكاثر بصاقه على نفسه وعلى كل مسلك يسلكه ومن تربية القطط والكلاب الى تربية الخنازير حتى وإن عظمت انفلونزاها، ومن تربية العصافير والحمام الى تربية القردة حتى وان ضحكت على من باعها ومن اشتراها. ومن تربية الفئران والسلاحف الى تربية الضفادع حتى وإن مللنا نعيقها وشهيقها ثم أليس فينا من يُربّي «الكرش» ورزقها على الآخرين؟ ومن يربّي الكبدة على متاع الآخرين؟ ومن يُربّي اللحمة على حساب الاخرين؟ وفينا من يربّي الصحة بالآخرين على الآخرين؟ معذرة إن وصلت الى بيت القصيد متأخرا، أليس فينا من يربّي «الأحناك» وهذا الأخطر عليك وعليّ وعلى الآخرين؟ سؤالان طائشان في الطرقات غير المرقمة: لماذا نجحنا في كل ما ربينا نجاحا محمودا وفشلنا فشلا ذريعا في تربيتنا للشارع؟ ألا تكمن في تربية الأحناك جهالة الشارع؟ امحوا الواحكم انتهى الدرس، وصفر المدير.