يبحث الكتاب في الجوانب النظرية والتطبيقية لانتاج الشريط السينمائي استهله صاحبه بتوطئة اختار لها عنوان «المشهد وتعبيرية الجسد في السينما التونسية» تحدث فيها بالأساس عن تعبيرية الجسد في السينما التونسية ومن ضمن ما ذكر فيها أن «السينما التونسية تبدو ذات طابع كوني/انساني بحيث انها لا تقتصر على تصوير لواقع ضيق ومحدود بل هي ترتقي لمعالجة القيم الانسانية فهي تتميز بأسلوب منفتح على مختلف التوجهات والتقنيات السينمائية ولا تعالج قضايا اجتماعية خاصة وإنما تهتم بمسائل هي بالأحرى انسانية، كالجسد والعلاقة مع القيم وتحدي اللامعنى ..» ويضيف معد الكتاب في التوطئة قائلا «إن السينما التونسية هي سينما المشهد سينما نبصرها أكثر مما نسمعها تؤثر جمال الصورة على ثرثرة الصوت، حضور الصورة هو التعبير ..» أما المقدمة الواردة بعد التوطئة فقد خصصها الباحث لجماليات الصورة وتحدث فيها عموما عن عصر الصورة وعن سيطرتها في عصرنا الحاضر وعن جماليتها لدى مختلف من نظّروا لها. الباب الأول من الكتاب اهتم بما سماه الباحث بتحولات الصورة السينماتوغرافية عالج فيه مسألة تنوع الصورة السينماتوغرافية اذ يعتبر الدارس ان البحث في جماليات الصورة، لا يمكن أن ينجز فعليا الا اذا تم البحث في العلاقة بين ابداع المفهوم وابداع الصورة ..» وتحدث في الفصل الأول من هذا الباب عن كيفية انتقال الصورة من صورة ثابتة الى صورة حركة وطفق بالحديث عن نشأة السينما وعن نشأة المونتاج وتحرر السينما من المسرح. وورد الفصل الثاني من الباب الأول تحت عنوان «من السينما الصامتة الى السينما الناطقة فتحدث عن الصوت بما هو بعد تعبيري وعن أفلمة الصوت وتطرق الفصل الثالث الى أزمة الصورة الفعل ونشأة الواقعية الجديدة وعن مختلف التقنيات المستخدمة فيها. وانتهى الباب الأول بالفصل الرابع الذي تحدث عن التحول من السينما الواقعية الى السينما الافتراضية فتعرض الى الصورة الخيال والسينما السريالية وإلى الصورة الافتراضية والسينما الرقمية ويمكن اعتبار الباب الأول عموما بابا نظريا في الكتاب. الباب الثاني تطرق الى انشائية الفيلم فتحدث عن كل العناصر المكونة للشريط السينمائي بدءا بالسيناريو أو النص السينمائي وانتهاء عند الاخراج وفن التحكم في الابداع السينمائي مرورا بالتصوير او تقنية انتاج النص السينمائي وتقنية المونتاج وتأليف الصورة حركة. أما الخاتمة فقد طرح فيها الباحث سؤالا مراوحا بين سينما المستقبل أم مستقبل السينما؟ وانتهى الكتاب بملحق تضمن مقالات في السينما وبقاموس سماه الباحث القاموس السينماتوغرافي وبقائمة بالمصادر والمراجع.