انتظم مساء الجمعة 22 جانفي بالقيروان موكب إحياء أربعينية فقيد الساحة الثقافية الشاعر القيرواني جعفر ماجد الذي وافته المنية يوم 14 ديسمبر 2009. نظمت الموكب وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بالتعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين بمشاركة عشرات من رموز الثقافة على الساحة الوطنية وأصدقاء الشاعر وعدد من البرلمانيين وكافة أفراد عائلة الفقيد تتقدمهم أرملته وأبناؤه وحفيدته قمر. وبحضور والي القيروان وشيخ المدينة وكاتب عام لجنة التنسيق وعدد من شعراء القيروان وذلك بالمركب الثقافي أسد بن الفرات. وقد تضمن موكب إحياء أربعينية الشاعر جعفر ماجد، معرض صور للفقيد في مختلف مراحل حياته وجميع مؤلفاته ومعلقات من قصائده كما تم تقديم نسخ من مؤلف صدر عن اتحاد الكتاب التونسيين وبالتعاون مع وزارة الثقافة بالمناسبة يهتم بسيرة الراحل منذ ولادته وبعض أشعاره وشهادات من أصدقائه ومرثيات وصور تذكارية نادرة. وقد أشرف على افتتاح المعرض وزير الثقافة كما تم عرض أشرطة وثائقية عن حياة الشاعر العائلية وبعض التسجيلات النادرة لبعض البرامج التلفزية قبل ان يقدم عدد من أصدقاء الشاعر من رموز الثقافة مرثيات وكلمات تأبين عددوا فيها مناقب الشاعر الإنسانية والفكرية وعلاقته ب«حبيبته» القيروان التي كرمت ابنها البار وعن عطائه وحبه لتونس وحظوته لدى رئيس الجمهورية. مدرسة فسيفسائية موكب الأربعينية استهله الشيخ محمد البراق بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم من سورة «الرحمان» قبل ان يفتتح السيد وزير الثقافة عبد الرؤوف الباسطي كلمات التأبين بكلمة أكد خلالها ميزة هذا اللقاء الخاشع الذي هو بمثابة اعتراف بالجميل وتكريم لابن القيروان البار. واستعرض الوزير جملة من سيرة الكاتب المنيرة ودوره الفاعل على الساحة الثقافية وثراء عطائه وقيمته الشعرية مبرزا دوره في المشهد الثقافي وكيف انه كان مدرسة أدبية قائمة بذاتها وصوتا صادحا بالتفرد. مبرزا تنوع عطاء الشاعر على مستوى البحث والشعر والعمل الصحفي والإذاعي والتعليم وغزارة إنتاجه الفكري. كما أكد الوزير ما يكنه الفقيد من جام الحب لعشيقته القيروان التي سكنته بحبها في مهجته وشغف بمتابعة شؤونها وأخبارها وأنها ليست سوى صورة مختصرة حية لحب تونس. مشيرا الى التزام الفقيد جعفر ماجد الكامل بالاستجابة لنداء الوطن وانخراطه في مسار التغيير في مقدمة النخب الفاعلة على المستويين الثقافي والسياسي بوصفه عضو مجلس المستشارين. من جهة ثانية بيّن وزير الثقافة حجم الرعاية والعطف اللذين حبا بهما الرئيس بن علي شاعر القيروان وسخي الرعاية والكرم والأوسمة والجوائز الرئاسية التي حازها الشاعر ومنها وسام الاستحقاق الثقافي نظير عطائه وفعله والتزامه بالعمل والإبداع سيما لدى إشرافه كمنسق عام لتظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية التي لم يسعفه الموت لحظات ليقف على ختام نجاحها بفضل مساهمته الفاعلة وإثرائها بمقترحاته. وبعد كلمة الوزير تداول على مصدح الرثاء والتمجيد ثلة من الشعراء وأصدقاء جعفر ماجد بتعداد مآثر الفقيد. امتنان العائلة من جانبه توجه معز ماجد نجل الفقيد بالشكر الى سيادة رئيس الجمهورية مكبرا ما حبا به والده من رعاية وإحاطة منذ مرضه قبل ان يتطرق الى المسيرة الحافلة لوالده الفقيد. كما توجه نجل الفقيد نيابة عن أسرته الى إطارات وزارة الثقافة ورئيس مجلس المستشارين ووالي القيروان ورئيس البلدية وكافة الإطارات والسلط الجهوية والى كافة الأصدقاء. وبين معز ماجد ان القيروان لامست شغاف وجدان والده وأخلص في محبتها وترك فيها إرثا أدبيا داعيا الى حفظ ذكرى والده وتخليد اسمه نظير ما قدمه. «الشروق» التقت السيدة بهيجة البصلي أرملة الشاعر جعفر ماجد وأكدت في مستهل حديثها ان المسؤولين بذلوا قصارى جهدهم في تكريم جهد المغفور له وأنزلوه منزلته التي يستحقها وشكرت فضلهم لما تكلموا به وما قدموه عن والده ولم يفرطوا في أيّة تفاصيل في تكريم ضخم يليق بجعفر ماجد. وعن حب جعفر ماجد للقيروان أكدت السيدة بهيجة انه وهبها وجدانه وانها كقيروانية لم تكن تغار من عشقه وانتصاره للقيروان التي وهبها وقته واهتمامه وتحفز للإشراف على تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية وتطوع لإنجاحها. وعن محافظة عائلة الفقيد لآثاره وتخليد إبداعاته، أكدت السيدة بهيجة ماجد البصلي انه سيتم إنشاء متحف مخصص له في القيروان كما أنه غرس في نجله معز حب الشعر والأدب وهو بر بأبيه وقد نشر بدوره عدة دواوين(بالفرنسية). كما أعربت السيدة دالبصلي عن سعادتها للتكريم وشكرها لصحيفة «الشروق» التي احتفلت بمسيرة الفقيد على منابرها وعرفت بإبداعاته طيلة سنوات... انتظم الموكب وصدح كل بكلمته ومرثيته بينما كانت قمر حفيدة الشاعر تقبل صورة جدها المعروضة عبر الشاشة العملاقة وتلاحق وجهه عبر الصور المعلقة دون ان تدرك من الأمر شيئا سوى أنها فقدته.