أثناء قيام أعوان الأمن في بداية هذا الأسبوع بدورية بإحدى شوارع المدينة بجهة الوسط.. لفت انتباههم وجود شاب في السادسة والعشرون من عمره وهو يترنّح في مشيته ويهذي بكلمات غير مفهومة.. فتوجهوا نحوه وبالاقتراب منه أدركوا أن الشاب ليس في كامل وعيه وفي حالة غير طبيعية تحت تأثير مادة مخدرة دون أن تفوح منه رائحة الكحول فتم اقتياده إلى مركز الأمن. وبتفتيشه عثر الأعوان في احدى أجيابه على قطعة صغيرة من مادة مخدر «الزطلة» وبسؤاله عن مصدرها بدأ يتلاوح في أقواله وأوهم الباحث في البداية بأنه اقتنى القطعة من شاب بالحيّ وأمدّهم بهويته وعنوان سكنه.. فتحرك الأعوان بسرعة وجلبوا المشتبه به ليخضع للبحث.. إلا أن هذا الأخير أبدى استغرابه الشديد من التهمة الموجهة إليه ونفي نفيا قاطعا بأن تكون له صلة بالموضوع.. وقد تمسك بأقواله حتى بعد مكافحته مع الطرف الآخر الذي كانت أقواله متضاربة.. وعند تضييق الخناق عليه من طرف الأعوان تراجع في أقواله وأصدع بالحقيقة وذكر أنه تزود بقطع المخدر من حلاق معروف بالجهة وأفادهم أيضا بأنه لفق التهمة للشاب لأغراض شخصية.. خرج الأعوان ثانية وداهموا هذه المرة محل الحلاق وبعد تفتيش دقيق عثروا في احدى الأدراج على كمية من قطع المخدر.. فاعترف صاحب المحل بأنه بصدد استهلاك البعض منها لنفسه وقد كلف صانعه بترويج وبيع البعض الآخر منها.. بعد هذه المعطيات الجديدة تمت إحالة الحلاق الذي يبلغ خمسين سنة من العمر مع المستهلك على السيد حاكم التحقيق وهما في حالة إيقاف.. وأخلي سبيل الشاب الثاني بعد التحقق من براءته بينما تحصّن صانع الحلاق بالفرار.. وقد أصدرت في شأنه برقية تفتيش للقبض عليه وتقديمه للعدالة بعد تحديد مسؤوليته في هذه القضية.