«نشاط ثقافي جهوي متعدّد الألوان حسب خصوصية كل جهة» تحت هذا الموضوع والذي تضمّنته النقطة العشرين من المحور الثامن عشر للبرنامج الانتخابي لرئيس الدولة انتظمت صباح الاربعاء الماضي 27 جانفي ندوة جهوية بمقرّ ولاية سوسة. حضرها عدد هام من مديري دور الثقافة بالجهة ورؤساء اللجان الثقافية ومديري التظاهرات الثقافية والجمعيات وبعض الوجوه الفنية والثقافية. ترأس هذا اللقاء السيد الطيّب الراقوبي والي سوسة والذي كان مصحوبا بالسيدين محمود رمضان الكاتب العام للجنة التنسيق بسوسة والشاذلي العزابو المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث،وأكد السيد الوالي في كلمته الافتتاحية على أهمية ما تضمّنته النقطة العشرين مثمّنا مدى اهتمام رئيس الدولة بالثقافة والمثقفين مدعّما مداخلته بقول سيادته: «الشعوب بثقافاتها والثقافات بمبدعيها». تشخيص! قدم السيد الشاذلي عزابو مداخلة عرّفها «بتشخيص خصوصيات المشهد الثقافي بولاية سوسة» استعرض فيها مختلف التظاهرات الثقافية والفنية بالجهة، مثمنا المجهودات المبذولة في تنظيمها ومؤكدا على اضافاتها وقيمتها حيث بلغ عددها 95 تظاهرة تنظم اغلبها بسوسة المدينةب 25 تظاهرة. القطيعة بين الطالب والفضاءات الثقافية! ركّزت السيدة دليلة الدهماني رئيسة جمعية أحباء المكتبة والكتاب على العلاقة الرابطة بين الطالب والفضاءات الثقافية بحكم العدد المكثف من الطلبة المتواجدين بمدينة سوسة وأحوازها مؤكّدة على «انعدام التفاعل بين الحياة الثقافية والحياة الطالبية ووجود فصل الى حدّ القطيعة بين الفضاءات الطلابية والفضاءات الثقافية بسوسة». كما دعت الى ضرورة الاهتمام بالفضاءات الثقافية وبالنشاط الثقافي داخل المؤسسات التربوية بالجهة معرّجة على ظاهرة صدّ مديري المؤسسات التربوية لأي نشاط ثقافي يأتي من خارجها رغم فوائده للتلاميذ. أي مكانة للموسيقى في المؤسسات التربوية؟ فيما دعا الموسيقي خالد سلامة الى مزيد الاهتمام بالمجال الموسيقي وسط الفضاءات التربوية في ظل تواجد مختصين كما اقترح انشاء خارطة أ نتروبو موسيقية على حد تعبيره. وتساءل الموسيقي حاتم هميلة عن غياب اركستراسنفوني بسوسة ومجموعة للموسيقى الغربية في وقت تعجّ الجهة بمواهب مبدعة في مجال العزف يعزفون في مناطق اخرى. فرع اتحاد الكتّاب يختنق! «اعتزّ بانتمائي الى فرع اتحاد الكتاب بسوسة ولكن أرثي لحاله» هكذا استهلّ الاستاذ محمد دلال رئيس فرع اتحاد الكتاب بسوسة الذي «لا يملك مقرا ييسّر أنشطته اضافة الى انعدام التمويل المالي» على حدّ تعبيره. ندوة تحتّم تنظيم أخرى أكثر دقة اعتبر محمّد العتيري رئيس جمعية المسرح العربي بحمام سوسة ومدير الملتقى العربي لمسرح الطفل ان «هذه الندوة قد خرجت عن اطارها العام ولابد من تنظيم ندوة أخرى تحدد فيها أهم المقترحات لتقديمها بشكل أنجع: للندوة الوطنية». المهم في انتظار الأهم عموما تعتبر هذه الندوة مناسبة هامة لتحريك بعض السواكن وتسليط الضوء على الواقع الثقافي للجهة ودعوة ضمنية للتقييم الدقيق والموضوعي البنّاء لمختلف الانشطة والتظاهرات الثقافية والفنية ورسم استراتيجية محكمة تستثمر تراث الجهة ولا تقف عنده وتنفتح على مختلف التجارب القيمة بدون نرجسية وتعطي فرصة أكبر للمبدعين في مختلف المجالات لتوظيف ناجع للتشريعات والمكاسب التي ما فتئت الدولة توفّرها لمختلف الجهات في اطار سياسة رشيدة.