باشرت طهران أمس رسميا في مفاعل ناطنز النووي (وسط) تخصيب اليورانيوم بنسبة ٪20 ولكن تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكن هذه الخطوة أثارت حفيظة الغرب و«شكوك» روسيا كما دخلت اسرائيل على الخط للمطالبة بفرض عقوبات فورية على ايران، الامر الذي أبدت واشنطن وباريس خصوصا تحمسا واضحا له. فقد أعلن تلفزيون «العالم» الايراني نقلا عن مصدر في المنظمة الايرانية للطاقة الذرية ان ايران بدأت تخصيب اليورانيوم بحضور مفتشي الوكالة الدولية في ناطنز. وقال رئيس المنظمة علي أكبر صالحي «بدأنا التخصيب بنسبة 20٪ في سلسلة أجهزة طرد مركزي منفصلة في ناطنز». وأوضح صالحي انه «تم اعداد سلسلة من 164 جهاز طرد مركزي في ناطنز لتنفيذ عمليات التخصيب العالية النسبة، مشيرا الى ان هذه السلسلة ستنتج من 3 الى 5 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 20٪ في الشهر لمفاعل الابحاث في طهران، وهو ما يمثّل ضعف حاجتنا». وأضاف المسؤول الايراني «نحن نقوم بنقل اليورانيوم الضعيف التخصيب من حاويات سعتها طنّان الى حاويات أصغر سعتها 50 كلغ». اسرائيل على الخط في الأثناء طالب رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بفرض عقوبات فورية على ايران بعد أن بدأت انتاج وقود نووي مخصّب الى درجة أعلى. وقال نتنياهو لديبلوماسيين غربيين ان «ايران تُسرع الخطى نحو انتاج أسلحة نووية، واعتقد ان المطلوب الآن هو تحرّك صارم من جانب المجتمع الدولي» حسب تعبيره. وأوضح نتنياهو قائلا «هذا يعني عقوبات معوقة ويجب ان تطبّق هذه العقوبات في الحال»، حسب قوله. وتابع نتنياهو «أعتقد ان هناك حاجة الى ما هو أكثر من الكلمات، ايران تسرع الخطى نحو انتاج أسلحة نووية في تحدّ جريء للمجتمع الدولي، ويجب على المجتمع الدولي ان يقرر ما اذا كان جادا في درء هذا الخطر عن اسرائيل والمنطقة والعالم بأكمله» على حد قوله. وتوقّع وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس من جانبه صدور قرار دولي يمهّد الطريق أمام فرض عقوبات جديدة على ايران في غضون أسابيع وليس أشهر. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية ان غيتس يعتقد ان الامر هو مسألة أسابيع، وهناك حاجة الى قرار يمهّد لعقوبات وإنه يمكننا التوصل اليه في هذه المهلة». وكان غيتس التقى خلال زيارته الى باريس أمس الاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، واتفق الجانبان على ان «الوقت حان لتبنّي عقوبات قاسية» على ايران. وقالت الرئاسة الفرنسية إن الجانبين اعتبرا ان «الوقت حان للأسف لفرض عقوبات على ايران لأن اليد الممدودة لم تجد من يمسك بها». «انقلاب» روسي؟ وبدا الموقف الروسي غير بعيد عن موقف الغرب حيث قال أمين عام مجلس الامن الروسي نيكولا باتروشيف إن مخاوف الغرب بشأن نوايا ايران النووية لها ما يبررها وإن وقف تحدي ايران يتطلب ما هو أكثر من اجراء محادثات. واعتبر المسؤول الروسي أن اعلان ايران بدء التخصيب عالي الدرجة يثير «شكوكا» حول أهداف برنامجا النووي. وتأتي هذه التصريحات الصادرة عن مسؤول روسي كبير لتعزز مؤشرات عن امكانية موافقة موسكو على فرض عقوبات دولية جديدة على طهران. وحثت الصين من جانبها امس كافة الأطراف على العمل معا من اجل التوصل الى اتفاق لتقديم اقتراح بشأن الوقود النووي لإيران يدعمه المجتمع الدولي، وذلك بعد أن طالبت القوى الغربية بتطبيق عقوبات أشد قصوة على طهران.