تفتقر المناطق الداخلية لولاية القيروان ومنها الشبيكة وبوحجلة بطبعها الى العمل الثقافي رغم توفّر المثقفين والمبدعين ورغم غزير الدعم من السلط المحلية. ولكن مع ولادة جمعية «مسرح الطموح» بالشبيكة ربما توفق في شطب الفراغ والجمود الثقافي وعسى تساهم في تنشيط الجهة ويتحقق هذا بحرص المسؤولين فلا غرابة حينئذ ان يتوجه رئيس الجمعية برسائل الشكر الى أهل الذكر لتذليلهم الصعوبات في انتظار انجاز دار الثقافة بعاصمة المياه المعدنية. وتسعى «مسرح الطموح» الفتية التي شهدت الساحة الثقافية ولادتها الحديثة (منذ 6 أشهر) الى التعريف بنفسها على الساحة الثقافية ببرنامج طموح وأنشطة متنوعة جريئة. وأكد الفنان المسرحي عادل الزايري رئيس الجمعية والعضو المؤسس، ان الجمعية بعثت من رحم يفتقر الى العمل الثقافي وفي غياب كلي للمؤسسة الثقافية باعتبار ان دار الثقافة بالشبيكة لا تزال في طور الانجاز. وتهدف الجمعية حسب الزايري الى توظيف الطاقات الابداعية لشباب الجهة من الطلبة والتلاميذ من هواة ومحترفين وانتاج المسرحيات وهي في طور تكوين المسرحيين. وقد تمت برمجة عديد التربصات التكوينية في فن الممثل والمسرح المحترف والقيام بورشات العمل المسرحي تحت إشراف أساتذة مسرح في أحد الفضاءات العمومية بسبب عدم توفّر قاعة عرض او تدريب. «حلمة»... وواقع مسرحية «حلمة» هي باكورة «انتاج» الجمعية وهي بصدد الانجاز وينتظر ان تعرض أواسط شهر فيفري على لجنة التقييم الثقافي لوزارة الثقافة للحصول على التأشيرة. وهي من إخراج المسرحي يوسف الصيداوي ونص استاذة المسرح دنيا النصرية وتمثيل كل من ثريا ملاط وحمزة بناني وتوفيق العيادي. وتدور رحى المسرحية حول قطب شاعر فنان يعيش في عالمه الخاص يكتشف بعد طلاقه من زوجته امر ابنته «لندة» تنتابه صدمة يطلب رؤيتها وينتظر زيارتها لكن «لندة» تأخرت ولم تأت فتحوّلت الى «حلمة يمني النفس برؤيتها لا يتوقف عن نظم الشعر فيها ويشيخ ويموت... ولم تأت.هذه التجربة المسرحية الحالمة وجدت من يحضنها ويتبنى ابداعها (السلط المحلية) ما دفع رئيس الجمعية الى طلب الشكر لها لكنه لم يخف الأثر السلبي لغياب قاعة العرض والتمارين مما جعلهم يلجؤون الى دار الثقافة بالقيروان للتمارين بعد تدخل مندوبية الثقافة وذلك علاوة على «التباكي» التقليدي للجمعيات وحاجتهم الى الدعم المادي خاصة لأن الجمعية تخوض غمار العمل الابداعي لأول مرة معدومة الموارد. رئيس الجمعية عادل الزايري وهو وجه مسرحي وتلفزي مألوف، باشر عشقه للعمل المسرحي منذ 1989 من خلال المسرح المدرسي ثم المسرح الجامعي قبل ان يتعامل مع عدد من الجمعيات المسرحية. وقد شارك في مسلسل «عاشق السراب» الذي بثته قناة 21 وفي مشهدية «القيروان الخالدة» وأكد انه ينتظر دعوته للمشاركة في عمل درامي مع «كاكتوس» ومع مسلسل «نجوم الليل» لقناة حنبعل. جمعية فتية ومسرحي شاب طموح ودعم منتظر وقاعة عروض حلم وعمل ثقافي قد تتحقق له الحركية اذا ما شاء المسؤول. والأجمل انه في الوقت الذي تدرس بعض الجمعيات انسحابها واستقالة رؤسائها تنتفض من رحم الصعوبات بذرة إبداع تبحث عن النور في نفق الثقافة التي قدر له ان لا يكون مظلما.