ما تزال العديد من المسائل تعتمل داخل الأوساط المهتمة بالمسألة التربوية في إطار التوجهات الرامية إلى تخليص الفضاء التربوي من كل المظاهر المشينة التي أصبحت تلحق به في العديد من المعاهد والمدارس الإعدادية، فإلى جانب الخطة الاستراتيجة التي أقرّتها وزارة الإشراف لمكافحة التسيّب الأخلاقي والعنف (انظر عدد «الشروق» يوم أمس) تتّجه الوزارة إلى مزيد تفعيل خطة استراتيجية مماثلة لتعزيز الحوار وفرض لياقة الهندام بالوسط المدرسي بناء على التوصيات التي انبثقت عن أعمال اللجنة الوطنية للحوار والهندام والمظهر. وأفادت مصادر بوزارة التربية أنه تم منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي تركيز 508 نوادي بالمعاهد في كافة الجهات يُشرف عليها أساتذة تمّ اختيارهم ممّن تتوفر فيهم الكفاءة والاستعداد للمساهمة في نشر ثقافة الحوار والتواصل بين التلاميذ ، وفي تقييمها ترى الوزارة أن تفعيل هذه النوادي ساهم في الترفيع من عدد منابر الحوار من 688 في سنة 2008 إلى 2345 خلال السنة الدراسية الماضية أمّن تنشيطها أكثر من 700 إطار من مختلف الاختصاصات واستفاد منها حوالي 250 ألف تلميذ من 1405 مؤسّسة تربوية موزعة على 508 معاهد و722 إعدادية و175 مبيتا. تنشيط وتكوين ولمزيد تفعيل «هذا الحوار المدرسي» كآلية للاقتراب من التلاميذ والإحاطة بهم نظمت اللجنة الوطنية للحوار ولياقة الهندام والمظهر حلقات تكوينية للأساتذة المشرفين على النوادي حول تقنيات الحوار وكيفية تنشيط المجموعات وذلك بالتنسيق مع السادة المديرين الجهويين وبالتعاون مع الادارة العامة للبرمجة والتطوين ومنظمة اليونسيف. وأضافت المصادر الوزارية أنه يتمّ حاليا مواصلة إنجاز عدد هام من البرامج منها على وجه الخصوص ترميم نوادي الحوار وتعيين مشرفين بالمعاهد النموذجية وتحيين القائمة النهائية في كل جهة وتوسيع قاعدة الإشراف على نوادي الحوار بالمعاهد والإعداديات إلى 2 أساتذة بكل مؤسسة من ذوي الإشعاع والقدرة على التواصل والتكوين الجيّد. توسيع الحوار كما تعمل الوزارة على التدرّج بهذه المنابر إلى أطراف أخرى من الأسرة التربوية كالأولياء خاصة والأساتذة بصفة أخص تتناول مواضيع لها علاقة بالحياة المدرسية، هذا إلى جانب رصد التلاميذ الذين برزوا في منابر الحوار بآرائهم ومقترحاتهم وتشريكهم في تنشيط الحياة المدرسية بالمؤسسات التي ينتمون إليها. إلى جانب هذا أقرّت الوزارة تنظيم يوم جهوي يشرف عليه المدير الجهوي (المندوب الجهوي في الصيغة الجديدة) ويحضره المنسق والأساتذة الّذين واكبوا دورات التكوين لتكوين بقية الأساتذة المشرفين على نوادي الحوار بجهتهم وإعداد الرزنامة الجهوية لمنابر الحوار بمعدّل 5 منابر في كل معهد مع الحرص على تنظيم «منابر حوار نموذجية» بين الأولياء والأساتذة أو مع تلاميذ ذوي خصوصيات سلوكية معيّنة أو مع التلاميذ المتميزين في هذا المجال وتنظيم منبر حوار بكل مبيت على الأقل. منابر حوار ومقترحات في جانب آخر واستعدادا للمشاركة التلمذية في السنة الدولية للشباب تعدّ الوزارة قائمة اسمية في التلاميذ المتميزين بآرائهم ومقترحاتهم في مجال الحوار والتواصل بكل المؤسسات وبعدّل تلميذين عن كل معهد. ومن المنتظر أن يتمّ في غضون السنة الدراسية الجارية توسيع شبكة نوادي الحوار لتشمل المدارس الإعدادية (قرابة 900 إعدادية) بنفس الخاصيات والضوابط المقرّرة للمعاهد الثانوية، وبحسب ما هو مبرمج ينتظر أن يشهد شهرا مارس وأفريل المقبلين تنظيم منابر حوار جهوية مع التلاميذ في مجال الحوار. في جانب متّصل، أفادت الوزارة أنها تحرص على المتابعة الدقيقة لمحتوى ما يعبّر عنه التلاميذ في منابر الحوار من مشاغل وملاحظات واقتراحات والعمل على استغلالها في أعمال مجلس المؤسّسة. وعلى الرغم ممّا في هذه الخطط والبرامج من معان محمودة فإنّ الاتجاه أن يتمّ التعاطي مع الواقع المدرسي بكل شفافية وموضوعية ونقل كل خصائصه في تقارير الوزارة الرسمية لاتخاذ المزيد من الإجراءات الملائمة مع أهمية الاستئناس على أفضل وجه بآراء الأولياء ومقاربات المربين وأهل الاختصاص للمضي قدما في توفير عناصر الحوار ونبذ العنف وصيانة لياقة الهندام والمظهر داخل المؤسسات التربوية.