قتل عشرات العراقيين أمس في سلسلة من التفجيرات والهجمات المسلحة التي هزت مناطق مختلفة من أرض العراق، فيما جرح خمسة أشخاص في هجوم بقذيفتي «مورتر» على المنطقة الخضراء وسط تخوف أمريكي من تزايد النفوذ الايراني في العراق تحت لافتة الانتخابات البرلمانية. فقد لقي 8 أفراد من عائلة واحدة مصرعهم في هجوم بأسلحة مزودة بكاتم للصوت داخل منزلهم جنوب شرق بغداد. وقال قائد عمليات بغداد إن مجموعة ارهابية قامت عند فجر أمس بقتل الضحايا الثمانية وقطع رؤوسهم مشيرا الى أن القوات الامنية تفرض اجراءات أمنية مشددة للكشف عن الجناة. قتلى في كل مكان وفي الرمادي، أعلنت الشرطة عن مقتل ثلاثة أشخاص واصابة أربعة بجروح من بينهم عنصرين من أفراد الشرطة جراء تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري. وقال مصدر أمني ان الهجوم الذي استهدف مديرية شؤون الداخلية في المدينة قتل مجموعة من المواطنين كانوا في المديرية لمقابلة ذويهم المعتقلين. وفي الموصل لقي 4 من قوات الأمن العراقية مصرعهم في هجومين مسلحين وقع الاول في نقطة تفتيش في «حي سومر» وجدّ الثاني في حاجز عسكري عند «سوق شعبي» وسط المدينة. كما قضى 19 عراقيا اثر هجوم انتحاري على «حي الأمين» و«حي الوحدة» في العاصمة العراقية بغداد. وأكّدت الجهات العسكرية انها لم تتعرف الى حد اللحظة عن أسباب الهجوم أو مرتكبيه. وفي بغداد أيضا، قتل أستاذ جامعي يدعى ثامر كامل يعمل في وزارة التعليم العالي في تفجير مسلّح لدى مرور سيارته على طريق «القناة الرئيسي». من جانبه أكّد الجيش الامريكي «سقوط قذائف» داخل المنطقة الخضراء حيث مقرّ الحكومة العراقية وسفارتا الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وأعلن مصدر بالجيش الامريكي أن القذائف ألحقت أضرارا بعدّة سيارات في المنطقة الخضراء وأصابت خمسة أشخاص ودمّرت جزءا من مقر الشرطة الوطنية في منطقة «البلديات». قلق أمريكي في هذه الأثناء، عبرت تقارير استخباراتية عن قلق البيت الابيض من امكانية تزايد النفوذ الايراني في العراق عقب اجراء الانتخابات التشريعية القادمة، مشيرة الى أن شخصيات عراقية معروفة بارتهانها لطهران باتت قاب قوسين أو أدنى من اعتلاء «سدّة الحكم» في بغداد. وأكّدت أن المرشح الحالي عن لائحة «الإئتلاف العراقي الوطني» جمال جعفر محمد الابراهيمي متهم أمريكيا بلعب دور صلة الوصل بين طهران وحلفائها العراقيين وبالاشراف على أعمال العنف، مضيفة أنه شارك في تأسيس ميليشيا «لواء بدر». وتتوافق هذه التقارير مع وثيقة أصدرها «معهد دراسة الحرب» الامريكي وحذر فيها من مغبة حظر مرشحين سنّة معروفين من المشاركة في «البرلمانية» واعتبر أن مثل هذه الخطوات الطائفية ستعيد البلاد الى النزاع الطائفي نفسه الذي تردى فيه العراق سنوات عديدة بعد غزو 2003.