تجمع بين المرأة ومواد التجميل علاقة حميمة لا تنتهي بمرور الزمن. وقد تدفع الواحدة أموالا كثيرة من أجل الظهور بمظهر جميل يُرضي غرورها ويزيدها ثقة بنفسها خاصة مع التقدم في السن. غير ان الاشكال الذي يطرح في هذا الشأن هو اقبال بعض النسوة على اقتناء واستعمال مواد تجميل «مجهولة الهوية» مما قد يعرّض صحتهن للخطر. فتتحول تلك المواد من أدوات للزينة الى سموم خطيرة تهدد صحة المرأة. ففيم تتمثل اذن أبسط الطرق التي تمكّن كل امرأة من استعمال مواد تجميل تمنحها مظهرا مميزا دون التعرض الى مخاطر صحية محتملة؟ «الشروق» طرحت هذا التساؤل على أخصائي في الأمراض الجلدية، الذي لخّص المسألة في اعتماد المرأة على مواد تجميل آمنة وغير مجهولة المصدر. ففي الوقت الذي تبرز فيه الحاجة الملحة بالنسبة للمرأة للظهور بمظهر جميل، تقبل بعض النسوة على استعمال مواد تجميل تباع على أرصفة الشوارع وفي أماكن أخرى لا تتوفر فيها أدنى الشروط الصحية، مع عدم التحقق من مصدر تلك المواد ولا مكوّناتها مما قد يعرّضهن لمخاطر صحية قد تكون بسيطة في أحيان وخطيرة قد تصل حد الاصابة بالسرطان في أسوإ الحالات. ولا أدل على ذلك من الحالات التي تسجل في بلادنا بين الحين والآخر من اكتشاف مواد تجميل تحتوي على مكوّنات تضرّ بالصحة مثل ما حدث مؤخرا مع أقلام الكحل التي كانت تغزو أسواقنا ويستعملها كثير من النساء، خاصة مع «الغزو» الكبير للسلع المقلدة للماركات العالمية الذي تتعرض له أسواقنا. والأخطر من ذلك أن الأمر لا يقتصر على الباعة المتجوّلين والأسواق الشعبية وانما زحف هذا الخطر نحو المحلات وبعض الفضاءات الأخرى المختصة في بيع مواد التجميل، وهو ما يمثّل خطرا حقيقيا قد يهدد صحة المئات من النساء ممن يقبلن على اقتناء هذه المواد السامة دون وعي بمخاطرها. مخاطر كامنة يقول الدكتور محمد رضا كمّون الاخصائي في الأمراض الجلدية أن رغبة كل امرأة في التزيّن والظهور بمظهر جميل لا يمكن كبحها بأي حال من الأحوال لذلك، وجب التنبيه الى الخطر الكامن الذي قد يهدد صحة كل من تستعمل مواد تجميل لا تعرف مصدرها ولا مكوّناتها خاصة وأنه لا يمكن لغير العارفين والمختصين التفريق بين الماركات الحقيقية والمقلدة. ويضيف الاخصائي أنه لا يستطيع ان يقول يجب ألا تقبل المرأة على شراء مواد تجميل الا من الصيدليات فهذا لا يتماشى وقدرة بعض النساء الشرائية لكن ما يجب التأكيد عليه هو احترام الشروط الصحية على الأقل التي يجب أن تتوفر وأبسطها استعمال مواد تجميل من مكان آمن يحافظ على نظافة معينة ودرجة حرارة محددة كذلك لا تتسبب في تلف المنتوج. ويوضح ان مواد التجميل المعروضة على أرصفة الطرقات مثلا لا تُراعي أبسط الشروط الصحية، فهي معرّضة للشمس والغبار مما يجعلها غير صالحة للاستعمال في كثير من الأحيان ولذلك وجب انتقاء مواد التجميل الأكثر مأمونية. أهمية الاختبار يؤكد الأخصائي على أهمية القيام بما يسمى ب«اختبار الحساسية» عند استعمال مواد تجميل لأول مرة. وينصح في هذا الاطار بعدم استعمال كميات كبيرة تجنّبا للمخاطر التي قد تنجرّ عن ذلك في الاستعمال الاول اذا كانت المرأة تعاني مثلا من حساسية لبعض المواد أو في صورة احتواء ذاك المنتوج على مواد سامة تضر بالبشرة. ويضيف الاخصائي أنه في العادة لا يتم تسجيل حالات خطيرة جدا، وقد يقتصر الأمر على حدوث حروق إما على مستوى الشعر مثلا عند استعمال بعض أنواع صبغة الشعر تكون غير مطابقة للمواصفات او الشروط الصحية او تكون لدى المرأة حساسية ضد مكوّناتها، لكن الأمر قد يتعدى ذلك والاحتمال يبقى واردا بالتعرض الى حروق الوجه والبشرة، وقد تذهب تلك المخاطر حد الاصابة بالسرطان في أسوأ الحالات عند استعمال مواد تجميل، مقلّدة تحتوي مواد خطيرة ومسرطنة. وحول مأمونية استعمال بعض النساء لعمليات توصيل الشعر أو ما يعرف ب«البوستيش» (postiches) وظهور بعض التشكيات حول تسببه في الاصابة بالصلع، يقول الأخصائي أنه لم تثبت الى حد الآن هذه الشكوك وتبقى مأمونة النتائج لأنه لم يتم تسجيل أية حوادث في هذا المجال، لكن يبقى أن نؤكد على ضرورة القيام بهذه العملية لدى مختصين مؤهّلين لذلك حتى لا تتعرض فروة الرأس للأذى. وبهذه الخطوات البسيطة يمكن للمرأة ان تتجنب التعرض لأية مخاطر صحية والمحافظة على جمالها بطرق آمنة.