تم يوم السبت الماضي العثور على جثة البحار سامي وهي تطفو على سطح المياه قبالة ميناء طبرقة الترفيهي بعد خمسة عشر يوما من فقدانها. وتفيد مصادر عليمة ل«الشروق» أنه مساء يوم السبت الماضي وبينما كان أعوان الحرس البحري بطبرقة يقومون بعملية تمشيط بساحل منطقة طبرقة إذ لاحظوا شيئا غريبا يطفو على سطح مياه البحر على بعد مئات الامتار من الميناء. فعرّجوا على الجسم الغريب وما إن وصلوا حتى تبيّن لهم أنه جثة آدمية فتم إيداعها بالمستشفى المحلي بطبرقة الى حين إعلام النيابة العمومية بالولاية بالحادثة. وفي الوقت نفسه تم استدعاء عائلة المفقود التي تعرّفت منذ الوهلة الاولى على ابنها الضحية. سرى نبأ العثور على جثة الشاب سامي وسط أهالي معتمدية طبرقة بسرعة، فالبعض فرح لأن مأساة عائلته انتهت بمجرد العثور عليه حتى ولو كان جثة هامدة والبعض الآخر جاء للمواساة. وللتخفيف عليهم في هذا المصاب رغم أن ملابسات القضية كانت واضحة المعالم إذ أن الهالك سامي غامر يوم فقدانه حين ركب أمواج البحر العاتية ليخرج شباكه التي تركها ليلة كاملة في عرض البحر، وأن السبب الرئيسي لموته هو انقلاب المركب لأنه كان وحيدا إلا أن الفحص الطبي الاوّلي والنيابة العمومية بالجهة أقرّوا أن يحدد الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة أسباب الوفاة فكان ذلك كذلك. أفواج من المشيّعين حضرت جنازة الشاب سامي مساء أمس الاول، وكان الكلّ يبكي في حرقة لفقدان هذا الشاب الذي كما قلنا الى جانب ممارسته الصيد بالبحر، كان يملك قاعة رياضية بما أنه مدرب بقريته الصغيرة. وقد عرف الضحية بأخلاقه العالية وسلوكه الرفيع وحبه للناس وتواضعه. ابني الوحيد بالرغم من أن وقع الفاجعة كان كبيرا على العائلة إلا أننا استطعنا التحدث الى الأب خميس والد الضحية الهالك حيث كان يتكلم إلينا والدموع تنهمر من عينيه: «هو ابني الوحيد، كان رحمه الله صديقا وشقيقا، حتى أنني أعمل بفرنسا من أجله هو» فالفاجعة كانت كبيرة على الأب الملتاع واذا كانت حرقة الأب غير محتملة فإن لوعة الزوجة سمية (23 سنة) أشد إذ تحدثت بألم: «هذا ابنه الذي لم يبلغ سوى 8 أشهر فقط... لم يفرح به»... وانقطع الحديث...