يبدي البعض تخوفا من اجراء العملية الجراحية في فصل الصيف حيث يعتقدون ان ارتفاع درجات الحرارة من شأنها أن تعكّر حالة المريض. يحمل هذا الاعتقاد البعض من الصحة ومقدارا كبيرا من الخطأ فارتفاع درجات الحرارة يؤثر بالفعل على بعض العمليات الجراحية ويكشف الدكتور يونس دحمان وهو طبيب مختص في جراحة البطن في مستشفى سهلول بسوسة وأستاذ جامعي في كلية الطب ان الجرح قابل للتعفن خاصة إذا ما كان هذا الجرح على مستوى غطاء البطن ويكون مصدرا لبعض الجراثيم التي من شأنها أن تتسرب إلى الدم.. إلى هذا وبالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة فإن العمليات التي تقام باليد (في السابق خاصة) تمثل أرضية تشجع على تكاثر حالات التعفن إضافة إلى بعض العمليات الأخرى التي تتطلب زرع غشاء خارجي عن جسم المريض لأنه مع ارتفاع درجات الحرارة يصبح سهل الالتهاب ومصدرا لتسرّب الجراثيم. **الحل في المنظار ويؤكد الدكتور يونس دحمان أنه في هذه الفترة يتم التقليل ولمَ لا التأجيل في اجراء العمليات الجراحية التي نعتبرها عمليات جراحية باردة بمعنى أنها غير استعجالية وتتأثر بارتفاع درجات الحرارة مثل عمليات الفتق لأن أغلب المصابين بالفتق هم يتميزون بفائض من الشحوم من شأنها أن تتعفن لذا نعمد إلى تأجيل العملية الجراحية ما عدا ذلك فإن الجراحة بالمنظار خاصة في عمليات الفرحة وإزالة حجر المرارة وكيس الكبد وفر حلول ناجعة لتفادي أية تعفنات كانت تحصل على مستوى غطاء البطن ثم أن طول فتحة الجرح قلت كثيرا ففي السابق كانت تصل إلى 20 صنتمرا أما الآن وباستعمال المنظار نقصت هذه الفتحة إلى 5 ميليمترات فقط. إلى ذلك فإن تخلصنا من كل اتصال باليد لتحل محلها آلات معقّمة لا تنقل أية جراثيم. إن استعمال المنظار والمضادات الحيوية والآلات الطبية الحديثة قلّل كثيرا من حالات التعفن وأصبحت العملية الجراحية غير مربوطة بارتفاع درجات الحرارة أو بانخفاضها. ففي مستشفى سهلول بسوسة مثلا وعلى امتداد عام كامل وقع اجراء حوالي 3 آلاف عملية جراحية لم تطل التعفنات إلا خمس حالات فقط وهو عدد محدود جدا يؤكد تطور الكفاءات الطبية ببلادنا.