تطوّرت وسائل الكشف والتشخيص والمعالجة في مجال الطب لا سيما في اختصاص الجراحة جعل العديد من الاطباء الجراحين ينادون بمزيد احكام استثمار مثل هذه الوسائل ولم لا تفادي العمليات الجراحية. ففي تصريح «للشروق» أكّد الدكتور عبد المجيد لطيف رئيس قسم الجراحة بمستشفى الحبيب ثامر ان تطوّر وسائل الكشف والتصوير بالاشعة أتاح لنا امكانيات التشخيص الدقيقة ومعرفة اي اعضاء المريض تضرّرت جرّاء حوادث الطرقات خاصة لأن اغلب الوافدين على اقسام الجراحة تعرضوا لحوادث طرقات ومعرفة خاصة قيمة الضرر وتحديد نسبة او كمية الدم المهدورة وهل يوجد نقص في الكريات الدموية الحمراء. واستنادا الى مقاييس كهذه نقرّر هل أن المريض او المتضرّر هو بالفعل بحاجة الى عملية جراحية او لا. لقد قمنا بدراسة على 415 متضررا من الحوادث بينت ان اكثر الاعضاء تضررا الطحال ب 215 حالة ويأتي الكبد في المقام الثاني ب 170 حالة والكلى في المقام الثالث ب 60 حالة. وفي جملة 415 حالة هذه استطعنا وهو المهم تفادي اجراء العملية الجراحية ونجحنا في ذلك بنسبة 87 تقريبا والعملية الجراحية كانت تجري في السابق (قبل 20 سنة) بصفة آلية وبعضها خلف مزيدا من الاضرار للمتضرّر. ما يريد تبليغه د.ع.م.ل. أنه وجب على الاطباء الجراحين ألا يعمدوا الى اجراء العملية الجراحية الا في حالة وجود نزيف دموي قوي او ثبوت تلوّث في البطن جرّاء تمزّق في الامعاء او وجود انخفاض حاد في الضغط الدموي. ومن جهة أخرى يؤكد مصدرنا «أن أكثر الحالات التي تستوجب اجراء عملية جراحية تتسبب فيها الحوادث بنسبة 60 تقريبا والمشكل أن اكثر المتضررين هم المترجلين بنسبة 25 وهي نسبة لا توجد في البلدان المتقدمة كالدول الاوروبية مثلا وعلى هذا فإننا ندعو الى استعمال حزام الامان للتخفيف من حدة الحادث والتخفيض من السرعة». ويكشف الاستاذ الجامعي بكلية الطب بسوسة السيد يوسف دحمان قائلا «أصبحنا بفضل تقدم الطب نساعد المتضررين جرّاء الحوادث كالمتضررين في الكبد مثلا ونقدّم لهم وصفات طبية دون الحاجة الى العملية الجراحية وهي خطوة تعود بالنفع على صحة المريض خاصة وهي خطوة أيضا نرجو ان يتفق عليها وتعمّم في مختلف المراكز الاستشفائية بالبلاد. وفي صورة وجود نقص في وسائل الكشف والتصوير فإن المرضى الاكثر تضرّرا من المستحسن ارسالهم الى مراكز تتوفر فيها الامكانات (الجراحة بالمنظار مثلا) ولتفادي اية مضاعفات تعفن داخلي للجرح».