صفاقس.. إنهاء تكليف كاتب عام بلدية المحرس    عاجل: وزير الداخلية: معبر راس جدير يفتح كليا في هذا التاريخ    الكويت: مقتل 49 شخصا في حريق بمبنى يقطنه عمال أجانب    وزير الصحة يؤكد أهمية التكوين في مسار تنفيذ السياسة الوطنية للصحة في أفق 2035    تونس تتوج بالمرتبة الأولى عالميا في المسابقة الافرو آسيوية الدولية لزيت الزيتون البكر الممتاز    الرابطة1.. تعيينات حكام الجولة الاخيرة "بلاي آوت"    عاجل/ غدا.. إعادة فتح معبر رأس جدير جزئيا أمام هذه الحالات    ديوان الحبوب: هذه أسعار القمح والشعير    جندوبة: خلاف عائلي حول قطعة أرض ينتهي بمقتل أحد الأشقاء    تونس تسجل تطورا ب89% في عائدات تصدير زيت الزيتون    المنستير: يوم تكويني حول مراحل انجاز المثال المديري للمؤسسات الصحية    المجمع المهني للصناعة السينمائية ينظم سلسلة من اللقاءات وورشات التفكير    نوردو يغنّي جنيريك الفيلم المصري "ولاد رزق 3"    بنزرت: اختتام اختبارات الدورة الرئيسية لامتحان البكالوريا دون إشكاليات تذكر    الدوري الليبي: خماسي تونسي ينافس على لقب البطولة    لاعب التنس البريطاني موراي يثير الشكوك حول مشاركته في أولمبياد باريس    ألكاراز ونادال يقودان منتخب إسبانيا للتنس في أولمبياد باريس 2024    سيدي بوزيد: أشغال تهذيب وتحسين عدد من الأحياء لتحسين ظروف عيش المتساكنين وفك عزلتهم    زغوان: تركيز نقطة بيع الأضاحي من المنتج إلى المستهلك    وزير الداخلية يؤدي زيارة إلى ليبيا    عدد من نواب الشعب يعربون عن عدم رضاهم لاقتصار أشغال المجلس على مناقشة مشاريع اتفاقيات القروض    الحماية المدنية 8 وفيات و350 مصابا في يوم واحد    كأس أوروبا 2024 : موعد المباراة الافتتاحية والقنوات الناقلة    بمناسبة عيد الأضحى: وزارة النقل تعلن عن برنامج إستثنائي (تفاصيل)    وزارة الدفاع: الحالات التي يُستثنى منها الشاب من الخدمة العسكرية    إستولى على أموال: 10 سنوات سجنا لموظّف بالقباضة    وزيرة البيئة : هذه الحلول التي تقضي على الناموس    بطولة كرة السلة: تعيينات منافسات اليوم من الجولة الثالثة للدور نصف النهائي    صابر الرباعي يُعلّق على حادثة صفع عمرو دياب لمعجب    عميد المهندسين : أكثر من 90 ألف مهندس غادروا البلاد    يتعمّدون دهسه بشاحنة لافتكاك أغراضه.. ثم يلوذون بالفرار!!    سوسة: الاحتفاظ ب 5 أشخاص من أجل تدليس العملة الورقية الرائجة قانونا    العالم الهولندي يحذّر من "تغييرات جوية غير مألوفة"!    تونس عاصمة التكامل الاقتصادي الأفريقي    أسعار الخضر والغلال بسوق الجملة بئر القصعة    شيرين تصدم متابعيها بقصة حبّ جديدة    تونس: ''أمير'' الطفل المعجزة...خُلق ليتكلّم الإنقليزية    بداية من اليوم : فيلم الاثارة والتشويق''موش في ثنيتي'' في القاعات التونسية    زغوان : دعوات إلى إحداث إدارة جهوية للسياحة    عاجل/ تعزيزات أمنية في سوسة.. وهذا سببها    83% من التونسيين لديهم ''خمول بدني'' وهو رابع سبب للوفاة في العالم    بالفيديو: ذاكر لهذيب وسليم طمبورة يُقدّمان الحلول لمكافحة التدخين    83 بالمائة من التونسيين لديهم خمول بدني    شيرين عبد الوهاب تعلن خطوبتها… و حسام حبيب على الخطّ    عاجل/ الكشف عن سبب اندلاع حريق منتزه النحلي    عاجل/ إطلاق اكثر من 100 صاروخ من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة    وصول أكبر حاجة إلى السعودية لأداء مناسك الحج عن عمر 130 عاما    طقس الاربعاء: خلايا رعدية محلية مصحوبة ببعض الأمطار    اليوم انعقاد منتدى تونس للاستثمار: التفاصيل    زلزال قوي يهز كوريا الجنوبية    علي مرابط يشرف على إطلاق البوابة الوطنية الجديدة للتلقيح    أنس جابر تتأهّل الى ثمن نهائي دورة نوتنغهام    وفاة الطفل ''يحيى'' أصغر حاجّ بالأراضي المقدّسة    ديوان الإفتاء: مواطنة أوروبية تُعلن إسلامها    دار الافتاء المصرية : رأس الأضحية لا تقسم ولا تباع    العاصمة: عرض للموسيقى الكلاسيكية بشارع الحبيب بورقيبة في هذا الموعد    موعد عيد الاضحى: 9 دول تخالف السعودية..!!    مُفتي الجمهورية : عيد الإضحى يوم الأحد 16 جوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة (220) يوم 8 سبتمبر 1969: مكالمة من بورقيبة يعلمني فيها بتكليف الباهي الأدغم بوزارة الاقتصاد..
نشر في الشروق يوم 24 - 03 - 2010


حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي
تونس «الشروق»:
فهم صاحب المذكرات، من الندوة التلفزية ومن أسئلة بعض الصحفيين، ان «بلبلة» في الأفق القريب بدأت... وأن اليقين بدأ يتملّكه بخصوص أزمة فمحاكمة... خاصة وأن الباهي الأدغم، كاتب الدولة للرئاسة تلقى مكالمة هاتفية من الرئيس بورقيبة، فيها تشنّج وربما نقد او محاسبة من بورقيبة للباهي الأدغم، لأن «صاحب المذكرات» تكلّم وكانت ردوده على الاسئلة منطقية...
يضيف «سي أحمد بن صالح» وبعد ان سألته: من أين علمت بأن بورقيبة غضب على الأدغم، قال: جاءني من الغد، محامي صديقي، وقد سُجن مع الباهي الأدغم في «لامباز» من الاستعمار الفرنسي... جاءني الى مقر وزارة التربية القومية..
وهنا رفض «سي أحمد» الافصاح عمّا قد يكون بورقيبة قال للباهي الأدغم بعد انتهاء الحصة التلفزية، مما جعل كاتب الدولة للرئاسة يستشيط غضبا، وهو راجع الى قاعة الاستراحة بمقر الاذاعة والتلفزة، مردّدا: ما الذي وقع؟
بدأ صاحب هذه المذكرات يفهم السيناريو فبعد ان بطُل ما كان الآخرون (المناوئون له) ينتظرونه من جلسة: وقفة التأمل حين قبلها بن صالح، أرادوا من هذه الحصة التلفزية «أن يورّطوا بن صالح... فلم يفلحوا» هذا لأنه في كلتا الحالتين كان «سي أحمد» متجانسا في ردّه مع أفكاره ومع ما يفكّر..
يقول «سي أحمد» من الغد، أظن او بعد غد، حدث شيء خارق... فقد أتاني، هنا الى بيتي السيد عبد العزيز العروي، ولأول مرة يتم ذلك، وكان الوقت مساء، وجلست إليه هنا، في هذا المكان، فرحا بزيارته وتحادثنا في مواضيع بصورة جعلتني أعتقد انه لن يتحدث في السبب الحقيقي لزيارته.. ولكن، كان من الواضح، ونظرا لنوعية اسئلته في الحصة التلفزية التي ذكرتها آنفا ومن خلال نبرته في تلك الندوة، التي كان مشاركا فيها فهمت انه أبعد ما يكون عن الذين أرادوا شيئا آخر ومارسوه... لهذا وضعت صحفيين بين ظفرين، وصحفيين بلا ظفرين.. وهنا وبعد ان تبيّن لي ما كان محلّ شك... قلت له: يا سي عبد العزيز، هذا الكلام الذي سأقوله لأول مرة أنطق به... لا أظن انه وقع لي أو سيقع لي أن أحدا قال لي كلاما نفذ إلى أعماقي وفي حياتي مثلما قلته فيّ يوم جنازة رفات فرحات حشاد يوم 5 ديسمبر 1955، عندما استقدمناها من قرقنة الى القصبة» وحتى هذه المرة نأى «سي أحمد» بنفسه الإفصاح عن الجملة التي قالها العروي في حق بن صالح الكاتب العام للاتحاد العام التونسي للشغل (1955)» وأضاف: الجلسة مع العروي، كانت جلسة لابدّ وأن أقول إنها كانت صافية منعشة... (هنا عندما كتبت صافية ومنعشة، أشار عليّ صاحب المذكرات بأن أحذف «واو» العطف، معلّقا: لأن ليس بيني وبين العروي واوا!).
وأضاف: فبعد كم سنة، سمحت لي تلك الجلسة ان أعبّر عن اعتزازي لسلوك عبد العزيز العروي وعلوّ مكانته الأدبية.. إذ لم أكن أعرف العروي مباشرة... وزيارته لي في بيتي، كانت الأولى..» سألت «سي أحمد» هل بثّت الندوة التلفزية؟ فقال: «نعم، بثّت... وشاهدها التونسيون.. بدأت اذن الأحداث تتسارع... وإذا بيوم الثامن (8) من سبتمبر 1969.
كنت بمكتبي بالوزارة (المالية والاقتصاد) وكلّمني بورقيبة عبر الهاتف ومن الصدف، ان الواليين المذكورين في حلقة سابقة (الهادي البكوش ومحمد التريكي عن صفاقس والقصرين) كانا موجودين بالصدفة في مكتبي، وعندما أعلمتني الكاتبة بأن الرئيس يريد مكالمتك عبر الهاتف، أرادا ان يعتذرا ليغادرا فقلت لهما: أبدا...! بقيا.. وقد سمعا باعتقادي فحوى المكالمة.. مع الملاحظة الأساسية بأنه لم يقع اي كلام من الرئيس بورقيبة فيه تشنّج... ولم يقل ولو مرة واحدة، اي كلام عن اضطراب او غضب او ارتباك في الأجواء من جرّاء السياسة المتبعة في البلاد.. شخصيا لم استغرب كثيرا من الكلام الذي قاله لي بورقيبة عبر تلك المكالمة.. وهذا فحوى المكالمة بالنص: «ياسي أحمد، يقول بورقيبة، تلك هي فلسفتنا... وذلك هو اتجاهنا... وتلك هي خطتنا... لكن ربما لم نُحسن التبليغ.. لذلك قررت يا «سي أحمد» ان أكلّف الباهي الأدغم بهذا الموضوع (موضوع التبليغ).. وكان جوابي حالا وبلا تردد: «بارك الله فيك سيد الرئيس... لأن أحوالي الصحية «لاتنبئ بخير... فقاطعني بالفرنسية قائلا:
Non, non tu ne me quittes pas maintenant... tu va rester à l'education nationale
وكان جوابي فقط: سنرى...
وانتهت المكالمة...
إذن ما الذي حدث بعد ذلك؟
هذا ما سنكتشفه غدا إن شاء الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.