هي أكبر بلدية بالبلاد التونسية من حيث المساحة الجغرافية، وهي البلدية الوحيدة بالجنوب التونسي التي حل مجلسها وأوكلت المسؤولية فيها لنيابة خصوصية يرأسها باقتدار على امتداد عام ونصف تقريبا معتمد الجهة السيد بوصراية الحراثي الذي نجح في فض العديد من المشاكل من أبرزها النزاعات على الملكية برا وبحرا، اضافة الى ما حققه في الجزيرة من قفزة تنموية غيرت في السنوات الأخيرة وجه الأرخبيل.. قرقنة بكل هذه الخصائص باتت محطة أنظار الجميع خاصة بعد العناية الموصولة التي أولاها لها رئيس الدولة زين العابدين بن علي بزيارته لها في أكثر من مناسبة وبتعصير النقل اليها ببطاح «لود» ضخم يحمل اسم «السابع» يربط بين يابستي صفاقسوقرقنة، وباعطاء الاذن لانشاء «لود» جديد يكون جاهزا خلال الأيام القليلة المقبلة مما يعني أن مشكلة النقل حسمت فيها نهائيا بفضل هذه الانجازات وبفضل شركة النقل «سونتراك» التي تتمتع باطار بشري كفء تحت اشراف اطار اداري وتسييري ناجع .. وجه الجزيرة تغير في السنوات الأخيرة، والاهتمام بها كمنتجع سياحي ايكولوجي عالمي مرتقب حول الأنظار وطنيا ودوليا الى الأرخبيل البكر الذي آن الأوان ليخرج من عزلته التي ضربها عليه البحر فعطل الانجازات فيها ودفع بمتساكنيها الى هجرتها في اتجاه المدن الساحلية وخاصة مدينة صفاقس . الأرقام تقول إن نسبة عدد سكان قرقنة في أربعينات القرن الماضي هي نفسها في السنوات الأخيرة من القرن الحالي أي ما يقارب ال14 ألف ساكن فقط في مساحة تفوق ال150 كلم مربع مما يعني أن الجزيرة باتت شبه مهجورة بسبب صعوبة العيش والتنقل .. قرقنة اليوم تشهد نقلة نوعية ومسيرة تنموية هامة، والمسيرة التنموية تستوجب حتما رؤية ثقافية جديدة وهو الحاصل اليوم مع دار الثقافة بالمكان، والمسيرة التنموية تستوجب كذلك بلدية قادرة على الاستجابة لتطلعات أهالي المنطقة بما يخدم مصالحهم وشؤونهم الادارية المعروفة .. المجلس البلدي بقرقنة يضم 16 عضوا، وقد علمت «الشروق» أن قائمة التعيينات ضمت 5 أسماء للسادة منصور عمارة والهادي خشارم ومسعود الزيدي وعبير بن عمر ونبيهة يوسف في انتظار الانتخابات المقبلة بين قواعد التجمع الدستوري الديمقراطي لانتخاب 11 عضوا ثلثهم طبعا من النساء . قرار التجمع الدستوري في تعيين المهندس المعماري والرئيس الأسبق للعمادة بصفاقس السيد منصور عمارة رئيسا للبلدية وكاتب عام جامعة قرقنة المربي المتقاعد الهادي خشارم ورئيس شعبة سيدي فرج ورئيس اللجنة الثقافية المحلية بها السيد مسعود الزيدي والمربيتين عبير بن عمر ونبيهة يوسف، رأى فيه المراقبون دقة في الاختيار لما يخدم مصالح المتساكنين والوافدين على الجزيرة.. فبلدية قرقنة ولاستكمال نهضتها التنموية بحاجة الى خبرات وطاقات تعاضد مجهودات معتمدية المكان، ومهمة الاشراف على حظوظ مجلس بلدي بعد نجاح النيابة الخصوصية ليس بالأمر الهين بالمرة في منطقة ترنو لتتحول الى قطب سياحي عالمي وهي تمتلك من المؤهلات الطبيعية ما يمكنها من كل ذلك ..