منذ انطلاق مرحلة الاياب والى حدود المباراة الأخيرة ضدّ اتحاد بن قردان لحساب الكأس عاش الأولمبي الباجي تناقضات يعجز علماء النفس والاجتماع والكرة عن ايجاد تفاسير ملائمة لها. ففي المباريات الأربع الأولى تحدّث كل الفنيين والمحلّلين الرياضيين بإطناب عن الأداء الكروي الرائع للأولمبي الباجي في بطولة غابت عنها الفرجة.. والكلّ حينها كان يأسف لعدم مسايرة النتيجة لهذا الأداء. أمام القوافل الرياضية بقفصة بدأ الأولمبي المباراة بقوة وأدرك هدفا في بداية الشوط الثاني قبل أن ينهار كلّيا ويقبل 4 أهداف كاملة في شباكه.. بعدها سافر الى المنزه ولاقى الافريقي وقدم واحدة من أروع مبارياته وسايرت يومها النتيجة الأداء نسبيّا بعد العودة الى باجة بنقطة التعادل. تراجع مذهل وبينما كان الجميع ينتظر انتصارا أمام الأمل الرياضي لحمام سوسة في باجة مسايرة للأداء المتميّز والنتيجة الايجابية أمام الافريقي، راوغ صابر المحمدي وزملاؤه كل المتابعين وخرجوا من المباراة بتعادل في طعم الهزيمة بعد أن غاب الأداء كليا عن هذا اللقاء.. وأعيد هذا التراجع الى الضغط المسلط على اللاعبين، لكن مباراة الجولة السابقة إيابا أمام «الهمهاما» واللقاء الأخير لحساب الكأس أمام اتحاد بن قردان جاء لتأكيد التراجع المذكور رغم الفوز.. وحتى يكتسي تحليلنا الدقة اللازمة فإن الاستثناء على مستوى هذا التراجع يشمل كل من الحارس سامي النفزي والمدافع الهدّاف نضال النفزي والمدافع المحوري علي الهمّامي ومتوسط الميدان سامح الدربالي وصابر المحمدي دون اعتبار البديل كونستون مونبلي.. لنفهم بذلك أنّ تراجع مردودهم بشكل ملفت للانتباه هم بسّام السايبي ومهدي حرب ونزار قربوج وأيمن السلطاني وخاصة ابراهيما كامارا. والبقية لا يمكن الحكم لهم أو عليهم باعتبار أن تواجدهم بالتشكيلة الأساسية ليس منتظما كما أنّه لا يشمل مركزا بعينه. ردّ ذكيّ في لقاء خاطف مساء أمس الأول بالمدرّب رشيد بلحوت سألناه عمّن تراجع مردودهم بشكل ملحوظ، فكان ردّه «لا يمكننا تغيير فريق بأكمله»، وفي إشارة بلحوت ما يغني عن العبارة وفي تلميحه ما يغني عن التوضيح. أمر عاديّ عديد العارفين بأمور الكرة يعتبرون هذا التراجع أمرا عاديا، فاللاعب يُعتبر حاليا في نهاية الموسم، إذ لم يبق منه سوى ست جولات وفي رصيد كل لاعب أساسي ما بين 18 و20 مباراة دون اعتبار لقاءات الكأس.. كما أنّ اللاعب التونسي عموما لم تدخل بعد حياته الخاصة منظومة الاحتراف لينهي الموسم كما بدأه.. وهذا بالاضافة الى ضغط النتائج سواء بالنسبة الى الفرق المعنية بالتاج وخاصة الأندية المعنية بالبقاء والنزول والتي لا تملك زادا بشريا يناسب عدد المباريات ونسقها. ليس مبرّرا المزيد من التراجع تفسير العارفين بالكرة، لا يمكن بأي حال من الأحوال رغم وجاهته أن يكون مبرّرا للسلطاني وكامارا والسايبي وحرب وقربوج وغيرهم لمزيد من التراجع، بل أنّ أحباء «اللّقالق».. يمنّون النفس بأن يكون الأمر مجرّد فترة فراغ عادية يمر بها أي لاعب أو مجموعة معيّنة من اللاعبين في كرتنا.. ويأملون في استفاقة ملحوظة لهؤلاء بداية من هذا الأحد أمام ترجي الجنوب وفي جرجيس بالذات ثم يوم الأحد الموالي أمام الاتحاد المنستيري في باجة، فإذا كان الحصاد من هاتين المباراتين 6 نقاط فقد حسم أمر البقاء نهائيا ولهؤلاء أن «يناموا فيها مزروعة» إن كان أمر الأميرة لا يعنيهم، وأمّا إذا كان الحصاد 4 نقاط فقط، فإنّ المكسب سيكون انخفاضا ملحوظا في درجة الضغط ما دام الأولمبي سيبحث عن نقطتين أو ثلاث من 4 مباريات أخرى.