أجمع ملاحظون على أن رئيس الوزراء العراقي المعيّن إياد علاوي فشل حتى الآن في إعادة الأمن والاستقرار إلى العراق وهو الهدف الذي جعله من أولويات حكومته، وذلك بعد مرور شهر على عملية ما سمي بنقل السلطة في العراق. وسارع علاوي منذ تنصيب حكومته إلى اتخاذ اجراءات قال انها تهدف إلى السيطرة على الوضع الأمني منها إعلان ما سمي بقانون السلامة الوطنية الذي يمنحه صلاحيات واسعة، لكن ذلك لم يمنع من استمرار عمليات المقاومة ضد المحتلين والعمليات التفجيرية بواسطة السيارات المفخخة. وقد سقط أمس عشرات القتلى والجرحى في انفجار سيارة مفخخة أمام مبنى للشرطة العراقية في بعقوبة. فوضى متواصلة وشهد العراق منذ تنصيب الحكومة المؤقتة عدة عمليات تفجيرية وأعمال خطف لما يزيد عن 20 رهينة أجنبي إضافة إلى عمليات الاغتيال التي تستهدف موظفين في الحكومة المعنية. وحسب ملاحظين فقد أصبح من الصعب اليوم على قوات الاحتلال في العراق اقتحام مدن يبدو أن المقاومة باتت تسيطر عليها بالكامل مثل الفلوجة وسامراء وبعقوبة. ورأى محللون أن استمرار هذه العمليات قد يعيق عقد المؤتمر الوطني الذي سيبدأ بعد غد ويضم 1000 شخصية عراقية. وأعلن مصدر في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني أن أعمال المؤتمر لن تقتصر على انتخاب أعضاء الجمعية الوطنية المؤقتة وإنما سيبحث عدة قضايا في مقدمتها تلك المتعلقة بالتطورات السياسية والأمنية ووجود القوات المتعددة الجنسيات وعمليات إعادة الاعمار والتنمية. وأوضح الصدر أن المؤتمر سيناقش ثلاثة تقارير عن الأوضاع السياسية في البلاد وأن أعضاء المؤتمر ستتاح لهم «الحرية الكاملة لمناقشة هذه القضايا». وسينعقد المؤتمر وسط اجراءات أمنية مشددة تفاديا لعمليات يتوقع حدوثها أثناء المؤتمر وعشية انعقاده حسب مصادر المؤتمر. وكان رئيس الوزراء في الحكومة العراقية المعينة إياد علاوي قد أعلن منذ شهر أن الأمن سيكون من أولويات حكومته. وقال علاوي لدى تسلم السلطة المزعومة عن الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر ان حكومته ستتخذ اجراءات عاجلة لضبط النظام وفرض الأمن. وبعد أيام من مباشرة مهامه على رأس الحكومة المعينة استأثر علاوي بصلاحيات استثنائية تصل حد إعلان حظر التجول وحل الجمعيات ومراقبة التنقلات والتنصت على المكالمات الهاتفية في إطار ما سمّي بقانون السلامة الوطنية. اجراءات فاشلة وفي منتصف الشهر الجاري أعلن علاوي انشاء جهاز أمني مهمته مكافحة ما أسماه بالارهاب. وبدأ علاوي الأسبوع الماضي جولة في عدد من الدول العربية قادته إلى الأردن ومصر وسوريا ولبنان والسعودية. وينتظر أن يتوجه علاوي بعد جولته العربية إلى إيران وباكستان وتركيا. وأكد محللون أن حكومة علاوي لن تنجح أبدا في ارساء الأمن دون مساعدة دول الجوار. وتتهم سلطات الاحتلال الأمريكي في العراق سوريا وإيران بشكل خاص بغض النظر عن تسلل من تصفهم بالارهابيين عبر حدودها إلى العراق لتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال. وكان علاوي قد أقر قبل أيام بأن الأسابيع المقبلة ستشهد عمليات كبيرة تسعى إلى تقويض حكومته. وتوعد علاوي باتخاذ تدابير صارمة ضد كل من يثبت ضلوعه في مثل هذه العمليات. وأعلن علاوي أنه سيتم إعادة تطبيق حكم الاعدام في العراق، وقال علاوي في حديث لتلفزيون «المستقبل» إن الرئيس الأمريكي جورج بوش اتصل به وقال له «إن الولاياتالمتحدة جاهزة لدعم ما تعتبره صالحا للعراق في مسألة إعادة تكوين القوات المسلحة وتسليح الجيش العراقي على حدّ زعمه». وأضاف علاوي: «لا نشعر بحرج في علاقتنا بالولاياتالمتحدة بل على العكس نحاول توظيفها لصالح شعوب المنطقة وقضاياها».