أكد القائد العسكري العراقي الفريق الركن حازم عبد الرزاق الأيوبي أحد القادة العسكريين الذين شاركوا في حرب الخليج عام 1991، أن وحدة الصواريخ التي كان يشرف عليها أطلقت بأمر من الرئيس (الراحل)» صدام حسين 43 صاروخا باتجاه تل أبيب وليس 39 كما تزعم بعض المصادر. وأوضح الفريق الركن في مذكراته أنه يقدم جملة من المعلومات العسكرية شهادة للتاريخ وتصحيحا لمعلومات مغلوطة. وأضاف أن صدام أشرف على خطة قصف الكيان الصهيوني، وان الصواريخ التي كان من المقرر اطلاقها لضرب أهداف بعينها في اسرائيل كان عددها كبيرا لكن لم تطلق لأسباب فنية. وتأتي توضيحات القائد العسكري العراقي السابق في وقت تم فيه تحجيم دور العراق وتدمير قدراته العسكرية وتغيير عقيدة جيشه وتنصيب قيادات سياسية وعسكرية تدين بالولاء لسلطة الاحتلال وللطائفة، وليس للوطن. وتضمنت شهادات حازم عبد الرزاق نصوص الأوامر الموقعة من قبل الراحل صدام حسين: أوامر تنفيذ عمليات القصف ورسائل الثناء على وحدة الصواريخ ودعواته للجيش بالصبر على الأذى اذا ما حدث، فضلا عن حرية تنفيذ خطة القصف دون العودة الى رئاسة الجمهورية. وأشار الى أن الصواريخ العراقية أحدثت ضررا معنويا في صفوف الكيان الصهيوني وأضرارا مادية جسيمة. ويذكر حازم عبد الرزاق الأيوبي أن اجمالي عدد الصواريخ التي طالت أهدافا في الكيان الصهيوني والقوات الغربية المعادية المتمركزة في جزيرة العرب، كانت 93 صاروخا، 43 منها وجهت الى اسرائيل وهي من طراز الحسين 1 و2 و «الحجارة المحورة». نص الأمر الرئاسي «بسم الله الرحمان الرحيم. رئاسة الجمهورية الرئيس العميد حازم عبد الرزاق ... السلام عليكم... باشروا على بركة الله بضرب الأهداف داخل الكيان الصهيوني المجرم، بأثقل ما يمكن من النيران مع ضرورة التنبه اتجاه احتمالات الكشف، وأن تنفذ الضربات بالعتاد التقليدي (الاعتيادي) للصواريخ ويستمر الرمي حتى اشعار آخر. توقيع/ صدام حسين 17/1/1991. وكان أول هدف طالته الصواريخ العراقية في حيفا، تماما حسب ما تم التخطيط له ويقول الفريق الركن انه أرسل الى الرئيس صدام حسين رسالة نصها التالي: (بسم الله الرحمان الرحيم (قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين). امتثالا لارادة الأمة متمثلة بأوامركم للجهاد، فقد باشر جنودكم رجال سلاح الصواريخ أرض أرض الأشاوس بضرب الأهداف داخل الكيان الصهيوني بالصواريخ بعيدة المدى ثائرين لآلام أمة العرب والاسلام والعراقيين والفلسطينيين(...) ومن الرسائل التي نشرها الفريق الركن نص تضمن تعليق الرئيس الراحل صدام حسين، جاء فيها التالي: (بارك الله برجال الصواريخ أرض أرض الشجعان وتحياتي ومعانقتي لهم فردا فردا. نفذوا الضربة الثانية على اسرائيل المجرمة، والله يحميكم ويمدكم بمدده العظيم. اذا قدرتم أن العدو قد يحشد عليكم رد فعل سريع مؤذ فأنتم مخولون أن تؤجلوا الضربة الى وقت آخر. (18/1/1991).