تعيش بلادنا خلال هذه الفترة على وقع الانتخابات البلدية وتظاهرات متعددة احتفالا بشهر التراث وهو ما جعل إدارة إذاعة تطاوين خلال هذه الشبكة تطوّر مقاربتها للاعلام التنموي عبر إعادة صياغة منظومة البرامج التنموية وفق رؤية أكثر حداثة وفاعلية وقربا. ويأتي التأكيد على الفاعلية عبر مراجعة لشكل هذه البرامج وتوقيت بثها وطريقة تقديمها في اتجاه جعلها ايسر تقبلا وأسرع وصولا لذهن المستمع وأخف ايقاعا واجمل شكلا لتترسخ في ذهنه، وطبيعة علاقة المستمع بالإذاعة في مستوى التقاط البرامج وتوقيت الاستماع وحجمه تفرض ضرورة ان تكون هذه البرامج الناقلة لخطاب إذاعي يستهدف التنمية فعلا وتفاعلا مقدمة في شكل برامج ومضة لا تتعدى في مدتها ال 10 دقائق، ويتنوع شكلها بين الاستجواب والاستضافة والريبورتاج والحوار الإذاعي وتتنوّع مضامينها بين مختلف الأغراض التنموية من بيئة وتشغيل واقتصاد وصحة وتعليم ضمن منهج يراعي توزيع هذه الفقرات بشكل يضمن سهولة تقبلها وقدرتها على شد اهتمام المستمع وفسح المجال لشواغل المواطنين واهتماماتهم وطرح شواغلهم عبر نقل إذاعي يلتصق بهذه الاهتمامات والشواغل في مسعى لأن تكون الإذاعة إذاعة خدمات وقرب. وقد تم تنفيذ هذا التوجه بنسبة 100٪ من خلال الريبورتاجات التي اعدها قسم الأخبار بكل المعتمديات ونقل شواغل مواطنيها وانتظاراتهم من المجالس البلدية الجديدة. كما ان المراجعة الجذرية لفترة البث المسائية من الرابعة مساء عبر رؤية تقويمية لما كان يبث مضمونا وشكلا أعطت أكلها وبالتالي تخلصت هذه الفترة من سلسلة عيوب تعوق وصول الرسالة الاذاعية لعل ابرزها ثقل البرامج وتقليدية شكلها وكلاسيكية تقديمها وطغيان الخطاب القائم على استرسال الكلام دون تدقيق وانتهت هذه المراجعة الى اقتراح مجلة إذاعة مفتوحة على مستوى مضامينها خفيفة وإيقاعية على مستوى شكلها تشتغل وفق مقاييس حديثة يتنوّع فيها شكل التنشيط الاذاعي الحي والمباشر وحضور برامج الومضة والفقرات وتنويع الريبورتاجات والمحطات الخارجية وتكثيف الاستضافات. وفسح المجال أمام تنويع المحتوى بشكل يجمع بين الثقافي الفني والاخبار التنموي والترفيهي الملون بحيث تشكل المنوعة باقة إذاعية متكاملة تنقل إيقاع الناس والحياة والجهات في مختلف احداثها وفعالياتها واهتماماتها وتعبّر هذه المراجعة مرحلة أساسية ضمن مراجعات شاملة بدأت إذاعة تطاوين انجازها (مراجع الفترة الصباحية زينة) على أن تستمر في شبكات قادمة بحيث تستهدف فترة الضحى ثم في مرحلة ثانية الفترة الليلية.