اختتمت مؤخرا الدورة الخامسة للأيام المسرحية لعلي مصباح والتي دأبت على تنظيمها دار الثقافة علي بن خليفة بمساكن تخليدا لروح هذا المبدع المسرحي والذي خطفته يد الموت وهو في سن السابعة والاربعين بعد مسيرة ثرية. علي مصباح من مواليد مدينة مساكن (1 جوان 1958) توفي في 17 أكتوبر 2005 تاركا ثلاثة أبناء (شادي، بلقيس، ومياري) هو خريج المعهد العالي للفن المسرحي بتونس الدفعة الأولى 1985 شغل خطة أستاذ بالمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة تحصل على جائزة المعهد الدولي للمسرح عن دوره في مسرحية كوميديا (1991) كما شارك في عدة أعمال أخرى مثل «فاميليا» العوادة «يعيشو شكسبير» «كلام الليل» «كاليغولا» ساهم في تأسيس المسرح الوطني الشاب بالمسرح الوطني شارك في الادارة الجماعية لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف وتولى خطة مدير فني مكلف بالتكوين والتربصات كانت له تجارب في الكتابة، والاقتباس جسمها في مسرحيات: «صيف كارمن» «استراحة المهرجين» «العصافير» «موزيكا» وتجارب في الدراما توجيا: «من كل مشموم نوارة» «برج الملح» وأخرج مسرحيتين: «تاكسي الغرام» و«دار الدعازق» اضافة الى تأليف واخراج تمثيل مسرحية «دار الفرجة». أكثر من استفسار... مسيرة ثرية ولا شك ولكن للأسف لم نجد لها أثرا خلال هذه التظاهرة المسرحية لا بتنظيم لقاء يتضمن شهادات ممن عاشروا المرحوم وعملوا معه أو بمعرض توثيقي يؤرخ لهذا المبدع والحال وأن التظاهرة تحمل اسمه وتخلد ذكراه ولو مرة في السنة كنموذج للمبدع التونسي ولم لا يقع التنظيم عرض فني ترجع مداخيله لأسرته. آراء ليست من فراغ الاجماع الحاصل حول القيمة الفنية للمرحوم علي مصباح وأيضا الاخلاقية لم يكن من فراغ بل كان قناعات نابعة من كل من عاشر أو تعامل مع هذا المبدع واغتنمت «الشروق» في اختتام تظاهرة الأيام المسرحية «لعلي مصباح» الالتقاء ببعض الوجوه التمثيلية المعروفة قصد رصد انطباعاتهم حول هذا المسرحي فكان اللقاء الأول مع الممثل علي الخميري (الوجه المكرم في هذه التظاهرة) الذي جمعه عمل فني مع المرحوم فأكد على حرفيته، واعتبره نموذج الممثل الذي يجمع بين الابداع المهني والاخلاقي بحسن علاقاته داخل وخارج الاطار المهني كما أكد السيد علي على مدى انضباط علي مصباح في عمله بكل المقاييس كما كان لنا لقاء مع الممثل سفيان الداهش الذي أثنى على المرحوم معتبرا أن الساحة المسرحية فقدت انسانا فنانا وحساسا مؤكدا على إلتزامه الفني وحرصه على اتقان مختلف أدواره.