محفل الفنون للشعر الملحون مولود جديد بدأ يتلألأ في السماء الثقافية والفكرية ويترعرع في أحضان دار الثقافة ببنبلة ويحمل جينات وسمات هذه الربوع الفيحاء المعروفة بانجابها لسلالات متميزة من الشعراء وفحول الأدب الشعبي والتي ساهمت في تنشيط وإثراء المشهد الثقافي بهذه المنطقة التي تنبض بفسيفساء من أنواع الشعر الملحون بقلب الساحل التونسي. فعندما نعود الى الماضي الاصيل والجميل نعثر على مخطوطات نادرة ونفيسة تؤكد تجذّر الأدب الشعبي والشعر الملحون بمدينة بنبلة وهذه الحقيقة نلمسها في حفلات الزواج والختان التي تقترن بسهرات «الغنّاية» كما يسمّيها الاهل في هذه الربوع وتكون في شكل مسامرات شعرية بين الأدباء وتتواصل الى شروق الشمس في أجواء ليلية منعشة وذكية وهذه الارضية الخصبة شكلت تربة ثرية لنبوغ نسل من الشعراء نذكر منهم بالخصوص رجب القربي (1889 1969) والذي خلفه ابنه المرحوم سالم القربي الى جانب احمد بكار المعروف البشير بكّار الذي ترك ثروة من القصائد الشعرية في مختلف الاغراض مع مساهمته الفعّالة في مختلف المهرجانات الوطنية للشعر الشعبي. والمعلوم أن الدورة الاولى لهذا المحفل (15 و16 ماي 2009) شكلت عُرسا ثقافيا بهذه الربوع وجمعت شمل أسرة الشعر الملحون ورافقتها العديد من الفقرات والندوات الفكرية الثرية التي تشهد على خصوبة مخزون الشعر الملحون ببنبلة.