نظّمت المندوبية الجهوية للتربية بقبلي تحت إشراف وزارة التربية وبالتعاون مع المركز الوطني للتجديد البيداغوجي والبحوث التربوية الملتقى الإقليمي للنهوض بتدريس اللغات وذلك يومي 4 و5 ماي الجاري. السيد عبد الرزاق الصوابي المدير الجهوي للتربية بقبلي يتحدث عن هذا الملتقى فيقول: في زمن نمت فيه المعارف وتزايد فيه الإنفاق على المدرسة وبلغت فيه العلوم والتقنيات أوج تقدمها واتسعت دائرة التجديدات البيداغوجية والبحوث في علوم التربية نلاحظ تراجع قدرة التلميذ على تملك كفايات اللغات (عربية وفرنسية وانقليزية) في كل مستويات التعليم الابتدائي منه، والإعدادي والثانوي فضلا عن التعليم العالي وقد أشار إلى ذلك رئيس الدولة في يوم العلم. ولهذا التراجع مؤشرات عديدة نذكر منها بالخصوص ما رصدته زيارات المتفقدين في الأقسام بالمدارس والمعاهد وما تضمنته تقاريرهم في هذا المجال وما أكدته نتائج التلاميذ في اللغات في المناظرات والامتحانات الوطنية أما عن تداعياته فلا يقتصر الأمر على مجال اللغات دون سواها بل ينعكس بالضرورة على تحصيل العلوم وسائر المعارف إذ باللغة نفكر وباللغة نتواصل مع الآخر وبها نبني المعارف. من هنا تأكدت الحاجة إلى المبادرة بالعمل والحركة تفكيرا وتدبرا واستشرافا بغية تدارك الأمر ذلك ما دفع وزارة التربية إلى بعث لجنة وطنية كلفت بتجديد تدريس اللغات ورسم استراتجية وطنية بدأت ملامحها وآلية تنفيذها تبدو للعيان من خلال بعض الإجراءات والبرامج التي دخلت بعد حيز التنفيذ (تكوين المكونين في «الإطار المرجعي الأوروبي لتعليم اللغات CECR تكوين معلمي الخامسة والسادسة ابتدائي قرى اللغات في ثوبها الجديد والتكوين في البيداغوجيا المتلاقية ومخابر اللغات وفضاءات الموارد والإعلام. التجديد البيداغوجي والارتقاء بمنظومة تعليم اللغات تجربة قبلي نموذجا انسجاما مع هذه الاستراتيجية الوطنية وبوحي من مقاصدها وأهدافها وترجمة للتوصيات التي جاءت بها بادرت الإدارة الجهوية للتربية بقبلي وبالتعاون مع إطار الإشراف البيداغوجي بالجهة إلى بلورة «مشروع جهوي للنهوض بتدريس اللغات» في المؤسسات الراجعة إليها بالنظر انخرطت فيه كل الأطراف الفاعلة في المؤسسة التربوية وفي محيطها وتم إنجاز مراحله الأولى. وقد ارتأت اللجنة القائمة على إنجاز هذا المشروع أن يكون من ضمن حلقاته لقاء يجمع عددا من المتفقدين العاملين في الجهات القريبة من قبلي بحكم التقارب في الشواغل لا الجوار الجغرافي فقط... ومن الباحثين في هذا الشأن، ومن ممثلين عن الإدارات المركزية وفيه يطلع المشاركون على تجربة المشروع الجهوي بقبلي ويسهمون في إثرائه وتعميقه قصد التفاعل المثمر والتعديل ولم لا تعميمه في بقية الجهات. وهكذا نخرج من دائرة التطبيق إلى دائرة التصور والمبادرة فالإصلاح يكون فاشلا لو لم ينبع من الجهة وهذا الملتقى هو محطة تتوج جملة من الأعمال الجهوية.