نجوى الرياحي مطربة ضد التيار.. في الزمن «المتعجرم» و»المتوهف» نسبة لهيفاء وهبي ونانسي عجرم وفي عصر صار الحيوان أشهر من المطرب مثل حصان نجلاء تصرّ نجوى الرياحي على أن زمن الطرب لم يمض وان هذه الموجات الفنية لن تصمد طويلا أمام الطرب لأن الاذن ستعود يوما إلى وظيفتها الطبيعية بعدما انتزعت منها لفائدة «الوسط» الذي صار مقياسا للذوق. أصدرت شريطها منذ بضعة أسابيع وبإمضاء «فوني» التي شجعتها على اثبات وجودها خاصة وان الأغاني الستّ التي احتواها الشريط كتب كلماتها عبد الرحمان الأبنودي ولحنها الفنان الكبير محمد سلطان. وحول هذا الشريط وتعاملها مع محمد سلطان والساحة الفنية العربية وموضة «العري كليب» وحضورها في تونس وعلاقتها بالصحافة تحدثت نجوى الرياحي ل»الشروق»: البداية كانت من سنة 2004 * هل هي العودة؟ ضحكت نجوى الرياحي قائلة «أنا لم أنقطع يوما عن الغناء بشكل نهائي بل كانت هناك محطات توقف متقطعة امتدت على مدى 8 سنوات. واعترف أن الدراسة عطلتني ثم جاء زواجي الذي حتّم عليّ التنقل مع زوجي (رجل الأعمال المصري) إلى العديد من العواصم العالمية ليحرمني من التواصل الفني والاستمرارية.. لكني لم أنقطع يوما عن الغناء والدليل شريطي الذي تحدثت عنه والذي يحمل امضاء الملحن الكبير محمد سلطان وأيضا الشاعر المبدع عبد الرحمان الأبنودي. * ولكن أغانيك الطربية التي وردت في شريطك لا تساوق روح العصر كما يدّعي البعض؟ إذا كان المقصود «بروح العصر» هو الترويج للابتذال واستسهال الغناء والتعاطي مع الجمل الساذجة والكلام الأجوف فأنا ضد «روح العصر». وهذه المقولة يرددها أنصاف الموهوبين من الذين ليست لهم امكانات فنية ولا أي رصيد يؤهلهم لأداء اللون الطربي الصعب والذي يتطلّب تكوينا فنيا ورصيدا معرفيا. أنا ضد التيار نعم... وأنا ضدّ الانحراف بأدوات التذوق وضد أن يصبح «هز الوسط» هو مقياس النجاح. * أراك واثقة؟ طبعا... لم لا أكون كذلك... وهذه الموجة الهابطة الجارفة موضة عابرة وطارئة همّشت إذن المواطن وهي عبارة لا محالة والجمهور المسكين المغلوب على أمره والواقع تحت ضغط عشرات الشركات التي تحتكم لميزانيات خرافية أثّرت في ذوقه لكن كيف نفسّر اقبال الجمهور على أغاني الكبار؟ وكيف نفسّر حضور الجماهير بكثافة لعروض «سلاطين الطرب» ووديع الصافي وميادة الحناوي وصباح فخري وغيرهم؟ وكيف نفسّر تصدّر أم كلثوم وعبد الحليم لأعلى المبيعات في الوطن العربي؟ * هل ثقتك هذه مردّها الجمهور التونسي؟ نعم وبكل تأكيد أقول: الجمهور التونسي ذوّاق يحب كل الألوان وينساق وراء البريق والبهرج الذي تحدثه بعض الفقاقيع الفنية لكنه أصيل وسرعان ما يعود إلى الأصل وهو جمهور مازالت أذنه لم تتلوث بعد ولم تصب ب»السكتة الفنية». * وكيف ترين الانتاج التونسي في مجال الغناء؟ (بعد تردد): لم أر انتاجا يذكر ولا أجد تفسيرا لهذا الشحّ في الانتاج ولم أسمع بعض الأغاني التي تكتسح الشارع التونسي. * وهل تعتزمين التعامل مع بعض الملحنين من تونس؟ طبعا... هذا أكيد وهناك ملحنون جيدون لهم جمل مبتكرة وطريفة مثل سليم دمّق وأحمد الماجري وغيرهما. * ألا تعتزمين التلحين مثل زينة التونسية ومنية البجاوي وفاطمة التركي ونجوى بن عرفة؟ أنا أؤمن بالاختصاص. * هل «عمري كله ليك يا عمري» أفضل أغانيك؟ هي أغنية خفيفة أحبها الجمهور وقربتني إليه وأعتزم إعادة تصويرها إذا سنحت الظروف. * أنت مقلّة في حديثك للصحافة لماذا؟ لقد ظهرت وتحدثت في أكبر المجلات العربية ولكن قلت أحاديثي الصحفية مؤخرا بسبب ظروفي الخاصة. * أنت حذرة في علاقتك بالآخرين وخاصة الوسط الفني؟ نعم هذا صحيح إلى حدّ كبير وانتقي أصدقائي وفي مصر تربطني صداقة بالمطرب محمد ثروت باعتباره من أقارب زوجي. * وفي تونس؟ كل المطربين أعرفهم لكن ليست هناك علاقات تواصل معهم. * هل هنّأك أحد بمناسبة صدور شريطك الجديد؟ لا... هم لا يعرفون رقم هاتفي. * هل حضرت بعض عروض فنانين تونسيين؟ لا... * هل تعتزمين مشاهدة بعض العروض؟ نعم وخاصة عرض ميادة الحناوي التي أعشق صوتها ورغم أنها مقربة من الملحن محمد سلطان فإني لم ألتق بها ولو مرة واحدة وأتمنى أن يكون عرضها في تونس مناسبة لألتقي بها. * هل هناك سؤال يطرح عليك دائما ويستفزك؟ نعم حين يسألني البعض ان كنت خائفة من نجوم موجة الغناء الحالية؟ * وهل أنت خائفة؟ هذا السؤال يضحكني... فقد قال لي الأبنودي ذات يوم بعدما سمعني أغني كلماته وألحان محمد سلطان: «أنت جئت في زمن غلط». * وهل أنت في «زمن غلط»؟ لا أعتقد ذلك والزمن بريء لكن يبدو أننا أعطينا بعض رموز الغناء الحاليين حجما أكبر من حجمهم ولكن هذا الزمن هو زمننا... زمن الطرب زمن الكبار فهل يعقل أن يصمت محمد سلطان ويتخلى عن ريادته ويترك المجال لانصاف الملحنين؟ هذه موجة عابرة قد تمتد لبضعة سنوات وقد تنتهي قريبا لكن الثابت ان هذا الزمن لن يتحمل إلا الطرب ولا شيء غيره.