من بوقرنين انطلق واليه عاد... انطلق منه ضمن مجموعة... المجموعة صارت مجموعات وصار نصر الدين وحده مجموعة في «حي الاكابر». ومثلما فعل مع مهرجان سيدي بوزيد حيث هزم وردة الغضبان وعروضا اخرى لم تخلف سوى 400 دينار فعل في بوقرنين مع بعضالاختلافات فقد هزم نصرالدين وائل جسار وغيره. يوم 31 جويلية اعاد نصرالدين بن مختار الاعتبار للفنانالتونسي حيث جلب جمهورا غفيرا بالرغم من انه كان محاصرا بعرضين واحد لصوفية صادق 1 أوت والثاني للامين النهدي في «هاك السردوك نريشو». وبين نصرالدين الذي احتضنه بوقرنين منذ 15 سنة ونصرالدين 2004 اصبح هناك عالم كامل من النضج والرغبة في «التمسرح» والقطع مع الاشكال القديمة. هنا في معقله بوقرنين فعل نصرالدين بالجمهور ما شاء... كان اكثر جرأة من العروض السابقة وبدأت «حي الاكابر» تأخذ «شكلها النهائي». نصرالدين بن مختار... تحرّك كثيرا ولعب على الملفوظ وحاول جاهدا توظيف كل ما هو على الركح. بداية «حي الاكابر» كان ايقاعها سريعا وكان تفاعل الجمهور معها من نفس هذا الايقاع وسرعان ما بدأ نصرالدين يوغل في «النقد» مقللا من المباشر هنا بدأ الجمهور ينصت اكثر وينتبه لما وراء المنطوق... نحن لسنا بصدد نكتة عابرة... اننا امام موقف... تتأخر الضحكة احيانا وينخفض ايقاعها لكنها آتية لا ريب. نصرالدين فعلها مرّة اخرى مثلما فعلها في نابل وغيرها من المهرجانات.