رغم أنه لم يتجاوز عتبة الأربعين عاما إلا أنه تمكن من إثبات إسمه داخل الوسط الكروي لما يملكه من خبرة وامكانيات فنية وشهائد علمية إقتحم عالم التدريب منذ 15 سنة وإنطلق من النادي البنزرتي ثم مر بجمعية جربة ومستقبل القصرين والسعودية والإمارات تم كانت له تجربة ناجحة مع المنتخب الوطني للشبان قبل أن يستقر مجددا به الترحال في النادي البنزرتي مطلع الموسم الفارط ليؤسس لتقاليد جديدة في الإدارة الفنية رغم قلة الإمكانيات . قبل مدة تفطن النجم الساحلي له ففاز به قبل أن يفاتحه فريقه الأم في الموضوع فأمضى عقدا مع فريق جوهرة الساحل إلا أنه وبعقلية احترافية 100 ٪ مازال يواصل عمله مع النادي البنزرتي وكأنه سيواصل معه مدى الحياة . ذاك هو المدرب أو المدير الفني منذر الكبير ضيفنا اليوم في هذا الحوار الشامل والذي نترككم معه : المنديال على الأبواب وبعد ثلاث دورات متتالية المنتخب يجد نفسه « فرايجي » ماهو تعليقك ? خسارة كبيرة لنا كمنتخب ماديا ومعنويا وكرويا ودون الرجوع للأسباب والمسببات إن شاء الله تكون صفحة وطويت ونستعد من الآن للمنديال القادم حتى لا نجد أنفسنا مرة أخرى على هامش المشهد الكروي العالمي . حتى لا تكون صفحة طويت ونسيت بين لقاء الموزمبيق وفرنسا هل لاحظت مؤشرات إيجابية أو بوادر إصلاحية داخل المنتخب ? أولا لقاء فرنسا لا يمكن أن يكون مقياسا بالمرة لأننا لعبنا ضد منتخب كبير ومثل هذه المواعيد يحرص فيها اللاعب التونسي على تقديم أقصى مالديه وأكثر ناهيك أن هناك من جاء ليثبت أنه عاد للمنتخب وأمور أخرى لذا لقاء فرنسا قد يعطينا مؤشرات لا يمكن القياس عليها وأعتقد أن الأمور الرسمية ستنطلق في جويلية . ماذ ينقص اللاعب التونسي? اللاعب الذي توجه له الدعوة للمنتخب يجب أن يتقبلها بكل فخر وإعتزاز ويأتي عاقدا العزم على النجاح والبروز واضعا مصلحة المنتخب قبل مصلحته الشخصية أو مصلحة فريقه لأنه بصراحة LA PERFERMENCE » تبقى مهما أتى عليها الزمان أنظروا كيف لحد الآن مازلنا نتحدث عن جيل الأرجنتين رغم أننا ذهبنا للمنديال 3 مرات بعد ذلك الجيل وهذا ما يجب أن يترسخ في أذهان لاعب القرن 21 وهذا يتطلب تحضيرا نفسانيا خاصا حتى يترسخ مناخ داخل المنتخب شبيه بمناخ 78 ومناخ 2004 . تقييمك لعناصر منتخبي المحليين والمحترفيين ? لدينا مجموعة موسعة من اللاعبين في كل مركز هناك أكثر من لاعبين لهم امكانيات كبيرة وهذا لا يشك فيه ، ما ينقص فقط ترسيخ عقلية خاصة بالمنتخب حين يصبح اللاعب ينتظر بفارغ الصبر موعد المنتخب للعب والنجاح نكون قد وصلنا لغايتنا ثم يجب تمتين الصلة بين كافة اللاعبين ونقتلع عقلية لاعب ينشط في الخارج ولاعب محلي صراحة أيهما أفضل مدرب تونسي أم أجنبي للمنتخب حاليا ? دون مرواغة آن الأوان لنلتف وراء مدرب تونسي ونوفر له كل ما وفرناه للأجنبي الواقع يثبت أن المنتخبات التي عولت على أبنائها نجحت مثل مصر والجزائر زد على ذلك تجربتي المنتخب التونسي الأخيرتين فشلت مع الأجنبي . لكن قبل الحديث عن المدرب نحدد متطلباتنا وماذا نريد وماهو هدفنا وندرس معا وبكل شفافية المقترحات أما أن ننظر للأمر من زاوية مالية صرفة فهذا غير معقول . أعطيك هنا مثالا فريق برشلونة في وقت من الأوقات كان قادرا على إنتداب مدرب بمئات الملايين إلاّ أن المشرفين على الفريق إختاروا الفني قوارديولا وفق متطلبات المجموعة الفنية رغم معارضة الجميع له خاصة حين تخلى عن إيتو مثال أخر من بطولتنا النادي الإفريقي حين إنتدب بن شيخة كانت هناك معارضة إلا أن الفنيين الذين نصحوا بإنتدابه أفحموا فيما بعد كل المشككين. تعليقك على اللجنة التي تكونت للتفكير في واقع كرتنا وهل لديك فكرة عن عملها ? الأسماء الموجودة داخل اللجنة من خيرة ماهو متوفر على الساحة تحظى بثقة وإحترام الجميع صحيح ليس لدي فكرة على ما يقومون به لكن أنا متأكد أن عملهم سيؤتي ثماره. يقال أن آخر اهتمامات المكاتب الجامعية منتخبات الشبان ماهو تعليقك خاصة وأنك كنت مدربا لأحداها? هذا غير صحيح منتخبات الشبان كانت دائما محل إهتمام ومتابعة إلا أن تعاطي الإعلام مع هذه المنتخبات يعطي صورة وكأنها مهمشة من جهتي مثلا طيلة 4 سنوات كل ماطلبته وجدته المشكل أعمق ويلامس الأساليب المتبعة إذ للأسف مازلنا نعتمد أساليب في التكوين تجاوزتها الأحداث منذ التسعينات وسنكتشف قريبا هذا الأمر . لو توضح هذه النقطة أكثر ? مثلا هناك فرق عالمية كانت تبني مراكز تكوين وتجلب لاعبين من إفريقيا وتوفر لهم كل شيء إلا أنها عجزت عن تكوين لاعبين ممتازين فخيرت بعث مراكز في إفريقيا وتركت اللاعب ينشأ ويترعرع داخل محطيه العائلي ونجحت هذه الطريقة في صنع لاعبين كبار . في تونس أنشأت مراكز تكوين وملأناها بلاعبين أعمارهم 13 و 14 عاما ويستمر وجودهم فيها إلى حين بلوغ 16 عاما ثم نخرجهم منها وهذا عكس ماهو مطلوب وعكس التمشي العلمي والنفسي الجديد على اللاعبين أن يلتحقوا بمراكز التكوين في سن الأصاغر ( أوب ) ونعطي فيها الجانب البدني ما تستحق أنظر مثلا الدراجي والمساكني لاعبان لهما إمكانيات فنية كبيرة إلا أنهما بدنيا ينقصهما الشيء الكثير وهذا لأنهما لم يتلقيا العمل المطلوب في السن المطلوبة . ماذا يجب أن يتوفر أيضا? تنسيق بين وزارة الرياضة ووزارة التربية حتى يتمكن عناصر النخبة وكل من إختار لعبة كرة القدم من تلقي تكوين تام الشروط دون أن يتخلى عن حقه في الدراسة المطلوب وضع برنامج زمني مبوط وهذا موجود في فرنسا وعدة دول أخرى اللاعب في سن الأصاغر مطالب بأن يتدرب يوم الثلاثاء والأربعاء مرتين في اليوم مثلا . وهذا ما لا يتوفر حاليا ثم نتساءل لماذا اللاعب التونسي عند ما يصل لسن الاكابر نجده غير صلب ، ويتعرض للإصابات بصفة متكررة ولا يقدر على مجاراة نسق منتخبات أوروبية كنا نفوز عليها في الأداني والأصاغر مثلا حتى لوكانت فرنسا أو ألمانيا . حظوظ المنتخب الجزائري في المونديال كيف تراها ? هذا المنتخب في مقابلات كأس إفريقيا والتصفيات قدم وجها كبيرا لكن في اللقاءات الودية تراجع نوعا ما إلا أنني متأكد أنه منتخب صاحب شخصية ومدربه قادر أن يوقد شعلة الحماس داخل لاعبيه وأنتظر مروره للدور الثاني على الأقل . ارتفاع أسهم المدرب الجزائري في تونس هل يعكس تقدم الكرة الجزائرية على التونسية ? لا لا أعتقد ذلك الكرة التونسية مازالت متقدمة أشواطا على الكرة المغاربية ككل ثم نجاح مدرب أو مدربين بين جزائريين في تونس لا يعني أنهم مع احترامي للأشقاء الجزائريين تفوقوا علينا فكم من مدرب جزائري دخل إلى بطولتنا وخرج منها دون أثر . هل يمكن الحديث عن مدرسة تونسية في التدريب وماهي ثوابتها أي مدرسة تشبه ? يمكننا أن نتحدث عن مدرسة تونسية إنطلقت منذ السبعينات ولها مكانتها عالميا وما الطلب الموجود على المدرب التونسي لخير دليل على ذلك هي مدرسة تونسية بالانضباط واللعب المباشر وقد تقترب من المدرسة الفرنسية لعدة عوامل أهما اللغة . يعني المدرب الفرنسي قادر على النجاح في تونس ? و ربما لأن هذا مرتبط بعدة ظروف مثل أي مدرب أخر : نأتي الأن لظروف خروجك من النادي البنزرتي لو تبينها للجمهور ? النادي البنزرتي أولا وقبل كل شيء فريقي وعائلتي عملت فيه بكل إخلاص وتمكنت والحمد الله من مواصلة العمل الذي بدأه الذين سبقوني بمعية مدربين أكفاء وكنت أفكر في المواصلة فيه حتى في خطة مدير فني إلا أني تلقيت عرضا محترما من النجم الساحلي في الوقت الذي كان فيه مسؤولو النادي البنزرتي يتفاوضون مع الأخوين الزواوي وأعطياهما الأولوية المطلقة وهذا من حقهم قبل سي يوسف الزواوي خطة مدرب وشقيقه العربي خطة مدير فني كنت سأجد نفسي خارج الفريق لذا قبلت عرض النجم الذي كان يتوفر على برنامج عمل كبير وآفاق واسعة ثم عرض النجم سبق عرض فريق الأم ( إطلعنا على نسخة من العقد ) هل ستبقى مديرا فنيا مدى الحياة أم سنراك مدربا مرة أخرى ? لا أنا مدير فني لفترة معينة وسأعود قريبا للتدريس لآتي لا أرى نفسي بعد موسمين إلا مدربا بحول الله . ماذا تركت في النادي البنزرتي وماذا ينقص الفريق? في النادي البنزرتي واصلنا عملا انطلق منذ مواسم وجدنا من الهيئة المديرة كل ما طلبناه حاولنا تأسيس تقاليد جديدة مثلا اللاعب في الأداني والأصاغر والأواسط أصبح يقوم بحصص مشاهدة ويكتشف نقائصه حاولنا ترسيخ عقلية فيها المنافسة وحب المريول كل هذا بالتعاون مع مجموعة من المدربين الذين علموا بجد وما أبشر به جمهور النادي أنه خلف فريق الأكابر الحالي لاعبين شبان آخرين لا يقلون عنهم شيئا ما ينقص الفريق حاليا هو البنية الأساسية فمن غير المعقول أن يبقى النادي البنزرتي الفريق الوحيد في الرابطة الأولى والثانية الذي لا يملك ملعبا من الجيل الرابع. تطلعاتك للتجربة القادمة مع النجم؟ ما سرّني أنني اكتشفت أن النجم الساحلي كان يتابعني منذ كنت في المنتخب ومطلع على البرنامج الذي أعددته واتصلوا بي لأنهم اقتنعوا بعملي وبرنامجي وهذا ما يجعلني أتوقع النجاح بحول الله. ماذا تقول لجمهور النادي البنزرتي؟ أنتم دائما في القلب لأنني واحد منكم سأعود يوما للنادي البنزرتي لأنه عائلتي وأكيد نجاحي في أي محطة كروية هو نجاح للنادي البنزرتي الذي أنجبني.