اثر رحلة أوروبية توجت بالجائزة الاولى لأحسن انتاج موسيقي في مهرجان «أراقون» للفنون الركحية والموسيقى في اسبانيا، في أواخر شهر ماي الفارط، يحط الفنان أنيس القليبي الرحال بوطنه الذي كان له شرف تشريفه، لوضع اللمسات الفنية الاخيرة لأوبيرات «عمري للفن» التي ستفتتح عروض الاحتفاء بالفنان التونسي الراحل محمد الجموسي في حفل افتتاح مهرجان الياسمين برادس والذي سيقع بثه مباشرة على الفضائية تونس 7 وذلك يوم الثلاثاء 6 جويلية 2010. «أنيس القليبي» قام بإعداد أوبيرات موسيقية غنائية وفرجوية متنوعة المضامين، ولا تخلو اطلاقا من حركية ركحية سيزيدها سحر «كمانه عطرا جميلا ليعبق مع «ياسمين رادس» عطرا فنيا واحدا اسمه «محمد الجموسي». وعن أوبيرات «عمري للفن» أكد الفنان أنيس القليبي انها ستقدم (الأوبيرات) في تسلسل كله تناغم يجمع بين فقراته الموسيقية نص مسرحي يعتمد على الراوي (الطيب الوسلاتي) الذي سيربط بين الفاصل الغنائي والذي يليه، ويحكي الراوي قصة واحدة هي قصة رمز من رموز الاغنية التونسية «محمد الجموسي» في مائوية ميلاده، التي أذن بالاحتفال بها أعلى هرم في السلطة ببلادنا. تقسيم الاغاني وقد أفادنا أنيس القليبي في تصريح خص به «الشروق» ان أوبيرات «عمر للفن» قسّمت الى فقرات غنائية ستتوج بآخر معزوفة قام هو بتلحينها وهي هدية منه الى روح الفنان محمد الجموسي. وفي ما يهم الفقرات الغنائية، قال محدثنا انه قسّمها الى ثلاث فقرات، الفقرة الاولى تتضمن أغاني الجموسي التي عبّر فيها عن حب الوطن ومنها أغنية «ريحة البلاد» والفقرة الثانية تتضمن الأغاني الرومنسية والأغاني التي عبّر من خلالها عن عشقه للفن على غرار أغنية «الفن الفن». وأما الفقرة الثالثة، فستتضمّن أغاني الفقيد التي لا تخلو من طرافة على غرار أغنيتي «النساء» و«القهواجي يدور». وبالاضافة الى هذه الفقرات الغنائية والى المعزوفة الخاصة بالجموسي والى النص المسرحي ستتضمن أوبيرات «عمري للفن» لوحات راقصة سيؤثثها «بالي المدينة». أصوات شابة تغنّي للجموسي من جهة أخرى أكد صاحب معزوفة «انصهار» المتوجة في آخر دورة لمهرجان الموسيقى التونسية، انه اختار مجموعة من الفنانين الذين يرتاح لهم، منهم المعروفون ومنهم أصوات شابة ولها مستقبل واعد في عالم الاغنية التونسية، وذكر أنيس القليبي ان الاسماء الفنية التي ستغني للجموسي في مائويته تتمثل في كل من «شهرزاد هلال» و«رحاب الصغير» و«عماد عزيز»و«سفيان الزايدي» و«روضة بن عبد ا&» والاصوات الشابة «أسامة قلالة»، المتوج في الدورة الاخيرة من مهرجان منزل تميم وكذلك «محمد علي شبيل» و«حمزة جراية». «نقلة نوعية» أنيس القليبي شدد في حديثه ل«الشروق» على ان أوبيرات «عمري للفن» ستمثل نقلة نوعية في مسيرته وخاصة في اتجاه الانتاجات الفنية والموسيقية الكبرى، وصرّح بكونه ينطلق بمعنويات مرتفعة جدا ليشيّد بأنامله، وبمجموعته الموسيقية والصوتية، أوبيرات «عمري للفن» لتخرج في أبهى صورة، تليق بالفنان «محمد الجموسي». معنويات مرتفعة فرضها تتويجه الاخير في اسبانيا بالجائزة الاولى لأحسن انتاج موسيقي. وهو صاحب التتويجات في عديد المحافل الدولية (في القاهرة، وفي الباكستان...) اذن افتتاح مهرجان الياسمين برادس وتكريم الجموسي محطة هامة في مسيرة هذا المبدع الذي لا يبحث في شكليات الاشياء بقدر ما يذهب ودون قيود الى عمق المعاني وروح الفن. أنيس القليبي صاحب معزوفة «ابن خلدون» صرّح في حديثه ل«الشروق» ايضا بكونه سيفتتح بعرض موسيقي جديد سيتفرغ له اثر نهاية افتتاح مهرجان الياسمين برادس، مهرجان «اكتشافات 21» بالجم وهي محطة أخرى ستنضاف الى مسيرة هذا المبدع في مجال الموسيقى، وهو يستحق هذا الحضور وأكثر لأنه أينما حل خارج أرض الوطن أو داخلها الا وترك أجمل الانطباعات، بل وفاز بالتتويجات وتلك هي النتيجة الحتمية للعمل والجد والمثابرة.