قبل عامين بادر الأستاذ محمد بن يوسف عندما كان مديرا للمكتبة المعلوماتية بإريانة بتأسيس ملتقى للألعاب التراثية وكان معه الأستاذ عبدالرحمان أيّوب في التأطير العلمي. في البداية كان الملتقى مجرّد مبادرة لم تتوفّر لها الإمكانات لتكون في حجم ما أراده لها أصحاب المشروع. ومن المكتبة المعلوماتيّة تحوّل الملتقى الى مهرجان لكن هذه المرّة في الوكالة الوطنية للتراث والتنمية الثقافية وكانت الدورة الثالثة للمهرجان محطّة بارزة في مسيرة ستكون كبيرة بلا شكّ فهذا المهرجان من المهرجانات المؤسسّة لأنّه يستنهض ذاكرة الألعاب الشعبية التراثية التي تحيلنا على خصوصيات الشعوب المتوسطية وقد كان لتجربة تصنيع الألعاب التراثية صدى واسع إذ لأوّل مرّة ومن خلال تصاميم شابّة تونسية من خريجات المعهد العالي للفنون والحرف بالدندان وهي جيهان برناط تصنع الالعاب من الخشب و»الصمارة»والنسيج وقد كان الحرفيون يتفاعلون مع هذا المشروع الطموح الذي يسعى لحماية ذاكرة شعبية من النسيان والضياع. فاللعب ليس مجرّد لهو أو ترفيه أو «تضييع للوقت»كما دأبنا على تسميته ولكنّه سلوك يحيل مباشرة على العادات والتقاليد لشعب ما وهو في العمق قراءة إنتروبولوجية لذاكرة الشعوب. فهذا المهرجان الذي بدأ في المكتبة المعلوماتية بإريانة وكان بمبادرة من الثنائي محمد بن يوسف وعبدالرحمان أيّوب سيكون مؤسسا بل سيستنهض ذاكرة اللّعب بكل ما يحمله من دلالات إنتروبولوجية وأعتقد أن القائمين عليه في حاجة الى التفكير في صيغ تجعله أكثر قربا من النّاس لأنّ اللّعب ذاكرة شعبية مشتركة.