توقعت مصادر مطلعة أن تحقق مشاريع الصناعي الياباني «يازاكي» في حوض قفصة حوالي 5200 موطن شغل مباشر قبل نهاية عام 2012 في مجال صناعة الأسلاك الكهربائية للسيارات رغم مخلفات الأزمة العالمية. وكانت «»يازاكي» اليابانية التي تعد عملاق صناعة مكونات السيارات في العالم قد أنجزت ثلاثة مصانع في قفصة لصناعة شبكات الأسلاك الكهربائية الخاصة بأحدث نماذج سيارات بيجو الفرنسية، ثم أعلنت مؤخرا عن انجاز مصنعها الرابع في أم العرائس وهو مخصص لشبكات الأسلاك في احدى شاحنات مرسيدس، ثم المصنع الخامس في المتلوي لسيارات فورد وأوبل الذي ينتظر أن ينطلق نشاطه هذه الأيام. كما تم الاعلان عن انجاز مصنع سادس في الثلاثية الأخيرة من العام الحالي في مدينة الرديف وسيخصص لانتاج الأسلاك لسيارة كهربائية لم يتم الاعلان بعد عن هويتها. وتقول مصادر مطلعة ان الشركة اليابانية التي تلقى مساعدة ودعما حكوميين كبيرين سوف تشغل في الوقت الحالي 1550 شخصا بشكل مباشر فيما ينتظر أن تحقق المصانع الستة 3500 موطن شغل في عام 2011 ليبلغ العدد الجملي 5200 موطن شغل مباشر في عام 2012 وهو ما يمثل فرصة استثنائية للتشغيل وخصوصا لحاملي الشهائد الجامعية في منطقة تعاني من ارتفاع نسبة البطالة. وكانت عملية استقرار الشركة اليابانية في حوض قفصة محاطة بمساعدة حكومية كبيرة على مستوى توفير الأراضي وتهيئتها وتذليل كل الصعوبات، كما ساهم خبراء القطب التكنولوجي بقفصة بنجاح كبير في تهيئة مصنع المتلوي. وبدأت الشركة اليابانية استثماراتها في حوض قفصة منذ 2008، وأعلن السيد جواكيم برناردو وقتها أنه سوف يتم تركيز وحدة خاصة لتكوين 800 تقني و150 اطارا سوف يكونون النواة الأولى لعدد كبير من مصانع مكونات السيارات في الجهة. كما أعلن وقتها عن رصد ميزانية قدرها 24 مليون أورو (حوالي 45 مليون دينار) لهذا المشروع على أن تتم الزيادة فيها وفق تطور السوق. وكرر مسؤولون من الشركة اليابانية أن الدولة التونسية تقدم لهم مساعدات جمة وقد وعدت بتطوير البنية التحتية وخصوصا شبكة المواصلات وذلك بربط الجهة بالطريق السريعة وتحسين الطرقات الأخرى. وفي هذا الاطار مكنت الدولة الشركة اليابانية من أرض مساحتها 5 هكتارات بالدينار الرمزي جنوب مدينة قفصة في المنطقة المسماة «العقيلة» لانجاز أحد مصانعها. وكانت عدة مصادر قد أبدت تخوفها من احتمال عدم تحقيق هذه المشاريع الضخمة بسبب الأزمة المالية العالمية التي ضربت قطاع صناعة وتسويق السيارات، الا أن الشركة اليابانية التي تبدي اعجابا بمستوى وكفاءة التقنيين والاطارات التونسية قد استمرت في تركيز نشاطها في تونس وتدعيمه. ويجدر بالذكر أن الشركة اليابانية «يازاكي» تحتكر 30 بالمائة من صناعة أسلاك السيارات في العالم، وهي تمتلك 154 فرعا في أغلب جهات العالم، حيث تشغل 200 ألف شخص بشكل مباشر.