يتواصل في رواق «لكاب للفن والمعارض» بقمرت معرض الفنانة التشكيلية كوثر بوريسة الذي يستمر الى غاية 6 جويلية في هذا المعرض الجديد الذي يأتي بعد عامين من آخر معارضها في رواق علي القرماسي تقدّم كوثر بوريسة أحدث أعمالها الفنية التي جمعت بين الفوتوغرافيا والرسم الزيتي والرسم على البلور وعلى الزجاج. بدأت كوثر بوريسة العرض منذ سنة 1983 وقد عرفت في البداية كمتخصّصة في الحفر لكن ولعها بالرسم على البلور قادها الى تقديم أطروحة دكتوراه حول الرسم على البلور الذي ارتبط في البداية بالأساطير والحكايات الشعبية من خلال لوحات الملحمة الهلالية وسيدنا علي بن ابي طالب رضي ا& عنه وكل ذلك الموروث الشعبي الذي كان يتصدّر جدران المنازل والبيوت العربية وقد مثل هذا الارث منطلقا لتجربةفي الرسم على البلور حاولت كوثر بوريسة تأصيلها نظريا من خلال أطروحاتها خاصة في ظل شحّ المصادر والمراجع التي تناولت هذا المبحث الانتروبولوجي. رحلة في 46 لوحة تسافر كوثر بوريسة الى عوالم متعددة لكن القاسم المشترك بينها هو التحكم في الفضاء اللوني والضوء عبر محامل متعددة فكوثر بوريسة تنوّع في معرضها الجديد ايقاعاتها بحثا عن الخصوصية فهي تراوح بين التشخيص والتجريد مما منح تجربتها الفنية أبعادا خاصة فهي من القلائل التي وظّفت اللوحة في الديكور مثلا من خلال الأعمال الفنية التي قامت بها في الفضاءات العمومية (نزل مطاعم) والخاصة (ديكور منازل) وهو ما يمنح تجربتها الفنيةأصالة وخصوصية. قصيدة الضوء إيقاع النسري حكاية خفية عبق ذكرى تناغم لوني... هذه بعض عناوين لوحات المعرض الجديد الذي نكتشف من خلالها التجربة الجديدة لكوثر بوريسة في استغلال الصورة الفوتوغرافية كمحمل فني وتقول كوثر عن علاقتها بالصورة «إنها تمكّنني من استخراج اجمل الاشكال والألوان والخامات الفنية» وتضيف «رغبتي الدائمة في تجديد واثراء تجربتي الفنية جعلتني اخوض مغامرة التصوير الفوتوغرافي فهي كتابة أخرى على غرار الكتابة بالألوان لأنني أعتقد أن الضوء ومساحات الفراغ والبحث عن معنى اللون كلها تندرج في سياق واحد اسمه الفن». في معرضها الجديد تقدم كوثر بوريسة مجموعة من التنصيبات الحائطية التي تأخذ أبعادا تشكيلية عن طريق التحكم في الفضاء والاضاءة التي تكتسب في هذا المعرض أهمية خاصة فلوحة كوثر بوريسة ليست مجرّد مسند حائطي ولكنها حياة من الضوء تتجوّل في الفضاء.