يوم الامتحان... يكرم المرء أو يهان... فحين يتعلق الامر بالمال تسقط كل الاقنعة ومعها مختلف المفاهيم الاخلاقية ويصبح الابحار في يوم الابتذال من أيسر السبل التي ينتهجها الفنان وقد تدفع به نحو هاوية الافلاس الروحي والتنازل عن قيم طالما تغنى بها في الوسطين الفني والاعلامي التي بات يراها وفق تصوره مكبلة لطموحه وتقف حاجزا منيعا في تحقيق شهرته وإن كانت محدودة واحتلال موقع محترم في الساحة الفنية العربية ولم لا العالمية؟ قالوا المال قوام الاعمال... وصانع الابتذال أيضا... فلأجله يباح ما كان غير مسموح به بالامس على الاقل في تقاليدنا التونسية الاصيلة... فلن نتحدث عن الثلاثي إيناس... ساندي ودرة زروق. اللواتي فهمن قانون اللعبة من يومها الاول وأن القبول لادوار ثانوية تعتمد على الاثارة والاغراء والايحاءات الحسية أملته ضرورات فنية وربما معيشية وسط لفيف بل هي طوابير من الممثلات الشابات، وعلى رأي عفاف شعيب... هناك سوق للدواب وليس وسطا فنيا تضبطه قوانين وتحترم فيه الفنانة. أشياء كثيرة تحدث في الخفاء لا يصدقها عقل... وهو ما يقودنا الى ما كانت صرحت به «ساندي» التونسية بأن لا مانع لديها بتثميل دور يحوي مشاهد ساخنة إذ اقتضت الضرورة الدرامية وتحقق من ورائها الشهرة والنجومية... هذه آخر الشطحات الفنية، وكأن لسان حال «الست» ساندي يقول: «النجومية تبدأ من السرير»!! «كلام جميل حقا... فعن أية شهرة أو نجومية تتحدث سوار والبعض من زميلاتها التونسيات؟... ما هي الاعمال القيمة التي شاركن فيها وهل سيخلدها التاريخ لهن؟ أم أن وجودهن على أرض الفراعنة كاف حتى يقتنع المتلقي «النية» بكفاءتهن التمثيلية وانهن سوبر ستار القرن الجديد... فلا رسالة مصطفى العقاد... ولا اجتياح شوقي الماجري أو اسكندرية يوسف شاهين ليتبجحن ويظهرن أنفسهن في مقام فاتن حمامة أو صفية العمري وليلى علوي اللواتي يتهافت عليهن المخرجون والمنتجون... وصدقت إيمان الطوخي حين قالت أن الوسط الفني في المشرق تحكمه العلاقات المشبوهة. فريال... الصدمة تلو الصدمة بعد الانتهاء من تصوير دورها في المسلسل التونسي المعروف «قمرة سيدي محروس» أسرت الممثلة الشابة فريال ڤراجة لبعض المقربين منها بأنها عاقدة العزم على ترك الفن والاعتزال نهائيا. فالفن حسب قولها سيحرمها من لذة الحياة وهي الزواج والامومة وبالتالي الاستقرار الاسري... لذلك رأت من الصالح الخروج من باب الساحة الفنية... صدقنا فريال... وتحسرنا... فإذا بفريال ڤراجة فنانة تحسن المراوغات، وتدير لسانها كيف ما جاء وضحكت ملء شدقيها على من حاورها (...) وسافرت الى القاهرة، هروبا من القيود المضروبة في الدراما التونسية، فلدينا خطوط حمراء يمنع تجاوزها، إذ لا وقاحة في أعمالنا التلفزية والسينمائية ولا ننتج أعمالا تجارية تخدش الحياء... هناك قيم ومبادئ وأصول وجب الالتزام بها... أول إطلالة للست فريال كانت من خلال حوار أجرته معها مجلة «نصف الدنيا» حيث تحدثت بجرأة غير معهودة ولم نألفها من ممثلة «عويقلة» وحصلت الكارثة. لنرى فريال في الفيلم الحدث «بالالوان الطبيعية» قُبل ومشاهد ساخنة أثارت جدلا واسعا في حقوق طلبة كلية الفنون الجميلة بمصر أين دارت أحداث الفيلم المعجزة... واعتبروه إساءة لهم وتشويها لسمعة كليتهم... التونسية «فريولة» انتفضت على الطلبة واتهمتهم بالانغلاق، وكأنها تعمدت إثارة مثل هذا السخط تجاهها. حيث كانت موافقتها على الدور بل أن تطلع على مضمون الفيلم وقصته وهو ما يعني لو الفيلم كان من صنف الممنوع على من سنهم دون 18 سنة، لقبلت المشاركة فيه استنادا الى ما صرحت به، لا مجال للاختيار عندما يكون العمل من إخراج أسامة فوزي... وعوضا أن تترك العاصفة تتمتع بهدوئها السيئ أطلقت علينا فريال بمفاجأة من العيار الثقيل حين تحدثت عن غرفة نومها وملابسها الداخلية بالدقة والتفصيل. ظافر العابدين ولعنة الدولار انطلق يوم الاربعاء الثاني من جوان الماضي في احدى قاعات السينما بتونس العاصمة عرض شريط جديد يحمل عنوان Sex And the city2، أو «جنس والمدينة 2» والمقصود بالمدينة في هذا الشريط هي نيويورك... ولئن كان الاقبال على هذه النوعية من الافلام يكون دائما كبيرا خاصة من قبل المراهقين فتيانا وفتيات لاسكات نهمهم العاطفي فإن ما لاحظناه هو تهافت فئات عمرية مختلفة من كلا الجنسين على مشاهدة الروائع الجنسية المستوردة. لسبب بسيط هو رؤية الممثل التونسي الوسيم ظافر العابدين ومشاركته في الفيلم المذكور... فأغلب من سألناهم عن قيمة الشريط ومضمونه أكدوا لنا بأن رغبتهم كانت لمشاهدة «دالي» فقط في «جنس والمدينة 2» رغم أن دوره كان ثانويا لا غير... بما تجلب له هذه المشاركة حضورا في الصناعة السينمائية الامريكية... ويجني من ورائها مئات الدولارات «التوانسة» رأوا أن ثقتهم في نجمهم المحبوب «دالي» اهتزت بشكل كبير ومفاجئ، وأنهم لم يتصوروا واحدا مثل ظافر العابدين يقبل المشاركة في عمل نسبة ال60٪ منه جنس مفضوح!!! والمعلوم أن «دالي» كانت له عديد المشاركات في إنتاجات أجنبية خاصة البريطانية حيث يقيم الممثل ظافر سيكون بطلا لاحد أبرز المسلسلات المنتظرة في شهر رمضان المقبل هو «ذاكرة الجسد» للكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي وإخراج نجدة أنزور حيث ستتولى بثه حصريا قناة أبو ظبي.