الحمامات «الشروق» .... قدوم شهر رمضان المعظم سيتزامن مع شهر ذروة الاصطياف... رأى فيه البعض سببا مباشرا لتقلص مدة الموسم السياحية لهذا العام لما يتميز به رمضان من طقوس خاصة تستوجب الاحتفال به في بيت العائلة في حين يؤكد شق آخر من أهل الاختصاص أن الباكالوريا التونسية ومثيلتها الجزائرية هما السبب الرئيسي وراء تأجيل موسم الاصطياف الى آخر أيام جوان وانطلاقا من هذا الأسبوع بالنسبة للتونسيين وبداية من الأسبوع الثاني لجويلية بالنسبة للجالية الجزائرية. على كامل الشريط الممتد بين براكة الساحل والحمامات القديمة والشمالية... تعترضك معلقات كرتونية هنا وهناك... اختلفت ألوانها وأحجامها الا أنها استقرت الى عنوان واحد. «فيلا... شقق... بيوت مؤثثة للكراء... الهاتف....» معلقات أرقام الهواتف المدونة فيها مفتوحة على الدوام اصحابها أغلبهم من السماسرة او ممن امتهنوا مهنة التجارة الصيفية الموسمية رأى أغلبهم أن الموسم الحقيقي لم يبدأ بعد وأنه سينطلق بعد أيام قليلة حين تنتهي حمى التوجيه الجامعي تونسيا وجزائريا باعتبار أن الجزائر يحتل سياحها القادمون الى سواحلنا المرتبة الأولى في سلم الوافدين بعد أن أشارت احصائيات العام الفارط الى قرابة مليون سائح. لم ينطلق بعد السيد م. سمسار تقليدي يحتكم الى عدد من المفاتيح له حرية التصرف في كرائها على أن لا تتعدى مدة التسويغ الأسبوع أو الأسبوعين... فتعدد المتسوغين يرفع السعر هكذا تحدث ل «الشروق» معتبرا أن الموسم الحقيقي للاصطياف لم ينطلق بعد مضيفا: «لم ينطلق الموسم الحقيقي للاصطياف بالحمامات بحكم تجربتي التونسيون يتفرغون كليا بعد نتائج الباكالوريا وكذلك الجزائريون الذين تنتهي مواسم الامتحانات عندهم في الأسابيع الأولى لشهر جويلية، فتكتظ بهم المدينة، حتى أن أغلب الشقق والفيلات هي مسوغة مسبقا الآن وانطلاقا من يوم 10 جويلية الى يوم 8 أوت». شقق للايجار هذا الرأي لا ينفرد به السيد «م» بل يشاطره فيه الشاب سفيان الملتحق حديثا بمهنة السمسرة الشعبية والذي يمارسها منذ ما يقارب الاربعة اعوام صيفا للسياح والمصطافين وشتاء للراغبين في الحصول على شقة لنصف يوم أو يوم كامل بسعر يعتبر مغريا لا يتجاوز الخمسين دينارا. رأى الأمر من زاويته الخاصة باعتباره متشبعا بمثل هذه الحركية الصيفية اذ يقول: «الكراء موجود... وهناك حركية نوعا ما لكن ليس بالمعنى الحقيقي للاصطياف، فالموسم الحقيقي سينطلق بعد أيام... انتهت الباكالوريا ونتائجها وأغلقت المؤسسات التربوية... وأضحى آلاف المعلمين والأساتذة في عطلة... هنا ينطلق موسم سياحة التونسي في انتظار أن يلحق ركب الاخوة الجزائرين... فحالهم مشابه لحالنا حين تنتهي نتائج الباكالوريا عندهم بعد أيام ينطلق موسمهم حيث تكتظ بهم النزل والفيلات والبيوت. وهذا الموسم سيستمر الى منتصف شهر أوت بعدها سيظل الموسم محليا. الحمامات للنزل، والوطن القبلي لكراء الشقق متى ينطلق الموسم الحقيقي للاصطياف وكيف هو مرتبط بباكالوريا تونسوالجزائر عن هذا الأمر تحدث السيد عبد العزيز الشنشابي مدير وكالة أسفار بالحمامات مؤكدا أن موسم الاصطياف له علاقة وطيدة بمواعيد نتائج الباكالوريا وأن الاسعار الجملية للنزل وراء الاقبال عليها، وأن اسعار الشقق المؤثثة بمدن الوطن القبلي جعلتها قبلة جديدة للسياح مقارنة بالأسعار المتعارف عليها بمدينة الحمامات. «موسم السياحة الجزائرية لن ينطلق بصفة فعلية الا مع بداية النصف الأول لشهر جويلية فهذا الأمر متعارف عليه لارتباط الجزائريين بنتائج الباكالوريا، شأنهم شأن التونسيين... فموسم السياحة الحقيقي والفعلي سيكون بين 15 جويلية بعد صدور نتائج الباكالوريا الى حدود 8 و10 أوت. حيث سيعود أغلب السياح الجزائريين الى بيوتهم بسبب قدوم شهر رمضان فالجزائري بطبعه لا يقضي شهر الصيام خارج دياره.» وحسب اقبال الجزائريين على النزل أكد السيد عبد العزيز أن الأسعار الجملية التي تعرضها النزل اليوم أفضل بكثير من تسويغ محل مؤثث من سمسار على الطريق العام وأن غلاء المعيشة أثناء الصيف بمدينة الحمامات جعل الكثيرين يهربون الى مناطق مدن الوطن القبلي مثل نابل وقربة ومنزل تميم والمعمورة حيث أن تكلفة الكراء منخفضة وكذلك الظروف المعيشية. مؤكدا أن المشكل الذي يؤرق الكثيرين من المختصين في المجال السياحي هو أن السماسرة الذين يحتلون الطرقات فيقطعون سبل الكثيرين الى المنازل المؤثثة أو التي يهجرها أصحابها صيفا لتأجيرها للسياح المغاربة. تأخر الموسم هكذا رآه الكثيرون وتقلص حجمه حسب رأي آخرين لكنه في الآن ذاته سيتقلص حجمه بفعل المصاريف وموسم رمضان على الأبواب شهر ونصف فقط هو موسم 2010 دفع بشق ثالث للبحث فعلا عن السياحة البديلة فهي السياحة الثقافية سياحة خاصة بشهر رمضان تستقطب السياح لهذا الشهر فيأتون ليعايشون تفاصيل الحياة التقليدية واجواءها على غرار ما يحدث في تركيا ومصر حيث يجد الاقبال السياحي نوعا آخر من الرواد في هذا الشهر الكريم.