تبعا للمقال المنشور بجريدة «الشروق» حول استوديو الفن اللبناني، تود الغرفة النقابية لمتعهدي الحفلات لفت نظر الاطراف المعنية الى خطورة هذه الخطوة على المشهد الفني ببلادنا. ففي الوقت الذي ينادي فيه سيادة رئيس الجمهورية بدفع المبادرات التونسية الخاصة في مجال الانتاج والتوزيع الفني خدمة للمشهد الثقافي ببلادنا، ومن مقولته الشهيرة في اليوم الوطني للثقافة: «يعول على دعم القطاع الخاص لتحويل النشاط الثقافي والفني الى قاعدة اقتصادية مريحة» وخلافا لذلك نجد من يأتينا بالاجانب ليسد تلك الآفاق وليفتح الابواب على مصراعيها لاستيراد البطالة والتجارب الاجنبية التي لم تجد حضها في بلدانها الاصلية. إن حالة التهميش التي تعيشها مهن الخدمات ذات الطابع الفكري ببلادنا من شأنها إعطاء أسبقية في المنافسة للمؤسسات الاجنبية على حساب التونسية وتنمية ظاهرة تهميش الهوية الفنية واستيراد البطالة. فهذا البرنامج استوديو الفن أو غيره من البرامج الفنية التي تعتني (بصقل المواهب) قصد استغلالها واحتكارها بعقود أبدية لا تخدم أهدافنا الرامية الى تكريس الهوية الفنية والحضارية قصد ترويجها في الفضاء العالمي، فهل نحن عاجزون عن تصميم برامج من هذا الطراز، ألم ينتج في الماضي القريب المنتج التونسي رؤوف كوكة برنامج من هذا النوع ونجح في تجربته التي لم يرغب البعض في أن تتواصل لأنها تونسية لحما ودما، كما سدت الابواب في وجوه عديد المبادرات الخاصة، فهل نفتح فضاءنا الاشهاري ومقدراتنا الاقتصادية والفنية والحضارية ليقع استغلالها بطرق لا تخدم المشهد الفني التونسي بل ستساهم في مزيد من التهميش للمواهب التي نتحسر على هجرتها بسبب قلة الانشطة والمبادرات. فهل لا تكفينا هجرة أولئك المواهب لنأتي بمن يستثمرها لحما ودما في عقريْ دارنا ومن خلال مقدراتنا الاقتصادية، إشهارا واستشهارا فضلا عن الخدمات العينية التي تجود بها التلفزة التونسية على غير التونسي. فهذا البرنامج آفاق وطموحات منتجه لا تتعدى استغلال أولئك المواهب للعمل في مطعمه الخاص بيروت «مطعم نهر الفنون» ذلك هو مصير كل من شاركوا وسيشاركون في البرنامج المزعوم. وإذا ما سلمنا بشغل المطاعم وهو ما لا نطمح اليه فاستغلال تلك المواهب في مطاعم بيروت لا يخدم سياحتنا بل سياحة لبنان الشقيق والمزاحم في الآن نفسه. ختاما وحفاظا على مصالح المهن ذات الطابع الفكري والحضاري والفني لبلادنا تنبه الغرفة النقابية لمتعهدي الحفلات التي لن تسكت على مثل هذه الممارسات من مغبة السير في هذا الاتجاه الذي يخالف قانون الاحتراف الفني وجملة من القوانين ذات العلاقة وأهمها قانون المنافسة. الأسعد بالغائب (رئيس الغرفة النقابية لمتعهدي الحفلات)