نظرت دائرة الاستئناف الجنائي بالكاف أمس الأول الثلاثاء في ملف قضية كان صدر فيها حكم ابتدائي يقضي بسجن شاب مدته 25 سنة بعد إدانته بقتل ابن خالته، خلال شهر جوان من سنة 2009 بمدينة تالة من ولاية القصرين. وقد أيدت دائرة الاستئناف الحكم الابتدائي وأقرّته. جرت وقائع هذه القضية يوم 30 جوان 2009 في مدينة تالة بولاية القصرين حيث أقدم المحكوم عليه (19 سنة) على طعن ابن خالته البالغ من العمر 22 سنة بواسطة سكين على مستوى الجنب الأيسر نجم عنها نزيف دموي وجرح بالرئة اليسرى وجرح بالبطن الأسفل للقلب استوجب على إثرها نقل الهالك الى المستشفى الجهوي بالقصرين حيث فارق الحياة. وبيّنت الأبحاث أن المظنون فيه، قد دخل يوم الواقعة في مشاجرة مع احدى خالاته بسبب خلاف سابق بينها وبين بقية أفراد عائلته، وقد عمدت الخالة الى البصق على ابن أختها فاستلّ سكينا من بين طيات ثيابه وأشهره في وجهها فأوجست الخالة خيفة ولاذت بالفرار فلاحقها الشاب وحاول بعض المارة التصدي له وقاموا بالاعتداء عليه ضربا وركلا. وفي الأثناء قدم الهالك وحاول افتكاك الموسى من يد ابن خالته، فدخل معه في مشاجرة انتهت بطعن المظنون فيه للمتضرّر طعنة غائرة استوجبت نقله على جناح السرعة الى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالاصابة التي تلقاها. وتولى أعوان الأمن البحث في تفاصيل القضية وباستنطاق المتهم اعترف أمام باحث البداية بما نسب إليه، قبل أن يتراجع في أقواله أمام قاضي التحقيق ويفيد بأنه لم يقصد قتل ابن خالته ولم تكن له نية إزهاق روحه، مؤكدا بأن علاقتهما لا تشوبها شائبة، فلا أغراض ولا ظغائن ولا عداوة سابقة، وكل ما في الأمر أن المتضرر حاول افتكاك السكين منه وأثناء التحامهما جسديا وجذبهما أحدهما للآخر استقرّت السكين جنب الهالك دون أن يقصد ذلك مطلقا. وبعرض ملف القضية على دائرة الاتهام وجهت للمظنون فيه تهمة القتل العمد مع سابقية القصد وحمل ومسك سلاح أبيض دون ترخيص مسبق طبقا للفصلين 201 و202 من ق. ج. وقد نال حكما ابتدائيا بالسجن لمدة 25 عاما لكنه استأنف، هذا الحكم ومثل أول أمس أمام هيئة دائرة الاستئناف وتمسك بأقواله السابقة ورافع عنه محاميه، فأكد أن منوبه لم يقصد قتل الهالك وإنما حاول الدفاع عن نفسه. وأضاف بأن منوبه تلميذ ولا توجد أي عداوة بينه وبين ابن خالته بل كانت علاقتهما ممتازة. وقد أيدت محكمة الاستئناف الحكم الابتدائي القاضي بسجن القاتل 25 سنة.