عقد المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري أول أمس دورته الأولى بعد المؤتمر الوطني الرابع عشر للمنظمة الفلاحية وذلك باشراف السيد مبروك البحري رئيس الاتحاد. وتدارس أعضاء المجلس المركزي خلال هذا الاجتماع الوضع العام للقطاع الفلاحي وخاصة قطاعي الزراعات الكبرى وتربية الماشية الى جانب أنشطة الاتحاد وبرامجه المستقبلية في اطار المساهمة في رفع التحديات المطروحة على الفلاحة التونسية وفي مقدمتها تأهيل القطاع ورفع قدراته التنافسية والتأقلم مع المتغيرات المناخية وتطوير مهارات المنتجين. وعبر السيد مبروك البحري لدى افتتاحه لأشغال هذا الاجتماع عن مشاعر الاكبار والتقدير الى الرئيس زين العابدين بن علي لعنايته السامية ورعايته الفائقة لقطاع الفلاحة والصيد البحري مثمنا الوقوف الدائم لسيادته الى جانب الفلاحين والبحارة في جميع الظروف والأحوال وخاصة في الأوقات الصعبة وحرصه المستمر على مساندتهم وتشجيعهم على مواصلة البذل والعطاء وخدمة الأرض بكل اجتهاد ومثابرة. وتناول أعضاء المجلس المركزي بالدرس خلال هذا الاجتماع تقدم تنفيذ القرارات التي أعلن عنها رئيس الدولة في افتتاح المؤتمر الرابع عشر للاتحاد، مؤكدين التزامهم والتزام اطارات المنظمة والعائلة الفلاحية بمضاعفة الجهود وتعبئة كل الطاقات لتجسيم القرارات الرئاسية لاسيما المتعلقة بدعم التجربة النموذجية للشراكة بين الاتحاد ومؤسسات البحث العلمي ووضع برنامج للشراكة بين الاتحاد وديوان الحبوب. واستعرض المجلس المركزي مختلف برامج الاتحاد في مجال النهوض بقطاع الفلاحة البيولوجية مؤكدا أن الاتحادات الجهوية للفلاحة والصيد البحري ستتولى المساهمة بكل فاعلية في إنجاح الخطة التي أذن بها رئيس الدولة لإحداث ضيعة للانتاج البيولوجي بكل ولاية. إحكام ومن ناحية أخرى أكد أعضاء المجلس المركزي على ضرورة إحكام استغلال المناطق السقوية في إنتاج الأعلاف خلال الموسم الحالي وتثمين المياه المعالجة في هذا المجال قصد ضمان التوازن بين حاجيات القطيع ودور هذه المناطق للمساهمة في تأمين هذا التوازن. ودعا المجلس المركزي الفلاحين الى مزيد الانخراط ضمن هياكل مهنية من أجل التحكم في كلفة الانتاج وإحكام تنظيم مسالك التزويد والترويج. وأكدوا أيضا أن الاتحاد بكافة هياكله المركزية والجهوية والمحلية سيتولى وضع برنامج تحرّك ميداني لمتابعة وتأطير المنتجين في مختلف القطاعات من أجل ضمان استعدادهم الجيد للموسم الفلاحي القادم مبينين أن المنظمة الفلاحية ستركز جهودها وتحركاتها بالشراكة مع مؤسسات البحث العلمي على تكوين الفلاحين وتأهيلهم في مختلف الأنشطة وخاصة في مجال الاستغلال الأمثل للمناطق السقوية. وأبرز أعضاء المجلس المركزي في سياق آخر صعوبة الوضع الذي يعيشه القطاع الفلاحي في عديد الولايات وخاصة في قطاعي الزراعات الكبرى وتربية الماشية نتيجة النقص الهام في الأمطار مؤكدين في هذا السياق على ضرورة ايجاد حلول سريعة واتخاذ اجراءات عاجلة لمساندة منتجي الحبوب ومربيي الماشية واقرار الآليات الكفيلة بمساعدتهم على استئناف نشاطهم بصورة طبيعية. كما دعوا الى ضبط خطة للتدخل في أقرب الآجال لتعميم عمليات الري التي انطلقت في قطاع الزياتين على بقية قطاعات الأشجار المثمرة. آلية وفي ظل تنامي ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيراتها الكبرى على مردودية القطاع الفلاحي، فقد شدد أعضاء المجلس المركزي على ضرورة إحداث آلية جديدة للتأمين ضد الانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية ومساهمة المجموعة الوطنية في تحمّل أعباء هذه التأثيرات باعتبار أن تحقيق الأمن الغذائي هو رهان وطني ودعامة أساسية لاستقرار بلادنا ومناعتها. وفي ختام اجتماعهم أكد أعضاء المجلس المركزي أن الفلاحين سيواصلون بكل عزم ومثابرة وتفاؤل وحماس رغم صعوبة الظرف المناخي العمل والنشاط معتمدين على إيمانهم بدورهم في تأمين حاجيات البلاد من الغذاء وسندهم في ذلك ما يلقونه من دعم متواصل من لدن الرئيس زين العابدين بن علي.