عدد كبير من الأولياء الذين تحدثوا ل«الشروق» حول هذا الموضوع أكدوا رغبتهم في التدخل في تحديد برنامج عطلة أبنائهم بما يضمن لهم الراحة والاستجمام... ولكنهم اعترفوا بتقصيرهم أحيانا إن لم يكن كليا بسبب شواغل والتزامات العمل... إذ يقول الأسعد موظف ببنك : «ليس بإمكاني الحصول على إجازة لمشاركة أبنائي العطلة المدرسية شأني شأن زوجتي لذلك اقترحت حلولا بديلة نوعا ما بأن أوفر لهم كل ما يحتاجونه من لعب ووسائل ترفيه كالألعاب والأفلام بالمنزل رغم يقيني أنهم في حاجة إلى حضوري ومشاركتي لهم في أنشطتهم الترفيهية»... وتعترف إيمان عاملة بشركة أنها مقصّرة جدّا في حق أبنائها في ما يتعلق بكيفية قضاء عطلتهم الصيفية باعتبار أنها أرملة وهي منشغلة بالعمل فتضطر إلى نقلهم أثناء كل عطلة إلى منزل أبويها ليكونوا على مقربة من أمها... فما يعنيها أولا وأخيرا هو وجود رقيب عليهم يهتم بشؤونهم... إلا أن البعض الآخر من الأولياء يعتبرون العطلة المدرسية مناسبة ينتظرونها بفارغ الصبر للراحة والابتعاد عن معاناة مسؤولية المراقبة والمتابعة على امتداد أيام الدراسة حيث يقول نور الدين موظف بمؤسسة خاصة بجهة الساحل :« أعترف أنني أفرح كثيرا بقدوم العطلة المدرسية أكثر من ابنتي التي تدرس بالسنة الرابعة أساسي والسبب ما أواجهه أثناء فترة الدراسة من مسؤوليات مضاعفة تجاهها لذلك فإن مسألة برمجة طريقة معينة لقضاء عطلتها لا تهمني أصلا... وأعترف أني مقصّر من هذه الناحية، لكن»!! من جهتها أفادت السيدة لطيفة ربة بيت أنها تنتظر العطلة المدرسية لزيارة عائلتها وأقاربها بالشمال والترويح عن نفسها.. فخلال أيام الدراسة يتحول المنزل إلى معسكر صغير من حيث حرصها وحزمها في التعامل مع أبنائها عند مراقبة الخروج والدخول ومتابعة الدروس والمراجعة فضلا عن دورها في المطبخ والغسيل. ويشاطرها الرأي كل من رؤوف وسامي وحنان وفاتن وهدى إذ يعتبرون العطلة المدرسية مناسبة لإراحة الأولياء وليس إضافة مسؤوليات أخرى إليهم... يكفيهم تسعة أشهر معاناة... برامج وبرامج عدد من الأولياء أقر بحرصهم الشديد على ضبط برامج وطرق محددة لأبنائهم لقضاء العطلة المدرسية حسب الإمكانات المتاحة ويقول في ذات الإطار بلال بلهيبة أستاذ فلسفة : «أحرص قبل بداية العطلة المدرسية على ضبط كيفية قضاء ابنيّ لها بمراعاة ميولات كل واحد منهما.. فالأمر لا يرتبط أصلا بالإمكانات المادية بقدر ما يتطلب رؤية هادفة وواضحة وقد تعلمت ذلك من بعض أقاربي»... أما سهيل وكريمة ومنذر فيعتبرون أن الإمكانات المادية تتحكم في كيفية ضبط برمجة أبنائهم قصد الترفيه عنهم سواء تعلق الأمر بحضور ومواكبة الأنشطة والتظاهرات الثقافية أو العلمية أو الرياضية أو التنشيطية الموجهة للأطفال والشباب... و بتنظيم رحلات أو القيام بزيارات القصد منها الترفيه وتغيير الأجواء بعد ضغط متواصل خلال أيام الدراسة... أنشطة.. وتظاهرات بعض الهياكل في عديد الجهات تقوم بتنظيم تظاهرات مفتوحة موجهة للتلاميذ والطلبة خلال فترة العطلة الصيفية شأن ما تقوم به المجموعات الكشفية أو المصائف والجولات وغيرها من الجمعيات والهياكل الثقافية بالمدن والقرى فيما الحرمان للبعض الآخر خلافا لسكان المدينة يظل أبناء المناطق الريفية والنائية والأحياء الفقيرة محرومين من الاستمتاع بالعطلة المدرسية حيث يقول وليد الشافعي (تلميذ) يحز في نفسي ألا أستمتع بالعطلة الصيفية كبقية أقراني لأني أسكن بمنطقة ريفية وعائلتي «زوالية» وليس بإمكاني مشاهدة المسرحيات والأفلام خلال هذه الفترة أو المشاركة في أي نشاط فكري أو علمي أو رياضي سوى الرعي بشويهات لأبي... وهنا نتوجه بنداء إلى الدوائر المعنية أنه يتوجب عليها التفكير في حلول لمثل هذه الفئات خلال عطلتهم بتنظيم تظاهرات موجهة لهم في مختلف الجهات وإن كان ذلك موجود فيعتبر منقوصا إلى أبعد الحدود... ناجي الحاج علي تونس «الشروق»: أسئلة عديدة تطرح نفسها هذه الأيام بعد أن ودّع التلاميذ مقاعد الدراسة ودخلوا في عطلة.. فهل تخضع هذه العطلة المدرسية إلى تخطيط وبرامج مسبقة من قبل التلميذ وعائلته بما يضمن له الراحة والاستجمام والاستفادة الكفيلة بعودته إلى الدراسة بنفس وعزيمة متجددتين؟ وأي دور للأولياء في جعل أبنائهم يستفيدون منها؟... وما هي تطلعات التلاميذ والطلبة على حد سواء وانتظاراتهم من محيطهم لتمضية العطلة على النحو الأفضل؟