صرّح السيد منجي الحمروني مدير عام إدارة الرعاية الصحية الأساسية بأنه لم يتمّ تسجيل أي حالة وفاة ولا إصابات خطيرة كضربات الشمس أو الاسهال على إثر ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الأخيرة. وذلك ردّا على سؤال «الشروق» حول عدد الحالات المتضرّرة خلال الندوة الصحفية التي عقدها صباح أمس بحضور السيد سمير الورغمي كاهية مدير بإدارة حفظ الصحة وحماية المحيط والسيدة منيرة مصمودي النابلي المنسّقة العامة للبرنامج الوطني لمكافحة التدخين. وأضاف أنه منذ بداية شهر جوان والى غاية جويلية تمّت متابعة الحالات عن طريق سجل خاص لتسجيل الحالات المشبوهة وخاصة لدى فئة الصغار والمسنين. وقال: «ان الحرارة بلغت كحدّ أقصى 55 درجة لكن والحمد للّه ببلادنا الإحاطة العائلية متوفرة لصغار وكبار السنّ مما قلّل من نسبة المخاطر الناجمة عنها». وذكر أنه في بعض البلدان الأخرى بلغت حالات الوفاة بالآلاف لا سيما منها فرنسا لكن في تونس لم نبلغ هذا الحد ونسعى الى عدم بلوغه وذلك ببرامج التوعية والتحسيس من جهة واتخاذ كل التدابير اللازمة في حال الشعور بخطر من جهة أخرى. احتياطات قال السيد منجي الحمروني: «انه زيادة على الأشعة المنبثقة من الشمس مباشرة يتعرض جسم الانسان الى الأشعة على الأرض أو على الحائط أو على الماء، لذا، لا يعطي الظلّ أو السّحاب أو الغوص في الماء حماية كافية من أشعّة الشمس فوق البنفسجية التي تضرّ بجلد الانسان علما وأن التلوث البيئي يزيد في نشر الأشعة ما فوق البنفسجية. وأوضح أن الانسان بصفة عامة والأطفال والمسنون بصفة خاصة يتأثرون بالانعكاسات السلبية لأشعة الشمس مما يؤدي الى ضربة شمس وحروق متفاوتة الخطورة حسب مدة التعرّض لها وجفاف من الماء قد يؤدي الى الوفاة. وذكر أن أشعة الشمس تتسبّب في ظهور علامات الشيخوخة المبكرة والسّاد وسرطان الجلد خاصة لدى ذوي البشرة شديدة البياض. وبخصوص الوقاية وأخذ الاحتياطات اللازمة أفاد أنه لا بد من احترام الأوقات المناسبة للتعرّض الى أشعة الشمس (قبل الساعة العاشرة صباحا وبعد الرابعة بعد الزوال) واستعمال الملابس الملائمة والفضفاضة والقطنية وغير الداكنة ووضع قبعات عريضة على الرأس ونظارات شمسية واستعمال المراهم الواقية من الأشعة ما فوق البنفسجية التي تخفّض من فاعلية الأشعة مع العلم أنه يجب تجديد استعمالها كل ساعتين وبعد السباحة أو بعد سيلان العرق. وحذّر المصطافين الذين يرغبون في تغيير لون بشرتهم دون وعي بالانعكاسات الصحية وأخطرها سرطان الجلد الذي لا يزال يحصد العديد من الضحايا لا سيما وأن خطر الاصابة به مرتبط بالتعرّض الى لفحات الشمس المتكرّرة أثناء الطفولة. ولاحظ أن أغلب الأطفال يلعبون على الشواطئ في فترات الحرّ الشديد بلا ملابس أو وسائل وقائية. ودعا الى اجتناب التعرض الى أشعة الشمس في الأوقات التي تشتدّ فيها الحرارة ولو تحت مظلة الشمس أو داخل البحر أو المسبح والإكثار من شرب الماء أو السوائل بكمية كافية. وفي ما يتعلق بالمسنين أكد أنه لا بد من الحرص على إبقائهم بالمنزل في الغرفة الأكثر برودة مع الحرص على فتح النوافذ خلال الليل وإغلاق الستائر خلال النهار لتفادي أشعة الشمس وشرب الماء بانتظام واستهلاك أغذية غنية بالماء كالغلال والخضر والحليب ومشتقاته. عند الخطر وفي حال حدوث ضربة شمس يجب وضع المصاب في غرفة باردة ونزع ثيابه المضبوطة ورشة بالماء الفاتر ووضع مناديل مبلّلة على رأسه وكافة أطرافه وإعانته على شرب الماء مع مراجعة الطبيب في أسرع وقت. وعند شعور المسن أو من يرعاه بضعف عام أو ارتخاء أو غثيان أو إسهال أو تغيّر في السلوك أو تشنجات أو ارتفاع في حرارة الجسم يجب اعطاء الماء للمسنّ واستعمال المنديل المبلّل وتمريره على الرأس والأطراف والاسراع بعرضه على الطبيب. مراقبة صحية وذكر السيد سمير الورغمي أنه تم الكشف عن 26 بؤرة تسمّم خلال الفترة الماضية أغلبها بمحلات الأكلات الخفيفة. وقال: «انّ حادثة (المايونير)، تدفعنا الى أخذ جميع الاحتياطات والتأكد من سلامة المواد الغذائية «كالسّالمونيلا» بالدواجن ومشتقاتها». وذكر أنّ يتم تأمين أنشطة المراقبة الصحية من طرف فرق مختصّة في حفظ الصحة تضمّ حوالي 500 إطار وفنيّ موزعين على 24 مصلحة جهوية لحفظ الصحة بالاضافة الى وجود 23 مخبرا جهويا تتولى القيام بالتحاليل المخبرية اللازمة للمواد الغذائية والمياه والكشوف البيولوجية المتعلقة بالحالة الصحية للعملة متداولي المواد الغذائية. وأفاد أن المراقبة أدّت في حدود 25 ألفا و340 زيارة تفقد أسفرت منذ بداية شهر جوان عن حجز 1500 كلغ من المواد الغذائية الفاسدة وحوالي 13 ألف لتر من المشروبات المختلفة والحليب و100 ألف كيس بلاستيكي أسود وتوجيه 1315 انذارا كتابيا واقتراح غلق 219 محلا. ولاضفاء مزيد النجاعة على نشاط المراقبة تمّ تكوين لجان مشتركة تؤمّن المراقبة الصحية للمقاهي والمطاعم ومحلاّت بيع الأكلات الخفيفة والمؤسسات السياحية. وذكر أنه تم تكليف فرق مختصة مشتركة لتكثيف المراقبة على المقاهي والفضاءات الترفيهية بالتركيز خاصة على النظافة العامة للمحلات والتأكد من سلامة المواد الغذائية خاصة منها سريعة التعفن (المايونيز، اللحم المفروم، لحوم الدواجن..). وأشار إلى أنّ سلامة المواد الغذائية مرتبطة بعدّة عناصر أخرى كظروف النقل والخزن والعرض للبيع ودرجة الحرارة وغيرها وبالتالي يتعين على المواطن التأكد من وجود كل البيانات الالزامية على تأشير المواد الغذائية. ويجب الامتناع أيضا عن اقتناء مواد غذائية معروضة في ظروف غير صحية كالمواد المعروضة خارج المحلات وتحت أشعة الشمس والغبار وكافة أشكال التلوث وفي حال رصد مخالفة الاتصال بالرقم الأخضر: 316 100 80. تدخين 180 محضرا خلال شهر جوان تم تحريرها بسبب التدخين في الأماكن العمومية الممنوعة. وتعوّل الدكتورة النابلي على وعي المواطن في الاقبال على الاقلاع خلال شهر رمضان حيث تتوفر 257 عيادة بكامل تراب الجمهورية تساعد على الاقلاع عن هذه الآفة الخطيرة.