لقي ما لا يقل عن خمسين شخصا مصرعهم وأصيب العشرات في مواجهات مسلحة في شمال اليمن بين قبيلة وعناصر التمرد الحوثي، فيما استدعى البرلمان اليمني امس وزيري الدفاع والداخلية لمناقشة التطورات الاخيرة التي تهدد بعودة الحرب في محافظات الشمال. وأعلن مصدر قبلي أمس أن مديرية حرف سفيان تشهد منذ يوم الجمعة الماضي مواجهات بين قبائل موالية للحكومة والجيش اليمني وعناصر التمرد الحوثي مؤكدا أنها «أسفرت عن مقتل اكثر من عشرين فردا من قبيلة الشيخ صغير عزيز». حصار وإبادة وأكّد المصدر القبلي ان المتمردين يحاصرون الشيخ صغير ومقاتلي قبيلة بن عزيز في العمشية بمنطقة حرف سفيان والتي تعدّ من أبرز معاقل الحوثيين بمحافظة عمران الشمالية. واتهم المصدر القبلي عناصر التمرد بارتكاب جريمة إبادة في حق قبيلة الشيخ صغير، مشيرا الى أنهم قتلوا أكثر من ثلاثين فردا منها. ومن جانبه نفى المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، وجود أي حصار للقبيلة، مضيفا أن «المواجهات تدور بيننا وبين القوات اليمنية في مواقع عسكرية معروفة في حرف سفيان مثل الزعلة ومرشد والكبرى واللبدة.. هذه ليست مواقع قبلية» على حدّ تعبيره. وأكد أن أكثر من 20 متمردا قتلوا في المواجهات. وفي غضون ذلك اتهمت اللجنة المعنية بالاشراف على وقف الحرب بمحافظتي صعدة وعمران الحوثيين بنصب كمين لوجيه قبلي أدى الى مقتله ونجله وأربعة من مرافقيه. خرق واستنفار وقال مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا أمس ان «هذا العمل مع خروق أخرى ترتكبها العناصر الحوثية في عدد من المناطق الأمر الذي يعكس تعمّد تلك العناصر الاستمرار في خلق التوترات وتقويض جهود احلال الأمن والسلام». وفي السياق ذاته أعلن برلمانيون من محافظة صعدة أمس أيضا استمرار اضراب بدأوه أمس الأول احتجاجا على ما وصفوه التزام صنعاء بتنفيذ اتفاقية رعتها قطر بين الحكومة والحوثيين، رغم خرقها. واعتبر النواب أن تطبيق الاتفاقية من شأنه التمهيد لحرب سابعة «يستفيد منها تجار الحروب والمتنفذون». وفي الاتجاه ذاته قرّر البرلمان اليمني أمس استدعاء وزيري الدفاع والداخلية ورئيس اللجنة الأمنية العليا المكلفة بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار لمناقشة امكانية وقف تنفيذها بعد تعدد الخروقات الحوثية لها.