في إطار انفتاحه على الأصوات التونسية استضاف مهرجان الحمامات الدولي في سهرة أول أمس الثلاثاء الثنائي المقيم في باريس أمال المثلوثي وعبير النصراوي في سهرة كانت على قدر كبير من الامتاع. بداية السهرة كانت مع الصوت الجديد الذي بدأ يكتسب حضورا متزايدا خارج تونس وخاصة في الجزائر وفرنسا واليونان، أمال المثلوثي التي غنّت مجموعة من أغانيها ذات النفس الملتزم البعيد عن المباشرة والشعارات السياسية فقد منحت أمال المثلوثي للكلمة أفقا أرحب مع «القيتار» و«الكمنجة» و«لكنترباص» وآلات الايقاع وقد كانت آمال المثلوثي حاضرة بامتياز على الركح مماجعل الجمهور يصفّق لها طويلا فقد اكتشف فيها الجمهور مساحات صوتية عالية ولا شك أنها ستكون على موعد قريب مع النجومية خاصة أنها تمثّل تجربة ذات خصوصية سواء في مستوى الجملة الموسيقية أو الشعرية فقد استفادت من ألوان موسيقية عالمية مثل الجاز والبلوز والريقي وسعت الى توظيفها مستفيدة من صوتها الذي يحمل في نبراته سحرا خاصا يشعر المستمع اليه بأنه صوت قادم من أفاق بعيدةومنسيّة. أمال المثلوثي التي لم تتجاوز الخامسة وعشرين عاما أنهت عرضها بالأغنية التي كانت سببا في شهرتها «بين الوديان» التي قدّمتها في لحن جديد. الطانقو العربي عبير النصراوي صوت معروف بالنسبة الى الجمهور التونسي بسمحته الطربية الكبيرة وقد كانت لها أكثر من اطلالة في المهرجانات التونسية لكن سهرة الحمامات كانت مختلفة عن تجاربها السابقة فقد اختارت ان تقدّم لونا جديدا من الغناء غير مألوف في الموسيقى العربية وعملت على تطويع مجموعة من الأغاني العربية للهادي الجويني واسمهان ومحمد عبد الوهاب وأغان جزائرية الى موسيقى الطانقو التي تشتهر بها امريكا اللاتينية وخاصة الارجنتين. عبير النصراوي رافقتها مجموعة من العازفين الفرنسيين والاسبان ومجموعة من راقصي الطانغو وقد كانت فقرتها ممتعة فعلا. هذ العرض كان مغامرة فنية نجحت عبير النصراوي في خوضها بامتياز اذ منح البيانو والكمنجة لصوت عبير النصراوي بعدا اوبراليا أكّد مرّة أخرى ان عبير النصراوي تبقى من أجمل الأصوات العربية وخوضها لمغامرات فنيّة مثل «الطانقو» سيمنحها حضورا أكبر ولكنها تبقى مطالبة بأن يكون لها انتاج خاص وهذا ما كان غائبا في هذه السهرة.