هو لاعب مثالي على المستوى الاخلاقي وهذا يعرفه الجميع ويشهد به زملاؤه وكل من يعرفه.. شق طريقه في صمت وبعيدا عن الدعاية والمقالات «الاعلانية» وأصبح فجأة أحد أفضل اللاعبين على الساحة. يقول ان علاقته بالملعب التونسي يجب ان تنتهي رغم أنه لم يسع الى ذلك. وفي الحوار الموالي تحدث عن علاقته ب»البقلاوة» وعن المنتخب والجامعة والاطار الفني وحظوظنا في الالعاب الاولمبية. * أين وصلت استعدادات المنتخب الاولمبي الى ألعاب أثينا؟ يمكن القول ان المنتخب جاهز تقريبا وقد ركزنا خلال التحضيرات على كل الجوانب ونشعر الآن أننا جاهزون بدنيا وذهنيا ومعنويا أيضا. * وكيف كانت أجواء التحضيرات؟ أجواء ممتازة وهناك احاطة شاملة بالمنتخب ولذلك أريد ان أوجه تحية خاصة الى الاطار الفني والطبي والاداري وغم انه ليست من عاداتي رمي الورود. أتمنى ان تصل هذه التحية. * كلما تحدثنا الى لاعب دولي الا وأثنى على العقلية الجديدة في المنتخبات؟ في الحقيقة هذه مسألة يطول شرحها وأريد أن أختصر الاجابة في بعض الكلمات وهناك مثل يقول «الساس هو الأهم» وعندما نجد شخص مثل حمودة بن عمار على رأس الجامعة نفهم لماذا تغيرت العقلية وبن عمار هو الذي تعاقد مع لومار ومعلول والعبيدي وكل هؤلاء يمتازون بالنزاهة ويعاملون اللاعبين بمساواة ولولا هؤلاء الذين فتحوا أبواب المنتخبات أمام الجميع لما فتحت أبواب الاحتراف أمام الشبان مثل حقي والسعيدي والعياري... لولا هؤلاء المدربين لبقي هؤلاء اللاعبين مغمورين. * من تراه قادرا على الالتحاق بهذا الثلاثي من بين لاعبي المنتخب الاولمبي؟ من يتابع هذا المنتخب لا يشعر ان هناك لاعبا أفضل من الآخر وهذا مصدر قوتنا ولذلك فإن أغلب اللاعبين قادرون على خوض تجربة الاحتراف وأذكر مثلا المولهي ومجدي تراوي الذي يعجبني كثيرا ووسام يحيى وخاصة علي الزيتوني الذي أتمنى له الخروج الى أوروبا لأنه من الصعب ان يتحسن في تونس بعد النجاح الذي حققه ولأنه له قدرات خارقة ولابد من تفجيرها. * بالنسبة الى ثلاثي منتخب الاكابر الذي التحق بكم، هل تراه قادرا على الافادة؟ بالتأكيد هذا الثلاثي سيفيدنا أولا بالخبرة وثانيا بالمستوى العالي جدا (أخلاقيا وكرويا) خوزي كلايتون قيمة ثابتة وخالد فاضل سيكون الحارس الاول لمنتخب الاكابر في الفترة القادمة ومحمد الجديدي هو ببساطة أفضل لاعب في البطولة حاليا. * بالنسبة الى حظوظنا في أثينا، كيف تراها؟ في تونس تعودنا عن الحديث عن تجاوز الدور الاول كلما تعلق الامر بتظاهرة دولية (المونديال الالعاب الاولمبية) وعاد ما نجعل من ذلك الهدف الرئيسي لكن الآن تغيرت العقليات ونحن سنتحول الى هناك من اجل التأكيد ان كرة القدم التونسية قادرة على رفع التحدي وقادرة على الحصول على الالقاب قاريا ودوليا. نحن نعلم ان المنطق الذي يحكم كرة القدم تغير والدليل تتويج اليونان بكأس أوروبا والبرازيل وفرنسا لم يتأهلا الى العاب أثينا بالاضافة الى فوز نيجيريا والكامرون بالذهب الاولمبي في الدورتين السابقتين. وهذه كلها عوامل مشجعة. * البوسعيدي تحسن كثيرا في الفترة الاخيرة، فما هو السر في ذلك؟ عموما لست محظوظا وتعرضت الى بعض اللاصابات وخاصة في المواعيد الكبرى مثل نهائي الكأس أمام الافريقي وكذلك في البطولة العربية ورغم ذلك عدت بانضباط ومعنويات مرتفعة. والمهم ان تتوفر راحة البال والعمل في ظروف حسنة. * يقال ان راحة البال غير متوفرة الآن بالنسبة الى البوسعيدي؟ في الحقيقة الملعب التونسي يمر بظروف صعبة نسبيا وهذا غير جديد في «البقلاوة» واعتقد ان الوقت قد حان لتغيير الاجواء. * كيف ذلك وأنت مرتبط بعقد مع الملعب التونسي الى حدود 2006؟ هذا صحيح ولكن هناك بند في العقد ينص على ضرورة توفير مبلغ لا يقل عن 120 ألف دينار في نهاية جويلية الفارط ومازلت انتظر الى الآن بعد مرور 6 أيام من شهر أوت... مازلت انتظر مسؤولي البقلاوة ومازلت أحافظ على العلاقة الاسرية التي تربطني بالملعب التونسي. ولا أريد ان أرتكب حماقة... ولكن اللاعب من حقه ان يحافظ على مصالحه ايضا. * وأي حل تراه في الافق؟ مازلت الى الآن انتظر الحلول وهي ليست بيدي بل بيد مسؤولي البقلاوة.. أنا ابن النادي ولا أطالب بالتعجيز وقد أتنازل عن حقوقي ومستحقاتي في الملعب التونسي لكن لا يمكن ان يستمر الوضع على ما هو عليه. يجب ان أتحول الى فريق آخر والجميع يعلمون ان البوسعيدي غير مادي ولا يفكر في المال فقط لكن أريد تغيير الاجواء. * هل وصلتك عروض من أندية أخرى؟ تنقلات اللاعبين تحكمها عديد الظروف وفي تونس مثلا كان بإمكاني الانتقال الى اي فريق آخر لكن العقد الذي يربطني بالملعب التونسي وجودي في قائمة البقلاوة الافريقية صعّب الامر. وعموما انا أؤمن ب»لن يصيبكم الا ما كتب الله لكم». ثم إني سأنتظر الالعاب الأولمبية وفي صورة النجاح وتقديم مستوى جيدا قد تفتح الابواب أمامي على مصراعيها وأمام عديد اللاعبين الآخرين. * أنت صاحب أخلاق عالية، فمن كان مثلك الاعلى؟ تأثرت بعديد اللاعبين مثل طارق ثابت وحاتم الطرابلسي ولكن يبقى مثلي الاعلى على الاطلاق جمال ليمام.