أخبار باختصار    أخبار المال والأعمال    الاحتفاظ بالمهاجرة غير النظامية كلارا فووي    صفاقس الإحتفاظ بالكاميرونية "كلارا فووي" واحالتها للتحقيق    تونس تشارك في الدورة الأولى من الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي حول التعاون الشامل والنمو والطاقة بالرياض    وزير خارجية المجر يدعو الاتحاد الاوروبي الى عدم التدخل في السياسة الداخلية لتونس    وزارة التجارة تنفي توريد البطاطا    صفقة الهدنة مع «حماس» زلزال في حكومة نتنياهو    عاجل/ جيش الاحتلال يعلن مقتل ضابطين وإصابة آخرين في قطاع غزة    عاجل/ سعيّد: الدولة لن تبقى مكتوفة الأيدي أمام من يحاول المساس بأمنها    مجلس الوزراء يوافق على جملة من مشاريع القوانين والقرارات    دامت 7 ساعات: تفاصيل عملية إخلاء عمارة تأوي قرابة 500 مهاجر غير نظامي    النادي الافريقي: 25 ألف مشجّع في الكلاسيكو ضد النادي الصفاقسي    النجم الساحلي يتعاقد مع خالد بن ساسي خلفا لسيف غزال    درة زروق تهيمن بأناقتها على فندق ''ديزني لاند باريس''    المجمع الكيميائي التونسي: توقيع مذكرة تفاهم لتصدير 150 ألف طن من الأسمدة إلى السوق البنغالية    الطلبة التونسيون يتحركون نصرة لفلسطين    نائبة بالبرلمان: ''تمّ تحرير العمارة...شكرا للأمن''    الجامعة التونسية المشتركة للسياحة : ضرورة الإهتمام بالسياحة البديلة    تعرّض سائق تاكسي إلى الاعتداء: معطيات جديدة تفنّد روايته    بن عروس : تفكيك وفاق إجرامي مختص في سرقة المواشي    نادي تشلسي الإنجليزي يعلن عن خبر غير سار لمحبيه    السنغال تعتمد العربية لغة رسمية بدل الفرنسية    المجر ترفع في المنح الدراسية لطلبة تونس إلى 250 منحة    الرابطة الأولى: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي    إنهيار سد يتسبب في موت 42 شخصا    "بير عوين".. رواية في أدب الصحراء    بعد النجاح الذي حققه في مطماطة: 3 دورات أخرى منتظرة لمهرجان الموسيقى الإلكترونية Fenix Sound سنة 2024    سليانة: 4 إصابات في اصطدام بين سيارتين    كأس الكونفدرالية الافريقية : نهضة بركان المغربي يستمر في استفزازاته واتحاد الجزائر ينسحب    نقطة ساخنة لاستقبال المهاجرين في تونس ؟ : إيطاليا توضح    مدنين : مواطن يحاول الإستيلاء على مبلغ مالي و السبب ؟    قيس الشيخ نجيب ينعي والدته بكلمات مؤثرة    تصل إلى 2000 ملّيم: زيادة في أسعار هذه الادوية    ما حقيقة انتشار "الاسهال" في تونس..؟    تونس : ديون الصيدلية المركزية تبلغ 700 مليار    جائزة مهرجان ''مالمو'' للسينما العربية للفيلم المغربي كذب أبيض    بعد مظلمة فرنكفورت العنصرية: سمّامة يحتفي بالروائية الفسطينية عدنية شبلي    الرابطة الأولى: برنامج مباريات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    زلزال بقوة 4.6 درجات يضرب هذه المنطقة..    هام/ بشرى سارة للراغبين في السفر..    يوميا : التونسيون يهدرون 100 مليار سنويا    زيارة ماسك تُعزز آمال طرح سيارات تسلا ذاتية القيادة في الصين    دكتور مختصّ: ربع التونسيين يُعانون من ''السمنة''    خط جديد يربط تونس البحرية بمطار تونس قرطاج    ثمن نهائي بطولة مدريد : أنس جابر تلعب اليوم ...مع من و متى ؟    بطولة ايطاليا : رأسية أبراهام تمنح روما التعادل 2-2 مع نابولي    معز السوسي: "تونس ضمن القائمة السوداء لصندوق النقد الدولي.."    تونس توقع على اتفاقية اطارية جديدة مع المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة    طقس الاثنين: تقلبات جوية خلال الساعات القادمة    عملية تجميل تنتهي بكارثة.. وتتسبب بإصابة 3 سيدات بالإيدز    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الصولد»: المدن الكبرى تنتقده... والصغرى ترحّب به
نشر في الشروق يوم 26 - 07 - 2010

كلام كثير وملاحظات مختلفة لاحقت «صولد» الصيف الحالي والتصقت به، تجاوزت التشكيك في حقيقة أسعاره وجودة المنتوجات الخاضعة للتخفيض لتتعلق بموعده وحجم المشاركة فيه ونوعية المواد والأنشطة المشمولة. وإذا كان الصولد تعرض إلى انتقادات من التجار والمستهلكين في المدن التي أقرته فإن مواطني المدن الداخلية طالبوا به وبحقهم في الشراء بأسعار مخفضة. مختلف الآراء تضمنها التحقيق التالي الذي حاول رصد آراء مختلف المشاركين في الصولد من مختلف مدن الجمهورية.
سوسة : حذر تام... والبعض يطالب ب«الصولد» في المطاعم والمقاهي..!!
الشروق مكتب الساحل :
عند مرورك بأزقة «المدينة العتيقة» وقبل أن تصل إلى وسط مدينة سوسة، أين المحلات التجارية الراقية، ستلاحظ بدون أدنى شك حالة الاستنفار التي يعيشها التجار وأصحاب المحلات... لافتات ضخمة... أرقام واضحة لكنها مشطبة وأخرى أوضح منها تغري الحريف بتعديل مسار جيبه من مسلك «المأكولات» إلى طريق الملابس أو غيرها.
إنها فترة «الصولد الصيفي» التي أسالت الكثير من الحبر وأرهقت عديد «الجيوب» واستنفرت لأجلها التحضيرات من هذا الجانب وذاك... وخلال جولة قصيرة قامت بها «الشروق» بين المحلات تبين لنا أن المستهلك أصبح «بمرور الزمن» يعلم ما يخفيه أصحاب المحلات عند فترات الصولد من ألاعيب وخزعبلات، حيث أكد العديد ممن استجوبناهم أنهم تعلموا من «صولد» الأعوام السابقة العديد من الأشياء نكتشفها خلال هذه الجولة.
البداية كانت مع السيدة فاطمة سهيل التي وجدناها صحبة بنتيها بأحد محلات الملابس الجاهزة بالمدينة العتيقة... كانت تنظر إلى جدران المحل المزركشة بالملابس المعروضة للبيع وتقترح على البنتين هذا اللباس أو ذاك... اقتربنا منها وسألناها عن رأيها في الصولد فأكدت أنها أصبحت تملك خبرة في مجال التجارة بحكم متابعتها للأسعار سواء قبل فترات الصولد أو أثناءه، لكنها في المقابل أفادتنا بأن ما يعرض أثناء فترات «الصولد» يعتبر من السلع التي «انتهى عهدها» أو من السلع التي لا تخص الفصل الذي نعيشه، والتفتت إلى إحدى السلع المعروضة قائلة : «انظر إلى هذا الفستان مثلا... انه صالح لفصل الشتاء وليس لمثل هذا الوقت... وهو أيضا يعتبر من الموضة القديمة التي انتهت فترة صلوحيتها ولهذا السبب ينخفض ثمنه بدرجة ملفتة للانتباه».
تحولنا إلى محل آخر يعرض بضاعة أخرى... محل معد لبيع الأحذية خيّر صاحبه لفت انتباه الحرفاء ل«صولده» عبر مكبّر صوت ضخم وضعه أمام محله ينادي ويعلم المارة بأن أسعاره «ولا في الخيال»... المحل كان يعج بالحرفاء.. السيد لطفي نعيجة كان ضمن الحرفاء لكنه يتميز عنهم بعدم اللهفة والتروي... وعند سؤاله عن سبب ذلك ضحك قائلا : «... لقد تعودت على ذلك حتى لا أقع في الفخ مرة أخرى.. لقد سبق وأن تعرضت لعديد عمليات الغش عند فترات الصولد لكنني أصبحت منتبها أكثر من اللزوم»... وعندما سألناه عن أساليب الغش التي تعرض إليها أفادنا بأنه اشترى ذات مرة حذاء اتضح أنه غير متطابق (اليمنى رقمها مختلف عن اليسرى) وفي مرة أخرى تبين له أن الحذاء الذي اقتناه بمبلغ زهيد مصنوع من الورق المقوى!!؟.. وغيرها من أساليب الغش.
تركنا السيد لطفي نعيجة يبحث عن حذاء جيد وتوجهنا خارج المدينة العتيقة نحو المحلات التجارية الأخرى لنقف على نفس المشهد... إكتظاظ... وأسعار بعضها يعتبر عاديا والبعض الآخر يغري النفوس... توجهنا نحو أحد أصحاب المحلات حتى نطلع على رأيه حول «فترة الصولد الصيفي»... السيد عبد الرزاق مفتاح صاحب محل تجاري ضخم يبيع الملابس الجاهزة والأحذية وأيضا لعب الأطفال تحدث ل«الشروق» عن هذه الفترة قائلا : «... نحن دائما نستبشر لفترات الصولد لأنها تلزم «المشتري» للخروج من منزله وإقتناء ما يلزمه... لقد أصبح الحريف ينتظر فترات الصولد ونحن بدورنا ننتظره وعندما سألناه عما سمعناه من الحرفاء من عمليات تمويه وغش يتوخاها بعض الباعة صرح لنا بأن «الصولد» في تونس مقنن وأن أعوان المراقبة الإقتصادية لا يتركون الفرصة لمثل هؤلاء التجار... مبينا في الآن ذاته أن الحريف أصبح على درجة كبيرة من التفطن لمثل هذه الخزعبلات التي لا تغني ولا تسمن من جوع وقبل خروجنا من محل السيد عبد الرزاق تقدم نحونا شاب كان مرفوقا بأصدقائه ورجانا ابلاغ صوته قائلا : «... لدي اقتراح أرجو أن ينظروا إليه بعين الاعتبار... (ضاحكا)... الصولد أصبح في تونس يمس كل أنواع التجارة إلا نوعا معينا... لماذا لا يهتم «الصولد» ولا يزور محلات الأكلات الخفيفة والمطاعم وأيضا المقاهي؟!....
*أنيس الكناني
القيروان : الحريف يشكك في شفافيته... والتاجر يرفض الانخراط في لعبة «الكبار»
القيروان الشروق :
يوم 20 جويلية أطلقت صافرة الصولد الصيفي في مدينة القيروان وحدث ولاحرج عن التهافت والزحام والاحباط ،وفي الوقت الذي قدم بعضهم نسب تخفيض متفاوقة ، تأخر عدد منهم عن الانخراط في « الصولد» الذي في ظاهره تخفيض في الأسعار وفي باطنه الكثير من الأسرار.
فما مدى صحة ما يقوله البعض من فقدان المستهلك الثقة في التخفيض وهل في العملية سرا خفيا ومن المستفيد من هذه الحبكة التجارية، واذا كان التجار مستفيدين ما سبب رفض بعضهم للصولد الصيفي?
تدخل أحد المحلات الفخمة المعدة لبيع الأحذية بمدينة القيروان برفقة ابنتها ثم تغادره دون ان تقتني شيئا،وعن رأيها في الصولد الذي يقدمه التجار أكدت سهلة ( موظفة ) انها لا تثق في العملية وأن في الامر سراوتلاعبا بالاسعار وبجودة المعروضات مما يجعل من الصولد فخا للإيقاع بالزبائن دون تخفيض حقيقي للأسعار وترى السيدة سهلة انه من الواجب تكثيف المراقبة على هذه المحلات من خلال جرد السلع ومتابعة الأسعار المعروضة قبيل وبعد انطلاق الصولد للتصدي لما وصفته ب«التحيل المقنن»
تلاعب بالجودة والأسعار
يتجول بين محلات الملابس الجاهزة والأحذية يحدق في واجهاتها ثم يمر مرور الكرام، السيد رياض أكد أنه لم يجد ما يبحث عنه بين المحلات وذلك بسبب غياب مجال واسع للاختيار بين المحلات بسبب قلتها وتشابه معروضاتها وبخصوص الصولد أكد أنه « خدعة كبرى» وذكر أنه لا حظ كيف أن احد المحلات ( من الماركات العالمية ) عوض الملابس المعروضة بين يوم وليلة قبيل انطلاق الصولد ثم شرع في بعث إرساليات قصيرة لحرفائه « الأوفياء» وتقديم نسبة كبيرة من التخفيض قبل أيام من موعد الصولد مؤكدا أن العملية تفتقر الى المصداقية.
ولعله نفس الانطباع الذي خرجت به احدى الفتيات مؤكدة ان الصولد مجرد اجراء تجاري شكلي ينطوي على عملية فيها التلاعب بالأسعار وهو ما ذهبت الى تحليله سناء ( طالبة ) مؤكدة حسب رأيها ان بعض التجار يرفعون في الأسعار ثم يقدمون التخفيض الى ان يصل الى السعر الحقيقي وإن صدق السعر فإن البضاعة لا تكون بنفس الجودة وتكون من الموضة القديمة.
التجار : انخراط مكره
رفضنا الصولد لأنه جاء في ذروة الموسم التجاري وذروة « المبيعات » بهذه العبارة ينطلق السيد سفيان (تاجر أحذية) في شرح أسباب رفضه للصولد الصيفي في موعده الجاري هو وعدد من التجار، وبين ان الصولد انما جعل ليمكن التاجر من تسويق ما بقي من بضاعته وليس في ذروة موسم العمل ، ولئن انخرط محله في الصولد مقدما نسبة تخفيض ( 20 بالمائة يقول انها حقيقية) فإنه كان مكرها ومضطرا لمسايرة السوق والمحافظة على حرفائه.
وبين سفيان ان من جاء بفكرة الصولد في شهر جويلية وفي موسم العمل وفي الوقت الذي اشترى فيه بعض التجار سلعا جديدة لترويجها انما يريدون تسويق سلعهم المكدسة بعد ان حققوا أرباحا طائلة منها اثر بيع بعضها بأضعاف ثمنها ليكون الصولد حسب قوله «مسرحية » مكشوفة.
وبين هذا التاجر ان المستهلك مستفيد من الصولد بينما يتضرر التجار (الصغار ) لأن التخفيض «كسر» الموسم الذي يعد شهر جويلية ذروته ولم ينس اتهام ثلة من كبار التجار بالعبث بمواعيد الصولد لخاصة بضاعتهم المكدسة وأرباحهم الذاتية وبين ( من خلال عملية حسابية) انه يخسر إن هو تجاوز نسبة ال 20 بالمائة من التخفيض.
رفض للعبة الكبار
من جهته ذكر محمد (صاحب محل ملابس جاهزة) ان الوقت ليس وقت صولد مؤكدا انه لم ينخرط فيه. وبرر ذلك بان موعد الصولد غير ملائم للتجار نظرا لكون الموسم لم ينطلق بعد ومن المفترض حسب رأيه ان ينطلق الصولد في شهر سبتمبر متسائلا من من مصلحته فرض الصولد في موعده هذا نرجو ان يكون لصالح المستهلك وليس لصالح التجار.
وعن مدى نزاهة التخفيض الموسمي كشف محمد وهو التاجر العالم بالأسرار التجارية ، ان الصولد أصبح مجرد عادة تجارية وان المستهلك تفطن الى اللعبة التي يقوم بها بعض التجار الذي يعمدون الى الرفع في السعر قبيل الصولد ثم تقديم نسبة التخفيض لكنه لم ينف ان يكون الصولد في مصلحة المستهلك لان بعض التجار يقدمون تخفيضا حقيقيا...لكنهم مستفيدون أيضا.
ولعل وجود هذه الثنائيات المتقابلة بين انطباعات المستهلكين وتشكيات التجار، نتبين ان الصولد الصيفي لا ينسجم من المثل الشعبي القائل« حتى لا يجوع الذئب ولايشتكي الراعي».
* ناجح الزعدودي
... سيدي بوزيد : موسم التخفيضات الصيفية دون الانتظارات
سيدي بوزيد الشروق :
انطلق موسم التخفيضات الصيفية منذ أيام قليلة في مدينة سيدي بوزيد باحتشام حيث لم يتجاوز عدد المنخرطين فيه 6 منهم 2 لبيع الأحذية و 3 لبيع الملابس الجاهزة و 1 لبيع النظارات الطبية والشمسية وتعد هذه التظاهرة مناسبة اقتصادية يستعد لها على حد السواء كل من التاجر والحريف ولكن هذا العدد القليل من التجار المنخرطين يؤكد أن التخفيضات صيفية أو شتوية لم ترتق بعد إلى المستوى الذي بلغته في عدد آخر من الجهات خاصة العاصمة.
السيد يسري الدمرشي المدير الجهوي للتجارة بسيدي بوزيد أفاد أن عدد المشاركين في هذه الفترة من الصولد هم ستة وقد قدموا تصاريحهم في التخفيض الدوري على المستوى الجهوي والمركزي وقد ذكر أن المجالات التي شملها التخفيض تتمثل في الملابس الجاهزة والأحذية والنظارات الشمسية والطبية وأشار إلى أنه رغم الجهود المبذولة من مختلف الأطراف ذات الصلة بالجهة فان التجاوب كان محدودا مثلما هو الشأن بالنسبة للموسم الفارط حيث لم تقع الاستجابة بالقدر الكافي.
الشروق زارت العديد من أصحاب المتاجر لتتعرف على ظروف سير عملية الصولد الصيفي في أيامها الأولى وتبحث عن أسباب عزوف تجار سيدي بوزيد عن المشاركة في هذه التظاهرة وكان اللقاء الأول مع السيد ياسين ضي صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة الذي أكد على عدم نجاعة الصولد خاصة بالنسبة إليه وذلك بسبب عدم توفر الكميات المناسبة للمشاركة في الصولد سواء من ناحية العدد أو النوع فحسب رأيه الصولد يتطلب بضائع كثيرة ومتنوعة تتيح له حرية اكبر وهامش لربح أوفر عندما يقرر الإعلان عن التخفيضات التي تتطلبها المناسبة وهو ما لا ينطبق عليه إذ يشتري كميات قليلة تباع اغلبها في أوقات وجيزة.
ويذهب إلى أن الصولد لم يأخذ بعد حجمه المناسب في جهة سيدي بوزيد لذا فانه فضل عدم المشاركة فيه ومن التجار الذين لم يشاركوا أيضا في الصولد الصيفي السيد محسن الطاوني صاحب محل لبيع الأحذية وذلك بسبب الإقبال الضعيف من مواطني الجهة على محلات الصولد ونجاح البضائع الموازية في استقطاب أغلبية الحرفاء رغم عدم مطابقتها للمواصفات المتعارف عليها خاصة مع كثرة تجار هذه البضائع حيث انضم إليهم التلاميذ والطلبة والمتخرجون والنسوة مما انجر عنه كساد في السوق ويعترف أنه لا يتزود بالبضائع من العاصمة إلا مرة كل ستة أشهر ومن صفاقس مرة واحدة كل شهر على خلاف السنوات الماضية التي يتردد فيها على هذه الأسواق أسبوعيا ، ولهذه الأسباب وغيرها قرر أن لا يدخل في غمار هذه المناسبة التي مازالت في حاجة إلى بعض التشجيعات والحملات التحسيسية من طرف الجهات المسؤولة وذلك لتنظيم السوق من جهة والحد من ظاهرة المديونية الناتجة عن غلاء الكراء والاداءات من جهة أخرى.
أما السيد مجدي الجريبي صاحب محل لبيع النظارات الطبية والشمسية فيؤكد أن مشاركته في الموسم الشتوي الفارط قد مرت بنجاح وهذا سبب انخراطه هذه المرة كما أشار إلى توفر العرض وتنوعه وذلك بأسعار في متناول المستهلك وهو يسعى إلى تجديد بضائعه بمواكبة أهم المستجدات في القطاع وكانت للشروق جولة أخرى مع عدد من الحرفاء والمستهلكين الذين عبروا عن أهمية هذا التاريخ وحسن اختياره ليتوافق مع مختلف المناسبات الدينية والعائلية التي يعيشها التونسي من ذلك الأفراح والنجاحات وعودة مواطنينا بالخارج وعيد الفطر والعودة المدرسية.
ومن جهة أخرى أوضحت السيدة دليلة ربة بيت أنها تعتزم التوجه إلى مدينة صفاقس صحبة أفراد العائلة للتزود بما يلزمها في المناسبات القادمة خاصة مع الإقبال الضعيف للتجار على الصولد ، كما تذمرت من التهاب الأسعار على مدار السنة في مختلف أنواع البضائع والحاجيات مما أدى إلى تزايد الإقبال على السلع المعروضة في الأسواق رغم قلة جودتها .
السيد طارق وجدناه في محل لبيع الملابس الجاهزة صحبة خطيبته فقال انه قد أراد اغتنام فرصة الصول خاصة مع تزامنها وموعد صرف الرواتب ومع فترة الأعراس واقتراب موعد العودة المدرسية الذي سيليه عيد الفطر المبارك لشراء بعض الملابس والهدايا لخطيبته بل أنه يفكر جديا في الشراء إذ وجد الأسعار مناسبة وقد مر بجملة من الدكاكين غير أنه قد لاحظ أن الأسعار هي نفسها لم تنخفض ويتساءل بالمناسبة عما جاء به الصولد وعن التخفيضات التي أعلن منذ أيام وصرح أن مثل هذه الظروف تضطره إلى التنقل للولايات المجاورة التي تتعدد فيها الاختيارات وتتوفر على البضائع المناسبة كما وكيفا رغم ما يتولد عن ذلك من« تثقيلات »مادية ومعنوية كان من الممكن تجنبها لو توفرت الأرضية للانخراط في موسم التخفيضات.
السيد الهادي أب لخمسة تلاميذ وطلبة كان يأمل أن يجد ضالته في هذا الزخم الكبير من المحلات فالأسعار كانت غير متوقعة لتؤكد أن هذه التظاهرة ليست سوى فرصة يستفيد منها التجار فقط حتى أن السلع القديمة مازالت تعرض بأسعار محينة ولا تتناسب مع نوعية وقيمة البضاعة.
*محمد صالح غانمي
قابس : التاجر بين موعد غير مناسب وغياب تقاليد التسوق فيه
الشروق مكتب قابس :
انطلق موسم «الصولد الصيفي» في مدينة قابس باحتشام كبير يعود أساسا إلى رغبة بعض التجار في تأجيله إلى غرة أوت من ناحية وغياب تقاليد التسوق خلال هذه الفترة من ناحية ثانية... تلك هي أبرز مواقف التجار والمستهلكين التي خرجت بها «الشروق» من هذا التحقيق.
منجية فتاة في العشرين من عمرها وجدناها في محل بيع الملابس الجاهزة تسجل أنواع البضائع وأسعارها لارسالها إلى الإدارة الجهوية للتجارة... تحدثت عن «الصولد» بغير اقتناع بمرابيحه فقالت «في كل سنة ننخرط في مواسم التخفيضات الشتوية والصيفية رغم قلة المرابيح فيها لأن المواطن لا يقتنع كثيرا بأسعار «الصولد» ويعتبر أن فيها مغالطة له في حين أننا نلتزم بالنسب المعمول بها في كل الجهات ونقدم للإدارة الجهوية للتجارة قائمة في أثمان بضائعنا قبل التخفيض وبعده وننتظر الموافقة وكما ترى الحريف يحاول بشتى الطرق أن نخفض له الأسعار مستندا إلى كونه حريفا وفيا ولا يبتاع إلا من محلاتنا فنضطر في بعض الأحيان إلى مجاراته مما يزيد في التقليل من مرابيحنا».
كان يمسح زجاج محله تارة والعرق المتصبب من جبينه تارة أخرى سألناه عن «الصولد الصيفي» فأبدى بدوره عدم اقتناعه بهذا التوقيت «لقد وجدنا أنفسنا أمام خيارين أحلاهما مر أما أن نشارك في موسم التخفيضات وبذلك نقضي على أفضل فترة للبيع والشراء حيث تشهد السوق انتعاشة ملحوظة تعود إلى موسم الأعراس وفترة رمضان أو أن نرفض المشاركة فيمر الحريف أمام المحل التجاري ويرفض الشراء ما دمت لم تقم بالتخفيض... ومنذ سنوات عديدة وأنا أشارك في «الصولد» عن اقتناع بجدواه إلا أن توقيته هذه السنة لم يكن مناسبا بالمرة وحرمنا من أفضل «ميسرة» لنا وحبذا لو يقع مزيد احكام تنظيم موعد «الصولد» في السنوات القادمة لاقترانه برمضان وموسم الأفراح والنجاحات لأن هذا الموعد في جوهره مناسبة تساعدنا على بيع ما تبقى من المخزون بمعنى أن التاجر يكون قد دخل في الربح وأمن الخسارة».
فكرة أن موعد «الصولد» غير مناسب التقت فيها معه صاحبة محل لبيع الملابس الجاهزة رفضت ذكر اسمها وتساءلت «كيف يمكن ان أنضم إلى «الصولد» وجملة بضائعي لم اشترها إلا منذ أسبوعين فعلى حد علمي فإن فترة «الصولد» لا يجوز فيها عرض بضائع جديدة بأسعار منخفضة قد لا تغطي رأسمال التاجر.
إذا كان التاجر يتذمر من «الصولد» في هذه الفترة فإن المستهلك يعتبرها أفضل مناسبة له لاقتناء ما يرغب بأسعار في متناول ميزانيته المرهقة بتتالي المصاريف فيؤكد ماهر «غالبا ما استغل مناسبة «الصولد» لشراء مستلزماتي خاصة وأنني أتعامل مع محلات بعينها ولي ثقة كاملة في مصداقية أسعارها».
فتحي خروف أستاذ تعليم ثانوي يذهب وجهة أخرى في حديثه عن «الصولد» : «تعودت إلا أربط مشترياتي بموسم التخفيضات سواء كانت شتوية أو صيفية مما يجعل هذه المناسبة لا تمثل بالنسبة لي فرصة لتكثيف الشراءات أو تخصيص ميزانية لها وبالنسبة للتجار فهي أفضل مناسبة لبيع المخزون القديم دون خسائر وحسب رأيي فالأسعار لا تبتعد كثيرا بين ما يقدم قبل «الصولد» وما يقدم أثناءه وهنا في قابس لم تتكون بعد تقاليد كبيرة في التعامل مع موسم التخفيضات مقارنة مع بعض الجهات الأخرى وخاصة تونس العاصمة حيث يبرز الفرق في الأسعار بصورة جلية».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.